في هذا الكتاب عرفت جانب من حياة السعدني لم اعرفه من قبل. لفته المقالب و الشقاوة التي تجعلك تواجه في شخصيته رحمه الله ما كنت تتمنى أن لا تواجهه. هو دأب الإنسان .. له ما له و عليه ما عليه و الكمال لله وحده.
ملاعيب الولد الشقي
نبذة عن الكتاب
ولأنى حمقري (مزيج من الحمار والعبقري) فقد كنت أظن أن كل رجل ضاحك رجل هلّاس.. ولأني حمقري كنت أرفع شعارًا حمقريًّا «أنا أضحك إذن أنا سعيد»، وبعد فترة طويلة من الزمان اكتشفت أن العكس هو الصحيح، واكتشفت أن كل رجل ضاحك رجل بائس، وأنه مقابل كل ضحكة تقرقع على لسانه تقرقع مأساة داخل أحشائه، وأنه مقابل كل ضحكة ترتسم على شفتيه تنحدر دمعة داخل قلبه.. ولكن هناك حزن هلفوت، وهناك أيضًا حزن مقدس.. وصاحب الحزن الهلفوت يحمله على رأسه ويدور به على الناس.. التقطيبة على الجبين، والرعشة في أرنبة الأنف، والدمعة على الخدين.. يالاللي! وهو يدور بها على خلق الله يبيع لهم أحزانه، وهو بعد فترة يكون قد باع رصيده من الأحزان وتخفف، ويفارقه الحزن وتبقى آثاره على الوجه، اكسسوارًا يرتديه الحزين الهلفوت ويسترزق.. لكن الحزن المقدس حزن عظيم، والحزن العظيم نتيجة هموم عظيمة، والهموم العظيمة لا تسكن إلا نفوسًا أعظم.. والنفوس الأعظم تغلق نفسها على همها وتمضي.. وهي تظل إلى آخر لحظة في الحياة تأكل الحزن والحزن يأكل منها، ويمضي الإنسان صاحب الحزن العظيم - ككل شيء في الحياة - يأكل ويؤكل، ولكن مثله لا يذاع له سر، وقد يمضي بسره إلى قبره! ولذلك يقال: ما أسهل أن تبكي وما أصعب أن تضحك. ولكن هناك أيضًا ضحك مقدس، وهناك ضحك هلفوت.. الضاحك إذا كان حزينًا في الأعماق صار عبقريًّا، وإذا كان مجدبًا من الداخل أصبح بلياتشو يستحق اللطم على قفاه! ونحن أكثر الشعوب حظًّا في إنتاج المضحكين.. مصر العظيمة كان لها في كل جيل عشرات من المضحكين، ولقد استطاع بعضهم أن يخلد ولمع بعضهم حينًا ثم فرقع كبالونة منتفخة بالهواء، بعضهم أصيل وبعضهم فالصو، بعضهم مثل الذهب البندقي وبعضهم مثل الذهب القشرة.عن الطبعة
- نشر سنة 2010
- 255 صفحة
- [ردمك 13] 9789770928308
- دار الشروق
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
223 مشاركة
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Ahmed Shokeir
رغم مرور اكثر عقد على صدور الكتاب إلا أن اللغة الساخرة لعمنا محمد السعدني مازالت عصية على كثير من أصحاب الكتابة الساخرة للوصول إلى سهولة وانسيابية التعابير وسلاسة الوصف حتى تلك الأيام ، أجمل أنواع الكتابة الساخرة تلك التي تحمل تجربة شخصية لكاتبها حتى لو بها بعض المبالغات وخصوصا عندما تكون متصلة بشخصيات حقيقية وأماكن معزوفة وأحداث يمكن إدراكها، اللغة الساخرة وحدتها وقدرتها على انبعاث الضحكات تختلف من فصل لآخر وان كان اقصاها في بدايات الكتاب وتخفت قليلا من فصل لآخر، تقييمي ككتاب ساخر ٤ نجوم من خمسة
-
Mohamed Elhalawaty
الكتاب ممتع من ناحية سرد الأحداث. لكن تفاصيل "المقالب " تشعرك أن محمود السعدني كان يصل لحد الأذى في تلك المقالب