اللوح الأخير - أحمد محمد فريد
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

اللوح الأخير

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

كان وجهها -على ضوء القمر والرجُل المُشتعِل- بالغ العذوبة والبراءة ، كسته الدموع بألقٍ زاده بهاءً. جذبتُها من يدها إلى أحضاني برفق. واضعًا رأسها على كتفي. ثُم التفتُ بها مُلقين القمر وكُل النيران وكُل الآلام خلف ظهرنا. على إيقاع نبضات قلبينا ، خطت أقدامنا الحافية على الأرض الوعِرة الطينية الباردة. فتشكلت تحت أقدامنا الوحيدة المُنهكة ، لتكادُ تُغرقها وتتكلَّس حولها. يا (هنا) ، يا حبيبتي ويا صغيرتي ويا دُنياي .. هَمَسَتْ شفتاي المُتقشِّرتان لرموشها المُبتلَّة: - خلاص.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
3 1 تقييم
16 مشاركة

اقتباسات من رواية اللوح الأخير

انتهت رحلتنا يا (هنا) في أعماق الدُنيا الناسية المنسية. غادرنا القُرى مودعين أهلها بفقرهم وضعفهم وتراحُمهم وترابطهم وخبثهم وضغائنهم الصغيرة. كانت من أشق الأمور علينا دومًا هي بدايتنا الجديدة في كل قرية. فمُجتمعات القُرى لا تُرحب كثيرًا بالغُرباء وإن رحبت تُحاول دومًا اختراق الحاجز المسور لسُكانها الجُدد. ولكن صِغر سننا وأشباح اليُتم البادية في ملامحنا ووِحدتنا ، ساعدتنا على امتصاص مُعظم تلك الصعوبات. وإن لم يخلو الأمر من بعض الطرائف مثل إصرار أهل آخر قرية مكثنا فيها ، قوم (بدران) ، أن يُزوجوكِ لابنهم ، وتلميحاتهم أن يخطبوني لابنة عمهم. مواقف طريفة من هذا القبيل. استمتعنا بها وهونت علينا وِحدتنا أحيانًا ، كما كشفت جانب المرأة فيكِ من غيرة على عريسها المُستقبلي. وكشفت جانب الرجُل في من مُحاولة مُستمرة لمناكفة مشاعر الغيرة لدى زوجته المُستقبلية.

على مطية كارو كبيرة ، في صباح صيفي صحو. دلفنا إلى المدينة. بطرقها المرصوفة وشوارعها الواسعة ، وأبنيتها السليمة القوية الضخمة. ناسٌ غير الناس. بلباسهم الغريب النظيف ذي الألوان المُبهجة. تركنا الحوذي في مدخلها. فامتثلت أمامنا بضخامتها وأهلها الغريبين ، مما ضاعف من الرهبة في نفوسنا. وزاد ارتباكنا من وِحدتنا وشعورنا فجأة بعودة الطفولة التائهة رغم بلوغنا العام الخامس عشر. بهلاهيلنا وأموالنا التي اختزناها من تيسر الأمور في الآونة الأخيرة ، هبطنا على رصيف أحد شوارع المدينة السياحية الكبيرة. جاهلين ماذا علينا فِعله. انتابت وجداننا مشاعر العجز والارتباك فارتد في العيون الحائرة ، والحركات التائهة ، بينما نسير على رصيف أحد شوارعها الواسعة. يكاد زحام المارة يُغرقنا ، مارة بجميع الألوان ، الأبيض ذو الخدود المُضرجة والشعر الأشقر الذي ندر على عيوننا رؤيته ، والأسمر مثل السواد الغالب من أهل القُرى والسواد الفاحم كالليل المُدلهم. بينما تتحرك على الشوارع الناعمة الكُتل المعدنية الغريبة ، والتي استشففتُ من العقول حولي اسمها. كانوا يسمونها سيارات. تأوي أُناس جالسين هانئين هادئين لا يبد عليهم التأثر بدوار الحركة. في القيظ الذي غمرنها عرقًا ، قُلتُ لكِ مُبتسمًا أن علينا أن نستريح قليلًا ، وسأعلم كُل شيء من النفوس حولي في الحال.

مشاركة من المغربية
اقتباس جديد كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية اللوح الأخير

    1