أم الشعور
تأليف
حسام فخر
(تأليف)
عندما مروا بجوار الصفصافة سكنت ضحكاتهم فجأة وقال أحدهم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
كانت أكبر شجرة « أم الشعور « في البلد وربما في الدنيا كلها ، تنطلق من حافة البرسيم – ناحية الطريق - وتعلو وتعلو حتى لا يكاد النظر يحيط بقمتها ، ثم تميل قامتها وتتهدل شعورها كقبة هائلة وتمس الارض عند ضفة الترعة الأخرى .
الشمس لم تصل الى الارض تحتها من سنوات الا دوائر صغيرة مصفاة مبردة بالاوراق الخضراء .ومع ذلك لم يكن هناك واحد يقيل في ظلها الثرى.
إنها صفصافة أهل تحت . لو نام واحد في فيئها بالنهار قام اللهم احفظنا مجنوناً مخطوف العقل، ويا ستار استر من الطامة الكبرى لو جُنّ واحد وقضى الليل تحتها . تتشقق الارض عند منتصف الليل وتخرج الجذور لتضرب في رأسه وتمص منها كل ما فيها فيقوم مع الصباح ناسياً اسمه وأصله وفصله ولا يعرف حتى أن العيش أسمه عيش .