اقتباسات من كتاب وبالحق أنزلناه

تعامَلْ مع العَلاقاتِ التي انتهَتْ كأنّها قُبور،

‫ والقُبُور لا تُنبَش!

﴿وَجَآءُوا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ﴾

⁠‫دُموعُ التَّماسيحِ على الفريسةِ بعد التِهَامِها،

⁠‫وقولُ الجدّات: ضربنِي وبكى، وسبقنِي واشتكى!

⁠‫فلا تتسرّعْ في إصدارِ الأحكام،

⁠‫ولا تتعجلْ في إبداءِ التعاطف،

⁠‫كثيراً ما يلبسُ الظَّالمُون ثيابَ المظلومين،

⁠‫والنَّاسُ حين يروُون قصَصَهُم فهم إمّا أبطالٌ أو ضحايا!

⁠‫الغادِرونَ يُجيِدُون الحديثَ عن الوفاء،

⁠‫واللصُوصُ أبلغ

وَإنَّ أُخْتَهُ -وهي تُسَمَّى الرُّبَيِّعَ- كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ امْرَأَةٍ، ‫ فأمَرَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ بالقِصَاصِ، ‫ فَقالَ أَنَسٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ لا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا ‫ فَرَضُوا بالعوض والدية، وتَرَكُوا القِصَاصَ، ‫ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ : إنَّ مِن عباد الله من لو أقسم على الله لأبره.

من قواعد هذه الشَّريعة الرحيمة: إذا أخذَ الله ما أوهب، أسقط ما أوجب.

ورُبَّ رجلٍ فُتِحَ له في الصيام ولم يُفتح له في الصَّدقة، ‫ وإنَّ نشر العلم من أفضل أعمال البِرِّ، وقد رضيتُ بما فتح الله تعالى لي فيه، ‫ وما أظنُّ ما أنا فيه أقل مما أنتَ فيه من الأجر، وأرجو أن يكون كلانا على خير!

يالمالك ما أفقهه!

فكتبَ إليه الإمام مالكٌ يقول: إنَّ الله تعالى قسمَ الأعمال كما قسم الأرزاق،

‫ فرُبَّ رجلٍ فُتِحَ له في الصَّلاة ولم يُفتح له في الجهاد.

روى الحافظ ابن عبد البر: إنَّ عبد الله العمريِّ العابد، ‫ قد اعتزلَ النَّاسَ للصِّيام والصلاة والقرآن، ‫ وأنه استصغر ما يقومُ به الإمام مالك من تعليم الناس وانشغاله بالفقه، ‫ فكتبَ إليه يحضُّه على اعتزال الناس، والإقبال على العبادة،

اِقضوا الدُّيون، وسُدُّوا الحاجات، واحفظوا ماء الوجوه،

‫ وتذكَّرُوا أنَّه ما عُبدَ الله تعالى بشيءٍ أحبَّ إليه،

‫ من جبرِ الخواطر، وقضاء حوائج الناس!

وأن يتكئَ كلاكما على صاحبه وهو لا يخشى السقوط،

‫ فإن لم يتحقق هذا المفهوم فعن أي مودَّةٍ ورحمةٍ نتحدَّث؟!

‫ ألمْ تسأل نفسك مرَّةً ولو من باب الفضول:

الزَّواج الناجح هو الذي فيه من الصَّداقة مقدار ما فيه من الحُب! ‫ أن تأنسَ ويُؤنس بكَ، تَطمئِنَ وتُطمْئِنَ، تَجبُرَ وتُجبَرَ، ‫ أن تهون الدُّنيا كلها ولا يهون حبيبك، ‫ وأن يُباع الكون كله ويُشترى خاطر خليلك! ‫ وأن تكون

فسبحان من تجلّتْ رحمتُه حتى في أوامره، كما تتجلّى في منحه وأعطياتِه!

من قواعد هذه الشَّريعة الرحيمة: إذا أخذَ الله ما أوهَبَ، أسقطَ ما أوجب!

لأنَّ الفكرة مهما كانت صائبة يستهينُ بها النَّاسُ دون قوة،

‫ وكم قامتْ من ممالك ودول وإمبراطوريات بقوَّتها الماديَّة فقط،

‫ بينما كانت في قوامها الفكريِّ والروحيِّ أضلّ من حمير أهلها!

وإن كنت فقيراً فإنَّ لله عباداتٍ لا شأن لها بالمال،

‫ هذه ميدانك وساح جهادك فالزمْ ثغركَ،

‫ وإن كنت غنياً فدونك حوائج الناس فاقضِها،

فما عُبد الله تعالى بشيءٍ أحبُّ إليه بعد ما افترضه على عباده،

‫ من جبرِ خواطر النَّاس، وقضاءِ حوائجهم،

‫ وإنّ النَّاسَ عيال الله وأحبُّهم إلى الله أنفعهم إلى عياله!

إياكَ ان تغادر الطريق المؤدية إلى الله،

‫ سَرْ ولو بعَرجٍ فنِعمَ الخطى العرجاء في الحقّ، وبئس الخطى القويّة في الباطل!

نيَّةُ المؤمن من عملِه، وقد يبلغُ بنيَّتِه ما لم يبلغه بعمله،

إنّ النّجاةَ أحياناً في أن تفوتَكَ الأشياءُ! ‫ إنّ رحمةَ اللهِ في المنعِ لهيَ أبلغُ منها في العطاء، ‫ ذاك أنَّ العطاءَ اختيارُك لنفسِكَ وإنْ كان بكرمِ الله، ‫ أمّا المنعُ فهو اختيارُ الله لكَ بحكمتِه

إذا ما تعلّقَ الأمر بالدُّنيا فكُنْ سمحاً ما استطعتَ،

‫ وإذا ما تعلّقَ الأمر بالدِّين فكُنْ كالصخرة!

وسيدخُلُون في نواياكَ ليُزيحُوا عن فعلك الجميلِ بريقَه!