اقتباسات من كتاب الامتنان: أسلوب حياة

هناك حقيقة بسيطة، وهي أنه لا يمكنك أن تعطي دون أن تأخذ، فهذا، وفقًا لرأي الفلاسفة، أشبه بقانون «إننا نعطي ما نختار، ونأخذ ما أعطيناه لذلك، فإننا في الحقيقة نختار ما نأخذه في هذه الحياة تخيل كم سيكون الأمر محزنًا بالنسبة لمن لا يعلمون هذه.

فهناك دائمًا هديةٌ في كل تجربة والتعبير عن الامتنان يساعدنا في العثور عليه. فعندما نقدر بصدق كل ما تقدمه لنا الحياة، نرى النور بداخلنا وبداخل كل ما حولنا. ونرى كل الأشخاص والأشياء كنعمٍ حقيقيةٍ محتملة.

فلا يهم ما يحدث حولنا، فنحن نستطيع أن نختار الاستجابة للظروف السيئة بطريقة تساعدنا على التعلم والنمو. فعندما ننظر إلى الصعوبات وكأنها فرص لنمو تفكيرنا، نشعر بالامتنان للدروس التي نتعلمها من هذه التجارب الصعبة.

فسلوك الامتنان جاذب بطبيعته؛ لأن له من القوة لتحويل التحديات إلى إمكانيات، والمشاكل إلى حلول، والخسارة إلى مكسب. فهو يجدد طاقتنا. كما أنه يوسع آفاق رؤيتنا، ويسمح لنا برؤية ما هو غير مرئي للآخرين ذوي النظرة المحدودة.

يدفعنا الشعور بالامتنان إلى التركيز على الأمور الجيدة في الحياة. إنه يأخذ النعم التي ننعم بها ويضاعفها. وعندما نعبّر بسعادة عن تقديرنا للنعم فذلك سيفتح قلوبنا ويسمح لنا بتجربة المزيد من الحب.

خلال ممارستي للطب (طب العقل والجسم)، تظهر أهمية الشعور بالامتنان من الناحيتين النفسية والفيزيولوجية- فمن يشعرون بالامتنان يتماثلون للشفاء أسرع من غيرهم؛ فهم قادرون على التخلص من السلوكيات السلبية بسهولة أكبر؛ لذلك تراهم أكثر سعادة.

سواء كنا نشعر بالامتنان والرضا، أم كنا نشعر بالحرمان والاستياء، فإن الحالة الداخلية الكيميائية داخل أجسامنا قد وجدت واكتملت وهذه الحالة تؤدي بدورها إلى سلوكيات مميزة- فهي إما الصحة أو المرض، وإما القوة أو الضعف، وإما الرضا أو السخط، وإما النجاح او الفشل.

فإن الامتنان عبارة عن هدية خاصة. فلا تأخذ كل شيء كأنه محتم الحدوث. عليك أن تشعر بالحب والتقدير لكل شيء في هذه الحياة.

الجو بارد في الخارج … لكني أشعر بالدفء والراحة في داخلي. ابنتي تجلس بقربي…. فأنا سعيدة الحظ».

عندما تبدأ في البحث عن الخير،

‫ يبتعد تركيزك تلقائيًا عن الأمور السيئة …

عندما نركز على الوفرة، فإن حياتنا ستمسي طافحة بالوفرة؛ وعندما يكون تركيزنا منصبًا على ما ينقصنا ستصبح حياتنا ناقصة ونشكو العوز. فالأمر يتعلق بطريقة تفكيرنا.

وأخيرًا، إن الشعور بالامتنان يأتي من خلال موقفنا من تلقي الهبات. فهذا النوع من التقدير هو الذي يجعل حياتنا ذات معنىً وقيمة. فعندما لا نقوم «باستلام» الهدية بتقدير كاف فكأننا لم نتلقى شيء.

فقالت لي: «أشعر بالامتنان عندما تشرق الشمس كل يوم؛ حيث إنها تعطيني شعورًا إيجابيًا». فابتسمت وقلت لها: «إن الشمس لا تشرق علينا، بل تشرق بداخلنا».

الامتنان هو أن تمشي وأنت تسمح لجميع حواسك بالتفتح وتأمل العالم من حولك. وأن تشعر بتأثير هذا الوعي على شعورك وكيف ستعيش اللحظة القادمة في حياتك.

كلما رزقتَ بنعمة جميلة، ردد لنفسك: « شكرًا لك يا إلهي» فلهذه الممارسة البسيطة نتائج بعيدة المدى، لأن تركيزك على الخير يعظمه. فما نحييه في عقولنا ينعكس سريعًا على سلوكنا مع الآخرين فالإحساس العميق بالامتنان يرتقي بحياتنا وحياة هؤلاء الذين نتواصل معهم. ❤️

فدائرة الامتنان تتسع كل يوم. فكرة امتنان واحدة وستجد نفسك داخل الدائرة، وحالما تصبح في الداخل سترى كيف تكبر هذه الدائرة وتتسع.

كنا نستخدم المسبحة. شخصيًا، أصبح لدي ما أسميه مسبحة الامتنان العقلية الخاصة. ويمكنكم القول، أني كنت أعد حبات المسبحة، يوميًا وبشكل دائم في صلواتي وتأملاتي الصباحية. وبهذا كنت أحصي النعم التي أتمتع بها، وليس النعم التي يتمتع بها غيري. ❤️❤️❤️

يعد الامتنان أفضل طريقة لصرف تركيزي عن المواقف السلبية، وللتنبه لما هو صحيح لا يهم إن كنت ممتنًا لمصدر إلهي أو لأصدقائي؛ إن العمل البسيط لكوني أدرك ما أحصل عليه، إلى جانب تعبيري عن الامتنان فعليًا، يجلب لي حالة الفرح المرجوّة.

عندما نركز على الوفرة، فإن حياتنا ستمسي طافحة بالوفرة؛ وعندما يكون تركيزنا منصبًا على ما ينقصنا ستصبح حياتنا ناقصة ونشكو العوز فالأمر يتعلق بطريقة تفكيرنا

عليك أن تتخلى عن فكرة أن الناس والأشياء من حولك هي ضدك. وعليك أن تتحرر من فكرة أنك قد حولت حياتك لفوضى ولا يوجد ما تقوم به حيال ذلك.