اقتباسات من كتاب كيف أكون مبدعاً

يتجاوز الإبداع في تنوعه والرغبة في الاستكشاف حدود الكمال. لذا، ابدأ عملية الاستكشاف دون أن تربط الفكرة بالكمال، لأن هناك اختلافاً كبيراً بين التطلع إلى الكمال المثالي لشخص آخر، وبين صنعك مساهمتك المميزة.

‫على أي حال، ما هو الكمال؟ إذا كنت تذكر أن الإبداع هو عملية استكشاف، لذلك ليس هناك ما يمكن أن يكون كاملاً، وهذا ليس ما تحاول تحقيقه على أي حال. غالباً ما تصل خلال العملية إلى مرحلة جيدة بما يكفي – ليست كاملة – وتمنحك فرصة للبناء عليها والاستكشاف أكثر. كما أن السعي إلى الكمال يكون غالباً تمويهاً لغياب الأمان أو رغبة في الاعتراف بك من الآخرين. وسواءً أكنا نسعى إليه أم نقيّمه، نحن غالباً ما نحكم على الكمال وفقاً لمعايير شخص آخر، وهذا يمكن أن يكون محدِّداً جداً.

يؤمن الكثير منا بالكمال الذي يخرّب كل شيء آخر، لأن الكمال ليس مجرد عدو الجيد، هو أيضاً عدوّ الواقعي، والممكن، والممتع.

الإبداع هو شيء

‫يمكننا جميعاً أن نتحسن فيه…

‫يتعلق الأمر بجرأتنا على التعلّم

‫من أخطائنا.

‫ جيمس دايسون، مخترع بريطاني

جميعنا سمع عن ”عقبة الكاتب“ والخوف من الصفحة الفارغة، لكن، بماذا يتعلق هذا الخوف الذي يمكن أن يؤثر في أي نوع من الإبداع؟ إنه غالباً الخوف من الفشل، لكن يمكن أن يكون أيضاً الخوف من فقدان تأييد الآخرين، أو حتى السخرية، إذا كنا نحاول فعل شيء ما لسنا متأكدين من نجاحه. لا نريد أن نكون محطاً للضحك أو أن يُتجاهل جهودنا. قد نرغب حتى أو نبحث عن التأييد كي ننجح. كل هذه المواقف يمكن أن تقف في الطريق بمجرد التقدم خطوة مجازية إلى الأمام واستكشاف إمكانات الإبداع التي يمكن أن تُتاح لنا.

لا يملك الأطفال الصغار أي فكرة عن مصفاة الشاي البلاستيكية، لكنهم يتفحصونها بطرائق عدة: يعضّونها، يضربونها، يرمونها، وربما يحاولون غرف الماء بواسطتها، كي يتعلموا استخدامها. حصراً عندما يشاهدون بالغاً يستخدمها لتصفية أوراق الشاي، ربما يفهمون الغرض الذي صممت له. ليس صعباً أن نرى كيف يمكن أن نصبح عالقين في تفكيرنا: قد نخسر إحساس الاستكشاف واللعب الذي يحرر عقولنا المبدعة بينما ننتقل من الطفولة إلى البلوغ؛ وعندئذ، تصبح مصفاة الشاي دوماً مجرد مصفاة شاي. بعض أنماط المبدعين لا يتوقفون أبداً عن الاستجابة للعالم من حولهم بطريقة مرنة.

لنفكر بإبداع،

‫يجب أن نكون قادرين

‫على النظر مجدداً إلى ما نراه عادةً

‫امراً بديهياً.

‫ جورج ف. نيلر

”الأفكار سريعة الزوال لذلك الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها التقاط أفكارنا هي بالتحدث عنها، أو كتابتها أو الإشارة إليها لتحويلها إلى العالم المادي. التعبير عن الأفكار يجعلنا بشراً“.

الإبداع هو ذكاء الاستمتاع.

إن الإبداع لا يتطلب خيالاً فقط بل شيئاً آخر للوصول إلى نتيجة. للتوسع في هذا أكثر، يمكننا أن نرى أن الإبداع مجموعة أشياء مختلفة: الموهبة، ربما، والخيال، على الأرجح، والتطبيق، قطعاً، والجهد، بالتأكيد.

الإبداع هو تعبيرك عن نفسك وعن الطريقة التي تختارها لتحيا حياتك. يمكنك أن تعبر عن إبداعك بالطرق شتى، من الطريقة التي ترتدي بها ثيابك إلى ما تطبخ، إلى الكتب التي تقرؤها والموسيقا التي تستمع لها. عندما تهتم بشيء ما، يمكنك أن تكتشفه أكثر باتباع دوراتٍ فيه أو الانضمام إلى مجموعة من المتحمسين له.

تعريف معجمي للإبداع: ”استخدام الخيال أو الأفكار الأصلية لخلق شيء ما“، وهذا التعريف ليس نقطة انطلاق سيئة لمساعدتنا في التفكير ما هو الإبداع. ما يمكن فهمه من هذا التعريف أن هناك رابطاً مباشراً بين الفكرة واستخدام الفكرة لخلق شيء ما يأتي نتيجة لها، شيء ملموس يأتي إلى الوجود. لذلك، الإبداع عملية يأتي منها شيء ما إلى الوجود. إذاً، الإبداع ليس مفهوماً مجرداً وإنما شيء ما يقود إلى نتيجة ملموسة.

”ينتمي المستقبل إلى نوع مختلف من الأشخاص“، يقول دانييل بينك، مؤلف A whole New Mind: Why Right-Brainers Will Rule the Future، ”المصممين، والمبدعين، المعلمين، والروائيين–المبدعين والمفكرين الوجدانيين، الذين يستخدمون القسم الأيمن من الدماغ، والذين لديهم القدرة على تمييز الخط الفاصل بين من يتقدم ومن يتراجع“