اقتباسات من رواية لصوص متقاعدون

ميكانيكي فاشل، وفتوة ناجح، فلا يوجد واحد في منشية ناصر إلا ويرتعب منه، فهو يتميز بنوع من الشجاعة لا يتوافر سوى لحيوان

‫ عامر وسيم جدًّا وشيك دائمًا، نحيف إلى حد ما، أو قل إن بِنيته بشكل ما ضعيفة، لكن ذلك لم يحُل دون تزعمه لعصابة شباب البانجو التي تتمتع بسمعة طيبة في منشية ناصر وحلوان. ميكانيكي فاشل، وفتوة ناجح، فلا

سلّمه حمدي باكيتة البانجو كما المعتاد، ففحصها جيدًا ومد يده إلى جيب بنطلونه الخلفي وكأنه يبحث عن المحفظة، وبحركة سريعة ومدهشة سحب قالب الطوب ونزل به على أنف حمدي مرة واحدة كانت كافية لأن يسقط في غيبوبة وفر مسرعًا.

أضاف: «شوف أنا عامل حسابي، حتة أفيون معتبرة طالعة من عيني والله.. جتلي إمبارح وكنت ناوي أعمل بيها واجب الليلة، ولكن ما تتعزش عليك، إنت باين عليك راجل طيب، وآهو الواحد يكسب فيك ثواب في الظروف السودا دي».

البنت.. أي بنت، إن لم تتباهَ بأنوثتها في المرحلة الابتدائية، وتحب في المرحلة الإعدادية، وتمارس الجنس في الثانوية، وتتحايل على الإجهاض في الجامعة، فسيكون ذلك بسبب تعطيل فادح لرغبتها الجنسية.

جوهره ويجعله واجبا. معركة ليلية لا بد أن تخرج منها منتصرا. معركة دائما يكون خصمك فيها أقوى. أقوى بالختان وبالخجل والتقاليد والشرف، فنحن مساكين حقا، دائما نفضل الزواج من البنت العفيفة الشريفة المصونة التي لم تمر بتجربة عاطفية واحدة، رغم

ـ مثلا ـ متعبا بإمكانك تأجيل العملية بأسرها دون وخزات الضمير والإحساس الفادح بالعجز، ولو كنت راغبا في حركة أسطورية مجنونة فلن يعارضك أحد.. الجنس سعادة مخطوفة، مختلسة ومحرمة، والمشاركة أو الزواج يفقده

بحكمة مفادها أن الجنس متعة فردية سرية تتلاشى تماما لو شاركك فيها أحد، فهي سعادة صادقة لا تبلغ ذروتها سوى عندما يكون الواحد بمفرده منهمكا في العادة السرية، ففيها تكون متحكمًا في كل شيء بنفسك دون مراقبة أحد. سيدًا حرًّا.

السينما، وبفضله صرتُ خبيرا في صنع الخلطة السحرية والمدهشة… ساق سهير زكي، على خصر سعاد حسني، على التفاتة بنت عابرة، على صدر شادية في بداياته.. كل ذلك أُركبه جيدا على إحدى بنات عمي، والأفضل منهن التي أستطيع تذكُّر تفاصيل

عليهم السادس ـ أخوه ـ وكان ماهرا في التلاعب بالنبوت وأدمى رءوسهم جميعا أمام عيون جدتي التي لم تتمالك نفسها وصرخت: «سلم إيدك.. هدّ يوم المخيط.. هدّ يوم المخيط»، وتوجهت مباشرة إلى جدي أمام الناس واعترفت له بأفاعيل المخيط فقتلها..

خمسة رءوس أنجبتها ضرة جدتي، أما الولد السادس فقد نجا، لسبب بسيط هو أن جدتي انشغلت عنه، فأثناء ولادته كانت هي وجدي يؤدون فريضة الحج، حينما كانت تؤدي على الإبل وتستغرق

جدتي بمجرد انزلاقه منها لكي توصله بسلام إلى مصيره المحتوم، بأن تغرز في رأسه اللين مخيطًا وضعته تحت رأسها منذ عاد جدي بزوجته الجديدة، وكان مخصصا لرتق الخيمة.. ذلك المخيط كان له شرف التجول في أعماق خمسة رءوس أنجب

وبمجرد أن نجحت في المرور من جانبها خرمت أذني: «يا اخويا عفِّنت البيت، سايب زبالتك قدام الشقة كده.. هو أنت فاكرنا خدامين عندك.. واللّه صحيح اللي اختشوا ماتوا».

السلم.. لمحة خاطفة اكتشفت منها حقيقة أن الخيال يمكن أن يتطابق مع الواقع. كانت تشبه بشكل ما تلك المرابية التي قتلها راسكو لينكوف في «الجريمة والعقاب».. مؤخرة متناهية الصغر بالطبع تقع في ورطة تح

تخيلت شكلها على هيئة مُكبر الصوت الذي كانوا يضعونه فوق أعلى بيت في النجع احتفالا بموت أحدهم، أو مُكبر الصوت الذي فضح به الشيخ حسني حي إمبابة في فيلم «الكيت كات». قاعدته ضيقة جدًّا ومقدمته هائلة الاتساع. كيس الزبالة هو

جنيهات هو أن أم جمال اعترضت على سكني بالبيت باعتباري عازبا «والبيت فيه نسوان عايزة الحرق»، وهو سِر قيم ـ كما هو واضح ـ جعلني أستبشر بمستقبل مشرق في هذا البيت.

بمعنى ما غريب، والغريب دائما يعاني من نقص في المعلومات هو سبب غربته، التي تجعل حياته عبارة عن خوف دائم ومتجدد من الآخرين، فكلما كنت بعيدا عن أسرار الآخرين غمضت عليك قوتهم، وت

ولَّا من بحري؟»، تذكرت أنني تعرضت لأسئلة مشابهة عندما أدى ضياع بطاقتي الشخصية إلي نزولي ضيفا على نزلاء سجن قسم الهرم، الفرق الوحيد أن تلك الأسئلة كانت مصحوبة بصفعات قوية على قفاي كانت جديرة بامتناعي عن الإجابة، ولا أعرف لماذا

وعلى جدار البيت يستند كرسي يناسب مؤخرة قوية إلى حد ما، ومن فوق الباب يطل رأس حيوان مفترس، فمها مشقوق بضراوة، وحدة أسنانها تدل على أن الدم ما زال ساخنا في عروقها.

مهمة نقل شكاير الرمل والأسمنت والزلط وأمتار البلاط إلى أعلى الأدوار على أكتافهم دون حاجة لوسائل الرفع الحديثة، وأثناء طلوع روحي تحت ثقل تلك الشكاير كنت لا أعدم فرصة الشعور بالمهابة بتفاخري الدائم بقبيلتي البدوية الأصلية التي اضطرت الحكومة لمهادنتها