حركة العقل : في الآفاق الواسعة وسجايا الأنفس

نبذة عن الكتاب

تجربة ربط المعاني ببعضها قد ساعدتني على حفظ أدق المفاهيم عند ملاحظتي لأي حدث ودلالته. فعندما نرغب في تفسير حالة أو قانون معين، نعزز شرحنا بأمثلة واقعية حتى نصل إلى فهم واضح. وهذا الوضوح هو الذي يغيرنا من الداخل، ويجعل المعنى يتجسّد في عقولنا، وهو بالضبط الهدف الذي أطمح إليه: أن أكون واثقًا من قدرتي على الفهم الحقيقي. لهذا السبب خضت هذه التجربة بنية معرفة أعمق وفهم أدق، بعيدًا عن التزيين أو المبالغة، فلا أبحث عن ثوابت مثل كروية الأرض أو تسطحها، بل أسعى إلى اكتساب معرفة عن الأشياء التي تجهلها إدراكي المغلق. وأرجو أن تفتح هذه المعرفة أبوابًا جديدة في ذهني، وتشرع نوافذ التطبيق لا مجرد المعرفة النظرية. ومن المهم أن أشير هنا إلى أن ما أكتبه لا يهدف إلى المثالية أو الكمال، بل ينبع من الحاجة التي تشعل قلمي. فالنقص هو الدافع الأساسي الذي يجعل الكلمات تجري بقوة إحساس الحاجة، حيث ينطلق اللسان ويسترسل القلم. فالحاجة هي بداية الإنسان، تبدأ بمعرفتها ثم بتبسيطها، ووضعها على ميزان التشابه والاختلاف، وصولًا إلى التطبيق العملي لما ينفعنا. أما التطبيق، فنمر فيه غالبًا بمراحل متكررة: نتخبط، ثم نعتاد، ثم نتحسس الطريق من جديد، وهذا ما مررت به في أكثر من مرة. ورغم تأخر الفهم أحيانًا بسبب الظروف والزمان والمكان، فقد أصبحنا نقر بهذه الحقيقة، وهذا الإدراك يطمئننا ويبعد عنا المخاوف.