اقتباسات من رواية كيف قتلت أبي

بكينا بمفردنا وفي صمت لكيلا يسمعنا أحد. أخفينا ألمنا كما تخفي الحيوانات الجريحة ألمها لكيلا يلفظها القطيع.

ذات يوم سأخرج لأتأملها من دون خوف، من دون ربو. لكن هذه مسألة لم أكن أعلمها بعد.

الليل وحش جائع قادر على ابتلاع الشمس ولا شيء يُشبع جوعه،

على أي حال سيكون هناك متسع من الوقت مستقبلًا لشيء شديد الدنيوية كفقدان الأمل.

أسوأ شيء في وجود أبناء كثيرين في بيت واحد عدم وجود طريقة للعثور على المذنب الحقيقي، وأفضل شيء أنه لو كان المرء مذنبًا، فمن المحتمل جدًّا ألّا يكشفه أحد.

لتُعلِّمنا أنّه حتى أعمق الجذور أو أصلب الأخشاب لا تظلُّ راسخة في مكانها إلى الأبد.

لكن البكاء رفاهية لا يُمكن للأمهات الحصول عليها في لحظات معيّنة، لهذا قالت إن الشمس ستعود مجدَّدًا. قالت إن الأشجار الصغيرة ستنمو وإنها ستغدو أقوى من تلك التي انهارت.

لأنه حينما لا يكف المرء عن التفكير في شيء، يظن دائمًا أنه يرى هذا "الشيء" في كل الأنحاء

تألّق بذكائه وامتاز بسرعة بديهة صعَّبت الفوز عليه في أيِّ نقاش: إن فكر المرء في حجة، سبقه هو في صياغة فكرتين واضحتين أو ثلاث أفكار واضحة، فلا يجد المرء مفرًّا من الشعور بأن ثقل أفكاره قد دهسه.

تعلموا الكتابة، لكنهم لم يتمكنوا من أن يعرفوا حقَّ المعرفة ما يشعر به المرء حين يصبح لديه أب يحبّه.

أوشكنا جميعًا على الغرق في المسبح في نفس المرة. لا أفهم فعلًا كيف بقينا على قيد الحياة.

الفارق أن الناس كانوا يرحلون حين يصيبهم الإرهاق، أما نحن فاضطررنا إلى البقاء وسماع الأطفال

وحينئذٍ حدث أسوأ شيء في العالم: قبلوني في المدرسة. لم أتعلم قطُّ مثلما تعلّمتُ في تلك السنوات التي عشتها وفقا لهواي وأنا في المزرعة. لكنني لم أعرف هذا الأمر في تلك اللحظة. سيستغرق منّي سنوات، حين أبدأ مجدَّدًا في التفكير بنفسي. ربَّما في وقت متأخّر جدًّا لأفعل شيئًا بخصوص الأمر.

اكتشفت أن البكاء ليس مفيدًا في غياب البالغين، لأنه لا يُحقق تأثيره المرجو.

أعرف من الذي قال إنَّ موت شخص قريب يتطلّب الصُحبة. وجود كلِّ هؤلاء القوم مُزعج. يودُّ المرء أن يبكي وهو ينظر إلى السقف.

ستتمكن من إسباغ تمثيلها بالكمال إلى درجة أنه في يومنا هذا يصعب تحديد ما إذا كانت حزينة أو في حاجة إلى المساعدة. تقول دائمًا إن أخطر شيء قد يحدث لها، قد حدث أصلًا ولا يُمكن أن يقع أسوأ مما وقع. إنها مسألة حقيقية. أعتقد أن مواجهة مأساة حقيقية تجعل أي مشكلة أخرى تبدو محض حماقة، لأن معنى الجسامة يتبدل.

أفضِّل النباتات المزروعة لأنها وعد بأن الغد قادم. إنها إعلان عن الحياة.

لا يقبل المرء الغياب، لكنه يتقبله في النهاية. مع مرور الوقت، تحول أبي إلى طيف، إلى شبح، إلى اسم، ولاحقًا إلى مجرد ذكرى. لم يعد منذ فترة يسكن هذه الثواني العشر. نسيت نبرة صوته منذ زمن طويل. يزداد البُعد بيننا بمرور الوقت ولا يمكنني أن أفعل شيئًا لتقصير المسافة. إنه بعيد جدًّا اليوم إلى درجة أنني أتساءل أحيانًا: هل كان موجودًا حقًّا؟

يتأخر المرء في الاعتياد على فكرة موت أبيه، لكنه ينجح في النهاية حين يأتي اليوم الذي يفتح فيه عينيه، ولا يجد يقينًا سوى غيابه.

لكنني عجزت عن العثور على هذا المكان الملتبس الذي تسكنه الأشياء التي لا يُمكن الإشارة إليها.