والله إن هذه الحكاية لحكايتي

#ريفيو_قصير

اسم الرواية: والله إن هذه الحكاية لحكايتي

المؤلف: عبد الفتاح كيليطو

صدرت عن: منشورات المتوسط

عدد صفحاتها: ٧١ صفحة على أبجد، إلا إنها مش عامل مؤثر بسبب طريقة الكتابة اللي تحتاج التركيز في التراكيب والتخييلات، أو في المصطلحات باعتبار الشخصيات.

الفكرة: أفكار متعددة من وجهة نظري، في العموم تعتبر مجموعة تأملات ووجهات نظر للكاتب بلسان البطل أو الراوي، ولكن بتتشكل لأفكار ليها روح خفيفة تقدر تجذب القارئ وتخليه يتسائل، منها فكرة التحذير والأبواب المغلقة، أو غريزة التملك ثم إشكالية النسيان والجهل، أو فكرة التخييل والأصالة أو الخرافة والتمسك بيها متمثلة في مزج بين عالم "حسن" بطل القصة و"حسن البصري" بطل حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة من جهة وصراع البطل أمام أبو حيان التوحيدي وخرافته من جهة تانية.

الحبكة: معقدة، لعبت في أول الأمر في سلسلة من التشبيهات وتداعي الذكريات كأنك بتعيش في دماغ الراوي، واللي هدف لتسيير الحبكة كتاب "مثالب الوزيرين" لأبو حيان ممتزج بحكاية حسن البصري بحيث أصبحوا مؤثرين أكتر خط الزمان والمكان بالنسبة للشخصيات الرئيسية والشخصيات الفرعية المحكي عنها زي ابن خلكان وياقوت الحموي، بالإضافة لعرض مختصر عن طبيعة الكتاب والأدباء في نفس العصر والعصر الحديث برده

بالإضافة إن ضبط التعقيد بين البطل وبين العملين كان جيد، ولكن بالنسبة لي عرضه لحياة الشخصيات محل الدراسة كان أقوى.

الشخصيات: مرسومة بشكل مقبول، بلغتها الاكاديمية شبه الجافة في الأسلوب، متحدد دوافعها واهتمامتها، بالأخص شخصية أستاذ ع. لأنها كانت متعتها في ثقلها.

بالإضافة لشخصية أبو حيان التوحيدي وعرض وجهات نظره في حرق كتبه وفي كتابه نفسه وفي عقد مقارنة بينه وبين الجاحظ -والربط بينهم- وبينه وبين ياقوت الحموي.

اللغة: فصحى بين متوسطة والثقيلة بيتخللها ألفاظ إسبانية أو إنجليزية نادرا إذا لزم الأمر

السرد: العنصر الغالب، فصحى بلغة الراوي العليم

الحوار: فصحى، قليل غرضه توضيح الصراع أو زيادة لرسم الشخصيات

الخلاصة: بعد مناقشة بقيت مقتنع إنها مش رواية بالقدر إنها وجهات نظر وتأملات تستحق الوقوف عندها

ان تقرأ كتابا بطله كتاب، ذلك باختصار الانطباع الذي خرجت منه من قراءة رواية عبد الفتاح كيليطو. الكتاب هو "مثالب الوزيرين" لأبو حيان التوحيدي الفيلسوف الذي احرق كل كتبه قبل وفاته، الكتاب الذي نال شهرة منحها له ابن خلكان بأنه نحس ليس فقط على من يقرأه بل حتى على من يقتنيه.

مزيج فريد بين قصة حسن البصري والجنية صاحبة ثوب الريش من الف ليلة وليلة وبين حسن ميرو باحث الدكتوراة الذي اقتدى بتوفيق الحكيم متاثرا بكتابه عصفور من الشرق وهاجر الى باريس عله يصبح كاتبا مشهورا ولقائه بنورا الرسامة الفرنسية. وبين موريس المستشرق الأمريكي المهووس بابو حيان التوحيدي وحسن ميرو الذي يريد ان ينهي بحثه عن كتاب المثالب دون ان يقرأه خوفا من نحسه، لتأتي نبؤة العرافة لنورما زوجة موريس حتى تضع النهاية التي على القارىء استنتاجها.

رواية مليئة بالاستطراد والخروج عن الفكرة الأساسية، قد تدفعك للبحث عن بعض امهات الكتب العربية وربما الى قراءة جديدة لألف ليلة وليلة، وتبث داخلك شعورا بانك ربما لم تفهم المغزى منها وللتساؤل مراراً حكاية من هذه بالضبط؟؟؟

أول قراءة أدبية لقلم عبد الفتاح كيليطو. بهرني إلمامه بالقص الأساطيري في ثقافات مختلفة. تقاطعات العوالم والنصوص والشخوص، تقاطعات الحياة في مدارات مختلفة وكأننا بشكل أو آخر انعكاسات لبعضنا البعض بتفاوت بعض التفاصيل التي ينجح البعض في كسر نمطها المقدر.

جاءت النهاية مربكة وقد بشر الكاتب لها بنفس هذا الوصف. خاتمة تنفض عن عقلك ترتيبك لبطاقات اللعبة التي أسس لها منذ البداية. أعد القصص يا قاريء واكتشف الثغرة التي يداريها الكاتب برشاقة.

ولكن كيف لها أن تكون حكايتك حقًا؟ ولو أخذنا بقولك وحسبناها كذلك فلمَ على الأقل لم تُنهها؟

أبواب شُرّعت على سواها، أبوابٌ فحسب، دون قفلٍ أو وجهةٍ واضحة..

حكايةٌ ناقصة، لم يبد أن راويها مُهتم بإنهائِها قدر اهتمامه أن تكون جزءًا من سلسلة الحكايا الغامضة، المُتملص منها دومًا!

«لو علمنا أن البنات تستغني عن الرجال لكنَّا منعناه عن مطلوبه، مع أنه لم يرسل إليك رسولاً، بل أتى إليك بنفسه»