اقتباسات من رواية احكي يا دنيا زاد - الجزء 2

لا تبحث المرأة عن الشقاء طواعية، بل تُجبَر عليه وتُدفَع إليه دفعًا.

يُمكن للنفس أن تراوغ حال الحديث، لكنها تخر على أقدامها مُستسلمة حال الصمت.

الصمت غازل ماهر؛ يغزل من خيوط الفراغ كلمات سفّاحات، مُتأججات بالعواطف المشحونة، والمشاعر المُضمرة سرًا، يقتلن الشك بسهام اليقين.

الصمت الصاخب أشد وطأة من الحديث، لا مهرب منه، ولا ملجأ منه إلا إليه. لا يخجل من المشاعر مثل الحديث، لا ينبذها، ولا ينكرها.

الوحدة تجعلنا نقبل بالمتاح، بل ونطير به فرحًا. ننبذ أسباب الفراق، نغض الطرف عن العيوب والقصور، يظن الطرف الآخر أننا راضون فيمتد جوره، ويزداد طيشه. نبتسم ألمًا، يظن أننا هانئون فيجور ويبطش.

مَن يجهل كيف يتجمّل هو في الأساس عاجز عن رؤية مواطن الجمال.

أن الحكايات يجب ألا تُروَى كاملة، إنما النهاية يضعها المُستمِع إلى الحكاية حين يُقرر أن يكون بطلها.

الناس حين يتشاركون الحديث يعرفون بعضهم، وحين يتشاركون المكان يألفون بعضهم، أما حين يتشاركون البكاء، تمتزج أرواحهم.

قد يُسيء الإنسان فهم الحياة، فهم الناس، والأسوأ أن يعجز الإنسان عن فهم نفسه، مشاعره ورغباته، دوافعه واختياراته.

الحقائق تجد أصحابها في النهاية، ولا بد من المواجهة

عندما يؤذيكِ أحدهم، عليكِ أن تتعلمي كيف تقولين «يكفي!»، «توقّف!»، «هذا يؤلمني!»، «أنتَ تؤذيني!»، يتعلم الطفلُ قاموسًا كبيرًا من الكلمات، لكن عندما يكبر ينسى كيف يقول كلمة من حرفين، ينسى كيف يقول «لا».

الحب بلا عطاء علاقة انتهازية، والحب بلا أَخْذ علاقة انتحارية.

لكن الغيظ جسر خفي للإعجاب أحيانًا

الحقيقة مُخيفة لأولئك الذين يُفضِّلون التشبُّث بالأوهام؛ وهم الأمان، وهم الحب، وهم أن العالم مكان جميل يصلح لأن يُتَّخذ كدار مقام أبدية.

لا نُنكر الحقيقة لأننا نخاف مواجهتها فحسب، بل لأنها ستُقلب عالَمنا الآمِن رأسًا على عقب. الحقيقة تُخلِّف من ورائها شظايا علاقات غير صالحة للوصال، وشظايا مشاعر غير صالحة للشفاء، وشظايا أفكار غير صالحة للتفاؤل بالمستقبل والمُضي قدمًا.

يسهل علينا الحديث إلى الغرباء بينما نُفضِّل التحلِّي برداء القوة أمام الأقربين، نخشى أن تهتز صورتنا في أعين تعرفنا، ونشعر براحة أكبر في التعرِّي أمام أعين لن نلتقيها مرة أخرى.

النسيان هو الخدعة الأكبر التي يلعبها علينا الزمن، وفي كل مرة نستسلم لخدعته.

⁠‫الإنسان الذي اعتاد العطاء بغير حساب تسرق قلبه عَطية اهتمام صغيرة،

الآن باتت تعرف أن المستقبل قد يكون أسوأ من الحاضر أحيانًا، وأنها لا تملك تغييره، ولا العبث في أحكامه وقوانينه.

الطرق التي نسير فيها لا نستطيع فجأة التوقف فيها وتغيير وجهتنا، لأن في الطريق اتجاهات ومتاريس وكباري وجسورًا وعوائق قد تحول دون الدوران للخلف أو اتخاذ طريق فرعي.