اقتباسات من رواية أولاد الناس: ثلاثية المماليك

❞ جاهد نفسك ولا تدلِّلها، ليس لنفسك أن تملي عليك من تكون، لا تجعلها هي الأقوى؛ فهي ضعيفة، بها الفجور قبل التقوى. ❝

❞ تحتاج إلى الوقت، فالجهاد بالسيف سهل وسريع، أما جهاد النفس فرحلة شاقة واجتياز وتضحية. ❝

❞ ابتسم الشيخ ثم قال: لم تجتز النهر بعد، تفكِّر في نفسك وملء فراغ القلب ولم تتعدَّ الدنيا، اجتزْ نهر النفس إلى اكتفاء الروح تصل. ❝

❞ فعلتَ ما فعلتَ بقلب سليم، توقف وابدأ من جديد، فهذه اللعبة انتهت، وانفض اللاعبون كلٌّ إلى بيته، توقف وابدأ من جديد، في البدء انتصار، وفي اجتياز الهزيمة بعزم وصبر خزي للعدو والمعتدي. ❝

❞ يا بني، الحروب لعبة بيد الرجال، من انتصر ومن انهزم يعد إلى مكانه، وينفضُّ اللعب بعد حين، ولا انتصار ينفع ولا غنائم تشفع. ألم تعلم أنك ميت وأنهم ميتون ❝

❞ أيقنت أن الدنيا لعب ولهو لما بكيتَ، ولو عرفتَ أنها متاع الغرور لاجتزتَ غمَّك لما هو أرقى وأهم. ❝

❞ كلها أماكن الله، كيف لي أن أَضْجَر وهذا ليس ملكي؟ وهي أماكن وأشياء نقتنع أنها لنا ثم نموت ونتركها، أو يخطفها عدو أحمق فَرِح بفوز لا يدوم، ومتاع الدنيا يبدو قريبًا وهو بعيد، لا يمكن القبض ولا السيطرة عليه ❝

❞ ولكن الأيام لا تدوم، ولحظات الوصول تمرُّ كلحظات الرضا، لا خلود لها إلَّا لمن يفوز في النهاية ويترك الدنيا. ❝

❞ هل تصدق أن نساء مصر خرجن بسكاكين الطبخ ليطعن الجنود، وعندما يجتمع على الجنود مئات النساء فلا أمل لهم في النجاة، حربهن أشرس الحروب وأكثرها إيلامًا، تطعن الرجولة والشرف. ❝

❞ كنت جنديًّا، وكنت أعرف أن الغلظة من الملوك لا تنم عن ثقة بل عن خوف، وأن القسوة من سلطان أو محارب تدل على قرب نهايته. ❝

❞ جئتَ تدعو لمصر يا أخي..

⁠‫قلت في حسم: بل جئتُ أحارب من أجلها.

⁠‫- طمعًا فيها أم حبًّا لها؟

⁠‫- لا أدري، الاثنان ربما.

⁠‫- ليس للمُحِبِّ أن يطمع، وليس للطامع أن يحب. ❝

❞ خذ كل من صنع هذا الصرح..وكل ما بداخله.

⁠‫- مات من صنعه، لا تؤاخذني يا مولاي..

⁠‫- يصنعون مثله كل يوم هؤلاء المصريون.. ❝

❞ لعلَّ في الحكي شفاءً للنفس. ❝

❞ سمعوا عن الأهرام والمباني الحجرية الزاهية العالية، والمساجد التي يبلغ طولها نجوم السماوات، كتب عنها الرحالة والعلماء، وقصدها كل زاهد وعابد وكل طامع وطالب. ❝

❞ هذه أرض تستعصي على الأعداء، من يظن أنه سيطر عليها يخدع نفسه؛ فلا أحد يجمحها ولا يتحكم بأهلها، حكمهم سهل أحيانًا ونفوسهم صعبة المراس لا يملأ عيونهم حاكم ولا سلطان. ❝

❞ ورأيت بعينيَّ رجالًا من العامة كنت أظنهم لا يتقنون القتال يحاربون بالسيف كأفضل جنود وفي قلوبهم جسارة تشفي القلوب وتعطي الأمل. ❝

❞ أعرف سحر الحكم وكيف يمشي الملوك في طريقه وحيدين، وكأنَّ هذا الطريق طريق الحساب ورحلة النهاية، وأعرف أن مصر هي الغاية والمراد. حتى هذا الرجل الذي لا يهاب وحشًا ولا سلاحًا، ترهبه مصر. ❝

❞ هي مصر..لها سحر يُثمِل العقول، تغوي بكنوزها كل تَقيٍّ، وتحث على العِشْق بفتنتها وروحها الطيبة، لا تصرخ ولا تتأوه كثيرًا، فيظن المعتدي أنها لا تُبالي ولا تتحسر. لا بأس، ❝

❞ لم أر التردد على الملك يومًا إلا على حدود القاهرة؛ فالقاهرة لها رهبة لا مثيل لها، نقول في بلادنا إن رهبتها تأتي من هذا التمثال المسحور أبو الهول والأهرام الثلاثة. ❝

❞ إن الحضارات هي بضعة مبانٍ لا أكثر ولا أقل، وإنه بغير مُشيِّد العمائر لا يوجد تاريخ ولا مكان ولا انتصار. ❝