اقتباسات من كتاب الطريق - بين استمرارية السعي وحتمية الوصول

فلربما يضع صاحب المشروع هدفًا متدنيًا سهل التحقيق، فينعت نفسه بالناجح حال الوصول له، بينما يُوصف آخر بالفشل فقط لأن الهدف كان أعلى وأكثر صعوبة

*وفي النهاية نردد بلا وعي أن التاريخ يكرر نفسه بسخافة بينما نحن من نسمح له بذلك..

فالسعي دون يقين هو موت آخر على الطريق. هو عمل لا طائل منه، يرضي به الإنسان ضميره لكن لا يحقق به مراده.

هل من الممكن للموت على الطريق أن يحمل حياة لآخرين؟ أعني هل يكون الموت على الطريق غاية؟ هل يمكن له أن يكون حتميًا وأن يحمل في طياته الحياة لآخرين؟

أحيانًا يظن البعض أن الانسحاب هزيمة، وأحيانًا يظن البعض أن الهزيمة لحظة لا نهائية، لحظة لا تنتهي. لكن الحقيقة أن الهزيمة هي نقطة على منحنى قلما يسير في خط مستقيم. وأن الهزيمة تشيخ وتموت مثلها مثل النصر لا خلود لكليهما.

في رحلة كل منا، أي رحلة، عشر محطات مميزة. هذه المحطات موجودة منذ اللحظة الأولى، يدركها كل منا لكنه ينكر وجودها في طريقه ورحلته. يظن أنها محطات خاصة دومًا بالآخرين، لكنه، وبمرور الوقت، يدرك أنه أحد هؤلاء الآخرين.

«وأشقى الناس من يتوقع الشقاء وهو لا يعلم من حاضره ما الله صانع به، ولا من مستقبله ما الله قاضٍ فيه، وكأنّه يتظنّى بالله فيرى أنّه تعالى قد وكله إلى نفسه وأيأسه من رحمته»

‫ الرافعي

‫ أحيانًا يظن البعض أن الانسحاب هزيمة، وأحيانًا يظن البعض أن الهزيمة لحظة لا نهائية، لحظة لا تنتهي لكن الحقيقة أن الهزيمة هي نقطة على منحنى قلما يسير في خط مستقيم وأن الهزيمة تشيخ وتموت مثلها مثل النصر لا خلود لكليهما. بل قد يكون ظاهر الأمر هو الهزيمة و باطنه النصر.

‫ هل الاندفاع في هذا الاتجاه والإفراط في التفاؤل خطأ على طول الخط؟ بالتأكيد لا، فالرجاء ضروري، بل وحتمي وهو المحرك الرئيسي لأي خطوة للأمام لكنه الاعتدال في الرجاء، ذلك الخيط الرفيع بين الإفراط فيه والعدول عنه ، السقوط في فخ الإيجابية المطلقة أو الجنوح للسلبية المكبلة.

الحقيقة الصادمة أن الطريق لا نهائي والوصول غير حتمي، الطريق وسيلة وليس غاية، والوصول لنهايته غير مؤكد، بل أزعم أن نسب الوصول أقل بكثير من نسب عدم الوصول، وأزعم أيضًا أن هذا لن يكون مبررًا لعدم استكمال السعي، وأن أي رقم هو في الحقيقة أكبر من الصفر، لذلك لا يتساوى الساعي وغير الساعي أبدًا حتى ولو تساووا

الطريق لا نهائي والوصول غير حتمي، الطريق وسيلة وليس غاية، والوصول لنهايته غير مؤكد

«ليست الإجابة ما ينير الطريق، وإنما السؤال»

يوجين يونسكو

«لا تختر بالضرورة النتيجة التي تبدو أفضل في كلِّ مرَّة»

موتًا يكتفي فيه الميت بتخليد موته لهو موت أناني.

أحيانًا يظن البعض أن الانسحاب هزيمة، وأحيانًا يظن البعض أن الهزيمة لحظة لا نهائية، لحظة لا تنتهي. لكن الحقيقة أن الهزيمة هي نقطة على منحنى قلما يسير في خط مستقيم. وأن الهزيمة تشيخ وتموت مثلها مثل النصر لا خلود لكليهما.

الطريق وسيلة والوصول غاية حتى وإن لم تدرك.

نسبية النجاح: البعض يدرك في منتصف الطريق أنه أخطأ فيعود، والبعض لا يدرك فيمضي قدمًا في طريقه، لكن الأسوأ على الإطلاق هو من يدرك فلا يعود.

محطة «الطريق مقفر»، يصلها الإنسان بمجرد وصوله لنقطة الإدراك الفعلي لرحلته الخاصة. يسير في الطريق قبلها بلا هدى وبلا معرفة ثم يلجها حين يعلم وحين يعلم يحزن.

«كلما زادت جزيرة المعرفة اتساعًا، كلما تمددت شواطئ الجهل»

‫ بيرسيفال لويل

. وفي النهاية نردد بلا وعي أن التاريخ يكرر نفسه بسخافة بينما نحن من نسمح له بذلك.