اقتباسات من رواية فوق جسر الجمهورية

هو من ذلك النوع الذي تحب النساء صمته وغموضه وجديته

ومن الصعب علينا أن نقول عن فيلسوف إن كلامه بلا معنى.

الذكريات ثقيلة يا عزيزتي. فهي التي تجعل الأكتاف مرهقة من حمل هذا الرأس الصغير. ولولا أننا ننسى الكثير منها لسقطنا مغمًى علينا من شدة التذكر.

هل تعرفين أن الغريب يموت مرتين. واحدة عندما يغيب عن هذا العالم، والثانية عندما يرقد تحت سماء لا يعرفها.

يكون الموت موحشاً، لأن الميت، هو مجموعة الأماكن الخالية للناس الذين عرفهم في حياته. كل شيء من حوله، هو فجوة غيابات لا أمل في ردمها.

هناك أمكنة في أرواحنا معدّة لأشخاص بعينهم لا يمكن أن يشغلها أحد سواهم. المكان الخالي يقع في أعماقنا ويؤلمنا. تلك الهوة يحفرها الغياب كلما طال أمده.

الحب هو تدمير لكل الخطوط المتوازية ولكل الأشكال الهندسية. يأتي على هيئة دراجة هوائية تصادف نهاراً فريداً ومزاجاً لا يمكن تفسيره،

الناس السخفاء يصورون الأشياء السعيدة من حياتهم. حقيقةً، هناك لحظات يجب تصويرها كل يوم. هل تعرفين لو أنني صورت كل شيء في بغداد، بيتنا وبيوت الجيران وسياراتهم وحدائقهم وأبوابهم لما كنت نسيت بيتنا.

سعادتنا هي ما يتوقعها الناس عنا وكذلك تعاستنا.

الذكريات التي تأتي من طفولتنا تكون بصحة جيدة. تبرق في خيالنا قوية ومضيئة وتجرح الحاضر وتحتل مكانه. فهي ليست مجرد أحداث نتذكرها، وإنما أشياء حدثت ذات مرة وتريد أن تحدث مجدداً، ولأننا لا نعرف كيف تحدث مرة أخرى نسميها ذكريات.

هناك مدينتان يحبهما الإنسان في حياته، الأولى هي مدينة نحلم بزيارتها ولم يتحقق هذا الحلم، والثانية هي المدينة التي ولدنا فيها وغادرناها ولم نعد للعيش فيها ثانية، حتى لو أتيح لنا زيارتها فلن نعثر عليها، تكون قد تحولت إلى مدينة ثانية غير تلك التي نعرفها، لأن المكان ليس هو نفسه على الدوام. المكان هو جزء من التاريخ الروحي للإنسان، وجوده الذي يتدفق على هيئة نهر أو ساقية، ونحن لا نعبر النهر مرتين.

‫ هناك شعور خاص ينتاب المسافرين، هو التحرر من التعود على الأشياء ذاتها. نهاية الضجر من الأمور التي يعرفونها. كل شيء في الأماكن الجديدة هو جديد

كم يحتاج الإنسان من وقت وجهد كي يبدو مثلما يريد وليس كما هو في طبيعته؟!

‫ عندما يموت الناس الذين نحبهم، لا نشعر بالحزن وحده، نشعر بالذنب أيضاً، بشيء من الخجل من موتهم، كما لو أننا نستهلك حصتهم من الأوكسجين.

يقولون إن الصور الفوتوغرافية هي زمن متجمد والهواء الذي يدخل الرئتين يبقى فيها نقياً إلى الأبد.

منذ الآن أنا ابنة هذه المشاهد العالقة في ذاكرتي.

الإنسان يحمل هيكله العظمي دون أن يعرف أنه يحمل صورته بعد سنة من موته

كنت أتمنى، لو أنني أتمكن من البكاء بمرارة مثلما تبكي أختي. فهي تفعل الشيء الطبيعي،

شعرت أن الشمس ستنفجر وتحوّل كل شيء إلى غبار. هذا النوع من الحزن، يحمل معه الوجه الحقيقي لتفاهة كل شيء.

يقولون إن الصور الفوتوغرافية هي زمن متجمد والهواء الذي يدخل الرئتين يبقى فيها نقياً إلى الأبد.