يا لروعة هذا السفر الروحي! "القلق السري" للدكتوره ابتسام هاشم فران، ليست روايه عابرة، بل غوص في أعماق النفس، رحلة وجودية آسرة، تستحق بجدارة مكانة بين أجمل الروايات الرومانسية المعاصرة. بمهاره الجراح و براعة الفنان، تكشف الكاتبة "القلق السري" الذي يسكننا بصمت، عبر شخصيات تتصارع مع دواخلها. "رؤى"، بطلة الرواية، مرآة لإنسان هذا العصر، تقول بلسان حالها: "أحس بأني فاكهة محرمة.. في أرض مقدسة.. حمراء.. شهية.. تغري ضعاف القلوب بالتهامي! أحس بأني تفاحة آدم.. ثمرة نحس.. قذفت بالبشرية نحو الوهن.. ملامة حيثما حللت.. لذنب غيري.. نضجت في المكان الخطأ…" هنا يتجلى عمق التحليل النفسي، لا مجرد وصف، بل نبض الروح.
فلسفيًا، تطرح الرواية أسئلة الوجود الكبرى، عن الحب والوحدة والبحث عن الذات، عبر حوارات تأملية. تتجلى فكرة "الظل" كجزء مكبوت نسعى لمواجهته. وبلمسة ساحرة، تستحضر الكاتبة عوالم الأساطير، فتسقط روح "عشتار" الأنثى القوية وغموض "ليليث" المتمردة على شخصية "رؤى"، مضيفة بذلك بعدًا أسطوريًا عميقًا للعمل.
أسلوب الكاتبة عذب وشاعري، يخاطب القلب قبل العقل، ينقل أدق الأحاسيس بسلاسة آسرة. الصور البلاغية تضفي على النص جمالًا ورونقًا.
"القلق السري" عمل فني متكامل، يجمع بين عمق الفكرة وجمال الأسلوب، يقدم قصة حب تسمو فوق السطحية. قد يرى البعض طول النفس في التحليل النفسي، لكنه يمنح الرواية ثراءً لا يُنكر.
دعوة للغوص في هذا العالم الآسر، للتأمل في ذواتنا وعلاقاتنا، واكتشاف خبايا أرواحنا. اقرأوها بقلبٍ مفتوح وعقلٍ متفكر، ستجدون فيها صدى لأعمق مشاعركم.
#أدب_روحاني #روايات_تسكن_القلب #القلق_السري #أدب_الوجدان #رواية_تستحق_القراءة