ملائكة الإسكندرية
تأليف
زينب ظاظا
(تأليف)
من وقف في شرفة الطابق الأعلى بفندق سيسيل فجراً في شهر مارس، إن لم يخشَ الريح البحرية أو رعشة قد تصيبه من بقايا رطوبة الليل، كانت جائزته صفحة من الرصاص المصقول مترامية الأطراف يرسم عليها الموج خطوطاً بيضاء تولد وتموت في رقصة رتيبة تحت سماء رمادية باهتة، فأحسّ بأنّه يشارك في طقس مقدّس هو ميلاد الضوء، بل بأنّه جزء من ذلك الضوء الوليد.
لكن الرجل الواقف في الغرفة العليا لا يرى ذلك ولا به يحسّ. فظهره للشرفة والستارة مواربة لا تُدخل من الضوء الأبيض إلا ما يلزمه لقراءة الورقة، الورقة التي ترتجف بين أصابعه، ولرؤية الصورة الفوتوغرافية المصاحبة للرسالة.