قليلة هى الروايات الأدبية التي تستطيع أن تعصف بذهني بهذا الشكل الكبير بل وتجعلني أشعر بصداع لم أمر به من قبل .
رغم صغر حجم رواية " طائفة الأنانيين " إلا أنها مليئة بالإثارة الفلسفية المغلفة بالطابع الأدبي التي تجعل القارئ لا يسأم ابدأ بل تجعله مشدود إليها بخيط رفيع يظل معقود حتى الوصول إلى كلمة النهاية ، بل وقد يستمر إلى ما بعد النهاية ليفكر فيما قرأه وهل ما قرأه صحيح أم مجرد هذيان رجل مصاب بمرض ونزيل ف مصحة كما ستتضح الأمور ف النهاية ؟
البداية عندما يجد الباحث " جيرار لاغيري " بالصدفة اسم المدرسة الأنانية لصاحبها " غاسبار لانغونهيت " ومبدأها الأساسي هو أن غاسبار هو الحقيقة الوحيدة الموجودة ف الكون وما عاداه مجرد من خياله ، بمعنى اخر هو الله خالق كل شئ وأن " الأنا " هى الحقيقة المؤكدة .
تتفق هذه الصدفة مع معاناة الباحث وشعوره بأن لا حد من حوله يشعر به وأنه وحيد ف هذا الكون ، مما يحفزه على البدء ف البحث عن المزيد عن تلك الطائفة ومؤسسها ولكن كلما وجد شيئاً كلما ازداد حيرة وحيرتنا معه .
يبدأ لاغيري ف عرض ما وجده عن غاسبار وحياته ونشأته وأفكار الغريبة وأهم " ميتافيزيقيا الله " وهى أكثر جزئية أربكتني كثيراً وجعلتني انتظر امامها قليلاً حتى استطيع إلتقاط أنفاسي واتمكن من إكمال عملية القراءة ، ليست مبالغة ع الإطلاق ولكن كل من قرأ الرواية سيفهم مقصدي بكل تأكيد .
نهاية الرواية ستجعل القارئ مصاب بالذهول لا يدري هل يستعيد قراءة الصفحات السابقة حتى يستوعب أم أن يرضى بتلك النهاية أم يلعن الكاتب أم يلعن الصدفة التي أوقعته أمام هذا الكتاب ؟ لا أدري ، فمازال تأثير تلك النهاية بداخلي .
نصيحة لمن ينوي قراءة " طائفة الأنانيين " حافظ ع ذهنك جيداً واجعل بجانبك شريط براماول للصداع !