اقتباسات من رواية قيام وإنهيار الصاد شين

قصر الثقافة المهجور، قصر ثقافة فخم مجهز بالمسارح وقاعات العرض الفارهة فعلاً ومحاط بحديقة واسعة، بناه الزعيم لعرض الثقافة والفنون وتحول إلى خرابة، ليس خرابة بالضبط، وإنما مرعى للحشاشين، النباتات طالعة الآن على خشبة المسرح، أقصد الوقت بتاعي أنا في

إن المصريين العاملين في الخارج ثلاثة مستويات، النبيه بيسافر أوروبا، والمتوسط العراق والخليج، والميح خالص، اللي لا مؤهل ولا صنعة، بيسافر إلى ليبيا.

ملجأ وموطن عرب الصاد شين، الذي لا ليبي ولا عربي أصلاً، إنما مواطن مصري اضطرته الظروف للعمل في ليبيا، وقلت لك إن المصريين العاملين في الخارج ثلاثة مستويات، النبيه بيسافر أوروبا، والمتوسط العراق والخليج، والميح خالص، اللي لا مؤهل ولا

وكل اللي يشدوه ينفضوه، إيد في إيده وإيد عَ المحفظة، ما أصل اللي متهرب بيكون بهدومه بس وممعهش حاجة إلا الفلوس، وركبت أنا والزعيم والسواق، وكان معانا كيسين بوخة وصباعين حشيش، وانطلق الزوديك وآذم معانا، وبعد حوالي كيلو في

ما دخلت لقيت واحد ورا الباب وعَمل لي زِو بالكف على قفايا، وعلى ما اتلفّت لقيت واحد تاني شو على قفايا، لسه بامسك نفسي لقيت واحد طاخ في ودني عدل، و»تبي تعدي إيطاليا يا مصري يا ممصخ»، والضرب اشتغل.

عادي، وعمومًا التهريب بالنسبة للإخوة الليبيين والعرب عمومًا ما كانش جريمة أو شغلانة تكسِف، بل بطولة، ولما تسأل الواحد منهم شغال أيه يقول لك بمنتهى الفخر بنخدم في التهريب، زي العرب كده ما كانوا بيفخروا زمان بالسرقة والنهب باعتبارها فروسية؛

وأظن هي أو عزبة خليل الجندي القريبة بتتباهى على عزب المنطقة بإنها «مافيهاش ولا واحد عربي ولا واحد مسيحي»، وفقراء الفلاحين في تطون كانوا بيلموا مخلفات العرب، مخلفاتنا إحنا شخصيًّا وليس مخلفات البهايم والزبالة المعتادة.

الكافتريا كان فيه نفق نازل، دُحديرة كده بتفتح على بدروم كبير تحت القهوة كنا بننام فيه، وقعدنا أسبوع وجت مجموعة جديدة عايزة تسافر وكترنا في الكافتريا، واتحايلت على آذم كتير ناخد البنت التونسية معانا وأتولاها ولكن أبدًا.

التونسية كانت أول وآخرواحدة أتمنى أعيش معاها طول عمري، كانت بتحب الراجل، الراجل نفسه، ومش م النوع اللي يقعد يشتكي ويقطع قلبك، وإنما تقول لك إنها بتشتغل في الحكاية دي لأنها بتحب الحكاية دي، بـ»أحب أن أسعد الرجُل» وعينيها قد

كثافة يا أخي، قرية مصرية بكاملها انتقلت إلى إيطاليا، حي بكامله في قلب ميلانو وباسم تطون، وكلهم جاء بطريقة واحدة وحيدة هي التهريب- ويمكن تقال التغريق- من السواحل الليبية إلى السواحل الإيطالية

العزا فيه، وإذ به كان هربان عند أسرة في الشرقية لها ورشة اختفى فيها تلات سنين وبعدين طلع على ليبيا في هوجة توطين العرب المصريين أيام الزعيم

راوده الحلم الإيطالي، النقلة التي ستحقق كل شىء، ونزل على واحد من قرايبنا كان من مفقودي حرب أكتوبر ٧٣ بل موتاها وخدنا العزا فيه، وإذ به كان هربان عند أسرة في الشرقية لها ورشة اختفى فيها تلات سنين وبعدين طلع

بالبيادات وهاتك يا ضرب وهاتك يا شتيمة، واللي يرفع راسه يدفسه بدبشك البندقية في راسه عِدِل «تبي تعدي إيطاليا يا بن القحبة.. تبي تعدي إيطاليا يا كلب.. ارقد يا مصري يا ممصخ».

اللي كانوا مخزنين معايا ومكتفينهم ومنيمينهم في أرضية العربيات فوق بعض على طبقتين، وكل عربية فيها عساكر واقفين فوقيهم بالبيادات وهاتك يا ضرب وهاتك يا شتيمة، واللي يرفع راسه يدفسه بدبشك البندقية في راسه عِدِل «تبي تعدي إيطاليا يا بن

السور «انزل لوطا انزل لوطا» وشد أجزاء الآلي، واللي معايا جوه افتكروا إني بتعارك مع الأفارقة، دايما كنا بنتعارك معاهم، وطلعوا بالعصي والسكاكين، ونطيت فوق السور ونطيت وجت نطتي على بوز عربية الدعم الليبي، بُم وطرت وطارت ورايا.

الزعيم ونزلنا مدينة زوارة القريبة، واتمشينا في الشوارع واشترينا حشيش وبوخة، خمرة بتتعمل شمال في البيوت والمزارع، الخمرة ممنوعة في ليبيا زيها زي الحشيش وأشد.

ولكنها طولت معاه، وهو من ناحيته استهبل ونط على البيوت في انصاص الليالي وفقد الثقة وبقى لا يطاق، هو نفسه لا يطيق نفسه، وبعدين الفقر والأحلام الكبرى، «الديوان اللي فاتح امبحر، والعربية الآخر موديل، والفل

وسرقاته لا تعدو كونها شيطنة شباب، مرحلة يمر بها عادة اللي جدودهم لهم شعر فخم يمدح في فروسيتهم في النهب والسطو المسلح، وربما الشباب كلهم هكذا، حب الفتونة والمتعة، ومفيش مانع من الخطف لزوم الأكل، «خطفاية كده لزوم الكيف والسهرة

أجل ترويع البنات، هو يحب البنات، ويتكسف منهم جدًّا، لكن كان لا يجد طريقة للتعبير عن حبه وكسوفه إلا الانقضاض عليهن للأسف، يفاجأن به طالع عليهن عريان ملط ومحمبط من فوق لتحت، والواحدة تصحى من النوم عليه وهو نازل يتسلل

فقالت لي: «إيش الرجين هضا؟»؛ فقلت لها: «الواحد يقل الأكل شوية»؛ فقالت: «ليش تشوّي الوكل هضا إحنا ما صدقنا طُلنا الوكل!».