اقتباسات من كتاب القرآن نسخة شخصية

❞ سورة الأحزاب التي نزلت أثناء معركة الخندق تضع معولًا في يد كل منا، وتقول: احفر خندقك بنفسك. ❝

❞ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ}.

⁠‫بالضبط كما ننتظر أذان المغرب في نهاية يوم رمضان ونحن نعرف أنه سيأتي.

⁠‫كذلك انتظِرْ يوم الفتح، يوم البعث، يوم يتأكدون من أنهم كانوا في الجهة الخطأ. ❝

❞ كيف السبيل إلى هذا اليقين؟

⁠‫ليس سهلًا ولا وصفة تسهل الوصول له.

⁠‫لكن أي صاحب يقين عليه أن يحدد أمرين لكي تكون هدفًا ليقينه: الوحي والبعث. ❝

❞ تَتَجَافَى}.

⁠‫هذا اللفظ الذي عبَّرَ به القرآن عن علاقة هؤلاء مع أَسِرَّتهم هو لفظ يمتلك سحرًا خاصًّا، لم يَرِدْ سوى مرة واحدة في القرآن في هذا الموضع، وهو يعبر عن علاقة تباعد بين الشخص وسريره، لكنه تباعد متقطع، يترك الشخص سريره ❝

❞ الحكمة إذن مصدرها الله، صفة منه، وهي صفة لكتابه، وهو يمنحها لمن شاء. ❝

❞ الحكمة إذن مرة وصف للكتاب، ومرتان وصف لله عز وجل.

⁠‫ومرة وصف لما آتى الله لقمان.

⁠‫وهذا حضور مكثف للحكمة في سورة عدد آياتها ٣٤ فقط. ❝

❞ بكل الأحوال، سواء كانت التربية تنظيرًا أو تفكيرًا، فقد كانت أساسية لدرجة جعلت من لقمان في الموضع الذي هو فيه.

‫***

⁠‫لكنه لم يكن أي مربٍّ بالتأكيد.

⁠‫كان حكيمًا. ❝

❞ ماذا كان لقمان؟ ما الذي نقله القرآن الكريم عنه؟

⁠‫كان مربِّيًا.

⁠‫أو على الأقل هذا ما أظهره القرآن منه، هذا هو الجزء الذي جعله يستحق مكانته. ❝

❞ يكن لقمان فاتحًا عظيمًا أو قائدًا عادلًا مصلحًا.

⁠‫لم يحصل على مكانته التي حصل عليها لأنه عابد أو زاهد، أو بسبب فعل الخير.

⁠‫ربما كان كل هذه الأشياء بالمناسبة، لكننا لا نعرف ذلك؛ لأن القرآن لم يذكرها عنه، بل ذكر شيئًا مختلفًا. ❝

❞ {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الروم : ٤١).

⁠‫هل كان الظلم؟ الاستعباد؟ البذخ والإسراف مقابل الفقر والجوع؟

⁠‫هل هو هذه الرؤية المادية التي لا ترى إلا جانبًا واحدًا من الحياة؟ ❝

❞ من المؤكد أن ما يشابه هذه الآيات قد وردت في سور أخرى، لكن السياق هنا - المرتبط بصراع الروم وفارس - يجعل لهذه الآيات معانٍ مختلفة تتعلق بدورة حياة الدول والسنن التي تتحكم بها كما تتحكم بدورة حياة الإنسان. ❝

❞ أي إن سورة العنكبوت نزلت في الوقت الذي كان فيه بعض المسلمين يهاجرون، سرًّا أو جهرًا إلى المدينة.

⁠‫الامتحان الكبير هو هذا، هو قرار مغادرة مكة، الأمر ليس سهلًا على الجميع، ❝

❞ عندما تكون الأمور يسيرة لطيفة، لن تكون هناك مشكلة في أن تعتنق أفكارك ومبادئك وأن تتحدث عن ذلك، بل وأن تحكم على الناس بها.

⁠‫لكن الامتحان هو أن تتمسَّك بها عندما تأتي ساعة الجد والاختبار، أن تبقى عليها بينما الإعصار يضربك ❝

❞ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} (النمل: ٣١).

⁠‫الآن الطرف المؤمن صار أعلى، وهو يطلب من الطرف الآخر ألَّا يكون أعلى منه.

⁠‫هل لعلو الطرف المؤمن أثر في تجاوب ملكة سبأ معه؟

⁠‫بلا شك. ❝

❞ أنه يتعلق أيضًا بالفارق الكبير بين أن يأتي موسى كفرد مهما كان مؤيَّدًا بمعجزات، وبين أن يأتي رسول سليمان ممثلًا لدولة قوية مزدهرة ومتقدمة بمقاييس عصرها؟ ❝

❞ فرق كبير بين ألم صاحب القضية، الذي يعرف أين قضيته، وبين الذي يهيم في كل وادٍ ويقول ما لا يفعل. ❝

❞ {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} (الفرقان: ٣٠).

⁠‫شكواه لم تكن عن تلك الطعنات أو الكلمات الجارحة، بل عن عدم سماعهم للقرآن، لم تكن شكواه شخصية، رغم كل «شخصنتهم»، لكنه كان يشكو من أجل رسالته ❝

❞ كل من تتضخم أناه يجد صعوبة في تقبُّل وجود مَنْ هو أفضل منه، واتباع الرسول يتضمن ذلك حتمًا، أناهم استكبرت وتضخمت لدرجة أنها وصلت لتكون إلهًا شخصيًّا لكل منهم.»

⁠‫{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا} (الفرقان:٤٣). ❝

❞ لا نولد «بجلد التمساح» للأسف، بل نتطور بهذا الاتجاه مع الوقت، عبر التجارب والمواجهات الصعبة ❝

❞ الأمر باختصار هو تعامل واقعي مع الطبيعة البشرية، الأخطاء تحدث، لكن الستر أَوْلَى، إن لم يكن هناك شهود واعتراف، فالأمر سيبقى أخرويًّا، وربما هناك توبة ومغفرة وعفو قبلها. ❝