حول الحرية - جون ستيوارت ميل
أبلغوني عند توفره
شارك Facebook Twitter Link

حول الحرية

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

القاعدتان هما، أولا، ان الفرد ليس مسؤولا أمام المجتمع عن أفعاله، طالما أنها لا تخص أي شخص سواه. فالنصيحة، والتوجيه، والإقناع، والاجتناب من قبل الآخرين، ان اعتقدوا ان ذلك ضروري لأجل مصلحتهم، هي الإجراءات الوحيدة التي يستطيع المجتمع ان يعبر من خلالها عن كرهه المبرر او رفضه لسلوكه. ثانيا، اما بخصوص الأفعال التي تلحق الضرر بمصالح الآخرين، فان الفرد مسؤول عنها، وربما يخضع للعقاب الاجتماعي او القانوني، اذا ما رأى المجتمع ان هذا العقاب او ذاك ضروري لأجل حمايته." جون ستوارت ميل، 1859.
عن الطبعة
  • نشر سنة 2012
  • 186 صفحة
  • الهيئة العامة لقصور الثقافة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

أبلغوني عند توفره
3.8 10 تقييم
64 مشاركة

اقتباسات من كتاب حول الحرية

إن ميل البشرية القاتل نحو ترك الأشياء المتعلقة بشيء ما, عندما لا يكون هناك أي شك بذلك الشيء, هو السبب وراء نصف أخطائهم. لقد تحدث كاتب معاصر و أجاد التعبير عن "النوم العميق للآراء المحسومة".

مشاركة من المغربية
اقتباس جديد كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب حول الحرية

    13

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    4

    ليس من المعقول بأن يكون المرء حرًّا في أن لا يكون حرًّا ، وليس معنى الحرية في شئ ترك الناس يخرجون عن حريتهم ويمحون شخصيتهم ، وهذه الأسباب الظاهرة كل الظهور في هذه المسألة المعينة ليست مقصورة عليها ، بل مجال انطباقها أفسح مدى وأوسع نطاقًا، بيد أن حكمها لا ينفذ على إطلاقه بل هو محدود من كل ناحية بضرورات الحياة واستلزاماتها ، تلك التي لا تنفك تضطر الفرد إلى الإذعان لهذا أو ذاك من ضروب التقييد ، وإن كانت لا تكلفه النزول عن حريته جملة واحدة .

    تلك باختصار الفكرة التي يرتكز عليها الكتاب ، وهي محاولة تلخيص الحرية من الشوائب الكثيرة العالقة بها على مر العصور ، إما باستبداد الحكام ، أو بالفهم الخاطئ لها من قبل الأفراد ، وهنا يحاول " جون ستيورات مل " أن يفض النزاع ع كثير من المشاكل المتعلق بالحرية ، ويتطرق إلى علاقتها بالفرد مرة وبالمجتمع مرة أخرى ، وكل تلك الأفراد الورادة هنا نابعة من إيمان الكاتب بالحرية التي يستحقها الأفراد والتي تتعلق بحرية الحياة ، وحرية الفكر ، وحرية المعتقد ، وإن أي محاولة لسحق أيًّا من تلك الحريات ، يعادل سحق ووأد لحياة وشخصية الإنسان ، وهذا ما لا تملكه أي سلطة ، حتى وإن وصل الأمر ألا تكون له سلطة على نفسه ، خاصة عندما يتعلق الأمر بأن تلك الحرية من الممكن أن تتعارض مع حياة أفراد آخرين .

    الكتاب كان مرهقًا بالنسبة لي لأنه حمل مزجًا ما بين الفلسفة الإجتماعية وبين التحليل النفسي للأفراد وما بين التأصيل التاريخي لبعض المجتمعات التي تتعهد الحرية بالرعاية ، وبين المجتمعات التي تتركها فريسة للسلطة تستبيحها كيفما تشاء ، وتستغل باسمها الأفراد ، لذا فإن الذي يتعامل مع هذا الكتاب عليه أن يتمهل جدًا ، لأنه سيجد حقائق صادمة ، وسيجد فسه مضطرًا إلى أن يعيد الكثير من الجمل أكثر من مرة حتى يتأتى له أن يستوعب المعنى جيدًا ، أضف إلى ذلك المساحة التي تتيحها لمخيلتك أن تتصور، وتطرح على نفسك في كل مرة سؤال " ماذا لو طُبقت تلك الأفكار " ، وتمني نفسك في كل صفحة أن تجد الإجابة ، لكنك تفاجئ بالكتاب ينتهي ولا زال السؤال يطرح نفسه ولا زلت تبحث عن الإجابة ،لا تتعجل في إجابتك لأنك لن تجد إجابة على سؤال لم يكن هذا وقته ولا مكانه ، صعب على من نشأ في ظل سلطة عربية أن يجد إجابة لسؤال يتعلق بالحرية،وهو يعتبر أن خلاصه الوحيد يتمثل في الإبقاء على نفسه حيًّا فحسب .

    Facebook Twitter Link .
    9 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    كنت قد شاهدت منذ فترة فيلم وثائقي عن ويكيليكس يدعى "We Steal Secrets: The Story of WikiLeaks" والذي تناول فيه نشأة ويكيليكس وجوليان أسانج ثم كيف تعرف على برادلي مانينج وبداية تسريب الوثائق. لست بصدد كتابة مراجعة عن الفيلم ولا التعليق عن الوقائع والرسالة التي حاول معدو الفيلم ايصالها عن هذين الاثنين ولن أتحدث أيضاً عن الجانب الأخلاقي (والذي قمت بكتابة مدونة عن هذا الموضوع!!) الذي شغل عقلي فترة من الزمن لكن لنحاول أن ننظر الى موضوع حرية التعبير أو الحرية المدنية/الاجتماعية والتي تناولها جون ستيوارت ميل في هذا الكتاب في ضوء أحداث ووقائع مثل ويكيليكس وتسريبات إدوارد سنودن من هذا المنظور.

    للتأصيل لهذا الحديث سأقتبس من ميل: "أن موضوعه هو الحرية المدنية أو الاجتماعية: أي طبيعة وحدود السلطة التي يمكن أن يمارسها المجتمع بشكل فردي على الفرد." أي الحرية السياسية. من المعروف أن أي فرد يعيش داخل مجتمع أو دولة ما فهو يخضع الى قوانين تلك الدولة والتي يتم وضعها عادة (أقصد في الدول الديموقراطية وليست ذات الحكم الشمولي أو الاستبدادي) باتفاق بين الأفراد والسلطة الحاكمة في هذه الدولة. الا أن هذه السلطات الحاكمة عادة ما تخضع لقيود (يشير لها هنا ميل بالحرية) تنظم حكم هذه السلطة لعموم الشعب والتي قد تكون على شكل حريات أو حقوق سياسية أي خرق لها قد يستدعي التمرد أو العصيان من الشعب أو ضوابط دستورية يتم إقرارها من قبل ممثلين عن الشعب.

    هذه السلطة الحاكمة قد تكون وصلت الى الحكم عن طريق تمثيل الأغلبية (النشطة أو الفاعلة) والتي يرى ميل أنها أيضاً بحاجة لتقييد كونها (أ) لأن فعل السلطة غالباً ما يقع على أفراد المجتمع وليس السلطة الحاكمة نفسها (ب) قد تحمل هذه الأغلبية أفكار (شريرة مثل قمع الآخرين) أو ما يسمى بطغيان الأغلبية (ج) الطغيان قد لا يكون سياسي وحسب بل طغيان الرأي حيث يميل المجتمع الى تحويل أفكاره الى قواعد سلوك يفرضها بغير الطرق القانونية.

    يرى ميل أن حرية الأفراد مطلقة ومن حقهم السعي وراء تحقيق مصالحهم طالما أنها لا تتعدى على حريات الآخرين أو تسبب إعاقة لتحقيق مصالحهم. ومن هنا إن الحرية الانسانية تشمل:

    - المجال الداخلي للوعي، حرية الفكر والضمير والتدين والتعبير عن الرأي،... الخ.

    - حرية الذوق والسعي لتحقيق أهداف معينة.

    - حرية اتحاد الأفراد لتحقيق أهداف لا تشمل أذى للآخرين.

    حرية الفكر والنقاش

    أما بالنسبة لحرية الفكر والنقاش فإن ميل ينطلق من مفهومين أساسيين (1) أنه لا يوجد إنسان معصوم عن الخطأ فبالتالي رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب (ما يميز الانسان قدرته على تصحيح أخطائه من خلال المناقشة والخبرة) و(2) لا يوجد شيء إسمه يقين مطلق لكن يوجد ضمانة كافية لبناء منطق سليم يمكن الاعتماد عليه. "في العصر الحالي (الذي يوصف بأنه يفتقر الى الإيمان ولكنه يشعر بالرعب من نزعة التشكك، يشعر الناس بأنهم على يقين ليس بسبب صحة آرائهم وإنما لأنهم لا يعلمون ما سيفعلون بدونها".

    لكن ماذا عن حقنا في الإختلاف، أن يكون لدي رأي يخالف العرف العام أو السلوك المتفق عليه من المجتمع؟ سقراط نموذجاً. يرى ميل أن مع تقدم الزمن أصبح القبول بالرأي المخالف أمر لا مفر منه، فلم نعد نرى قتل للملحدين مثلاً أو إيداعهم في مصحات عقلية لعدم إيمانهم بإله الى أنه شجع هؤلاء المخالفين أي يخفوا آراءهم أو يمتنعوا عن إبدائها في العلن بعملية أطلق عليها ميل "التضحية بكامل الشجاعة الأخلاقية للعقل البشري"!

    في بحثنا الممض عن الحقيقة علينا القبول بأن الأصل – وبالأعتماد عى قاعدتي عدم العصمة واليقين المطلق – هو تنوع الأراء والابتعاد عن الجمود. إن الديناميكية والتجديد هي الأصل في الاستمرارية وهنا يطرح ميل مثالي الدين والأخلاق وما اعتراهما من حالة جمود (وتنطبق على واقعنا الاسلامي الحالي للأسف إسلام بالوراثة) هي السبب في ابتعاد الكثيرين عنها وافتقارهم الى الاقتناع بها. "في البداية كانوا متيقظين دائماً، إما للدفاع عن أنفسهم ضد العالم أو لاستمالة العالم الى جانبهم، لكنهم تراجعوا الآن الى حالة سلبية تجعلهم لا يستمعون (ان كان بمقدورهم ذلك) للحجج المناهضة لعقيدتهم ولا يقلقون راحة المرتدين عنها (ان كان هناك مرتدون) بالمجادلة في سبيلها. في هذه المرحلة من تاريخ المبدأ يأخذ في العادة بفقدان قوته الحيوية".

    الفردية

    ماذا عندما تتحول هذه الأفكار الى أفعال؟ يرى ميل أن حرية الأفراد يجب أن لا تضر بالآخرين، فمتى شكلت هذه الأفعال أي أذى فمن الواجب أن يتم ضبطها ومحاسبتها. لكن هذا يجب أن لا يتم على حساب تفرد الأشخاص، فالمجتمعات تتوقف عن النمو عندما تلغى الفردية وتذويب هوية الأفراد في سلوكيات وأنماط تفكير واحدة (قولبة للفكر) تمنعهم من النمو والتطور "وإذا لم يكن هناك تتابع من البشر الذين تعمل أصالتهم المتجددة على الحيلولة دون أن تصبح الأسباب التي تقوم عليها تلك الأفكار والممارسات مجرد أمور تقليدية، فإن المادة الميتة من هذا القبيل لن تنجو من أصغر هزة تتلقاها من أي شيء حي بالفعل". فمع التأكيد على حق الأشخاص بالتفرد علينا التأكد أن هذا لا يضر الآخرين وقد يتم وضع ضوابط للسلوك لكن التعويض يكون بالسماح للآخرين بالتطور أيضاً ومساعدتهم على ذلك.

    حدود سلطة المجتمع على الفرد

    يرى ميل أن أي شخص يتمتع بميزات وحماية مجتمع ما هو مدين لها بالضرورة مقابل المنفعة التي تحصل عليها وبناءاً على ذلك فإن سلوك الفرد يترتب عليه:

    - عدم الإضرار بمصالح الآخرين والتي يكفلها نص قانوني صريح أو التفاهم الضمني.

    - قيام الفرد بنصيبه من الواجبات تجاه هذا المجتمع.

    ان سلوك الأفراد والذي قد يتسبب بأذى للآخرين دون المساس بحقوقهم الثابتة وفقاً لميل لا يترتب علها أي عقوبة قانونية لكن يمكن أن يتم معاقبته من خلال الرأي وبالمقابل لا يحق لفرد أو جماعة أن تملي على انسان آخر ما يفعله أو لا يفعله على النحو الذي لا يختاره هو لنفسه!!

    وأنهي باقتباس هذه الفقرة "إن قيمة الدولة على المدى الطويل هي قيمة الأفراد الذين تتألف منهم. والدولة التي تقزم أفرادها في سبيل أن تجعلهم أطوع لها ستجد – حتى لو أنها أرادت أن تقودهم لأغراض مفيدة – أنه لا يمكن تحقيق أي أمر عظيم حقاً حين يكون الناس صغاراً.... ستجد في نهاية المطاف أن كمال الآلة الذي من أجله ضحت بكل شيء لن ينفعها بسبب الافتقار الى القوة الحيوية التي فضلت أن تنفيها من الأرض في سبيل إمكانية أن تعمل الآلة بصورة أكثر سلاسة".

    أعتذر عن طول المراجعة لكن هذا الكتاب من النوعية التي يجب أن تقرأ بالورقة والقلم كما يقولون. قد لا أتفق مع بعض ما جاء به ميل من أفكار وقد تكون جرعة عالية من الفكر الليبرالي لكنه كتاب يستحق القراءة. أكثر شيء أثار استيائي هو ما جاء في التطبيقات أو المجادلة في أن حرية الأفراد في حالات مثل الزنا والقمار وشرب الكحول وحقوق الأفراد المطلقة فيها إن كانت لا تؤثر الا على الشخص نفسه مما لا أتفق معه إطلاقاً، حتى أنني توقفت عن قراءة الكتاب وقرأت كتاب عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل تأصيل فقهي للأفكار التي قرأت عنها في هذا الكتاب!! قال تعالى: (كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) المائدة 79.

    وسأقتبس من الصديقة لونا قول الرافعي "الدّين حرية القيد لا حرية الحرية، فأنت بعد أن تقيد رذائلك وضراوتك وشرّك وحيوانيتك – أنت من بعد هذا حر ما وسعتك الأرض والسماء والفكر، لأنك من بعد هذا مكمِّل للإنسانية، مستقيم على طريقتها" أي تتوقف حريتي عند حدود الله.

    Facebook Twitter Link .
    6 يوافقون
    4 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    الحرية كلمة قليلة الأحرف ولكني كلما نظرت وتأملت وتعمقت في معناها وجدت أنها بحر عميق من الصعب الوصول لقاعه. هل فعلاً يمكن للإنسان أن يكون حُرَّا بالمطلق؟ شخصياً أرى أن الحرية "شيء" مرن تلتقي عالمياً في نقاط جوهرية وتختلف على مستوى المجتمعات في أنماط مختلفة يصوغها كل مجتمع حسب خصوصيته، وهذا ما وجدته في هذا الكتاب الفريد. هو كتاب قليل الصفحات ولكنه ثقيل المحتوى، أثناء القراءة وجدت أنه يتكلم عن أشياء بديهية ولكن هذه البديهيات ازدادت عمقاً مع كل صفحة، هو فعلاً كتاب من النوع "المُولِّد" للأفكار والتساؤلات فكل سطر به سيتولد عنه العديد والعديد

    قبل الدخول في معمعة المراجعة أحب أن أشير أني عندما حاولت كتابة مراجعة لهذا الكتاب القصير وجدت نفسي إما أني لن أكتب عنه شيء أو أن أكتب مراجعة من النوع الطويل وهذا ما كان، لم أستطع الخروج بحل وسط بين الأمرين. جمعت الاقتباسات أثناء رحلة القراءة وأعدت كتابة "بعضها" بتصرف وطريقة توضح ما خرجت به من هذه الرحلة. إذاً هي مراجعة طويلة لمجموعة معينة من الاقتباسات المكتوبة بتصرف

    ____________________

    في أي مجتمع إنساني لا يعتبر الإنسان حُرَّا إلا إذا اُحترم حقَّه في ثلاث نقاط رئيسية مجتمعه:-

    1. حرية "المعتقد" من فكر، مشاعر، وحرية التعبير .... وهذا يتطلب؛

    2. حرية اختيار نسق حياة يتناسب مع شخصه دون إعاقة أو عرقلة ممن حوله طالما أنه لا يلحق الضرر بهم حتى لو اعتقدوا بحمق أو انحراف أو خطأ ما يفعل

    3. حرية التجمع والارتباط بين الأفراد لغاية لا تنطوي على إلحاق الضرر بالآخرين

    هذه النقاط الأساسية هي الكفيلة بتكوين مجتمع حُر "يحترم" نفسه، انطلاقا من مبدأ أن البشر يكسبون من خلال معاناة بعضهم البعض للعيش كما يبدوا جيداً لهم أكثر مما يكسبون من خلال إجبارهم بالعيش ضمن نسق حياة معين. ولكن السلوك الفردي للأشخاص يجب أن يخضع أيضاً لقاعدة عامة ذهبية تحفظ احترامه للمجتمع الذي وفَّر له البيئة المناسبة ليمارس حريته، وهذه القاعدة يمكن تلخيصها في إن الجزء من سلوك أي فرد، والذي يطيع فيه المجتمع، هو ذلك الذي يتعلق "بالآخرين" أما في الجزء الذي يخصه هو فقط، فإن استقلاله مطلق بحق، أي أنه سيد على نفسه، وعلى جسده، وعلى عقله

    لكل شخص الحق في المحافظة على فرديته عن طريق ممارسة فكره بحرية، في ظل مجتمع يفرض سيطرته في حدود تندرج تحت مبدأ "حماية الذات" وهو أن الغاية الوحيدة التي يمكن ممارسة القوة فيها بشكل شرعي على أي عضو في المجتمع المتحضر، ضد إرادته، هي منع إلحاق الأذى بالآخرين

    *** ** *** ** ***

    من هذه المقدمة سأتكلم في قراءتي للكتاب عن العناوين الرئيسية التي تناولها "جون ستيوارت ميل" في كتابه وهي:-

    • حرية الفكر والمناقشة

    • حول الفردية بوصفها إحدى عوامل الرفاه

    • حول حدود سلطة المجتمع على الفرد

    ____________________

    حرية الفكر والمناقشة:-

    عندما يقال رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، فإننا نُقر حقيقة مهمة لانطلاق أي مناقشة ألا وهي أن لا أحد معصوم عن الخطأ وأن ليس هناك شيء اسمه التأكد المطلق ، بل هناك تأكداً كافياً لأغراض الحياة الإنسانية

    تخيلوا معي مناقشة بين شخصين أساسها ما قيل سابقاً، ماذا ستكون نتيجتها؟!

    بالتأكيد أنها حتى لو بقت مفتوحة وبدون نقطة في نهايتها فإن لها مكاسب شتى، فلو تم إقرار جانب الصحة في أحد الرأيين فإن الخطأ سيتبدل بالصواب، والأهم من ذلك هو الإدراك الأكثر وضوحاً والانطباع الأكثر حيوية عن الحقيقة، التي أُنتجت من خلال صراعها مع الخطأ

    إن العادة الثابتة (لدى الإنسان) في تصحيح وإكمال رأيه الخاص عن طريق ترتيبه ومقارنته مع آراء الآخرين، بعيداً عن التسبب في الشك والتردد في تنفيذه بشكل عملي، هي الأساس الراسخ الوحيد للاعتماد الصائب على ذلك الرأي، فكل قوة الحكم البشري وقيمته يمكن أن توضع الثقة فيها عندما تكون وسيلة تصويبها دائماً في متناول اليد، اعتمادا على السمة الوحيدة، ألا وهي أنها قابلة للتصويب عندما تكون على خطأ

    الخوف من طرح المواضيع بشتى أنوعها للمناقشة بين البشر ومنع طرح الشائك منها على طاولة المناقشة أطلق عليه المؤلف مصطلح وجدته جميل وعبقري ألا وهو "التضحية بالشجاعة الأخلاقية للعقل البشري" :- وهي الحالة التي يجد فيها قسم كبير من العقول الأكثر فعالية وبحثاً، أن من الحكمة إبقاء مبادئ قناعاتهم وأسسها العامة داخل صدورهم، وأن يحاولوا، في الأمر الذي يخاطبون به الجمهور، أن يُكيِّفُوا أكبر قدر مستطاع من استنتاجاتهم مع منطلقات رفضوها داخلياً، ولهذا لا تستطيع (أي الحالة) أن تنتج أشخاصاً صريحين، لا يخافون، وعقول متسقة، كانت ذات مرة تقدس العالم المفكر. مهما كانت درجة عدم رغبة الشخص الذي يمتلك رأياً قوياً في أن يقر بأن رأيه خاطئاً، ينبغي أن يحركه الاعتبار القائل بأنه مهما كانت درجة حقيقته، سوف تعتبر عقيدة أو مذهب ميتاً، وليس حقيقة حية، إن لم تتم مناقشتها بشكل كامل ومتكرر وبلا خوف

    الاصطدام في الآراء يعمل تأثيره المفيد ليس في المحارب المتحمس، بل في المتفرج الهادئ غير المكترث،ولذلك هناك دائماً أمل عندما يجبر الناس على الإصغاء لكلا الطرفين. ويبقى للحوار والمناقشة أخلاقيات لم يتطرق لها الكتاب كثيراً، لم أجد أن هذا الأمر يعيب الكتاب لأن قراءة كل سطر "ستُولِّد" استنتاجات ستقود القارئ لهذا الأخلاقيات وهذه أحد روائع هذا الكتاب

    ___________________

    حول الفردية بوصفها إحدى عوامل الرفاه:-

    إن تسلط العادة هو العائق الذي يقف في كل مكان بوجه التطور الإنساني، إن القدرات الإنسانية في الإدراك وتكوين الأحكام، والشعور التمييزي، والنشاط العقلي، وحتى التفضيل الأخلاقي، تمارس فقط عند القيام باختيار. الشخص الذي يفعل أي شيء كان، فقط لأن تلك هي العادة لا يقوم بأي اختيار، فهو لا يحصل على أية ممارسة لا في معرفة الشيء الأفضل واستبيانه، ولا في الرغبة فيه. القوة العقلية والأخلاقية، شأنها شأن القوة العضلية، لا تتطور إلا من خلال الاستخدام

    عندما تصبح آراء الجماهير المكونة من أناس متوسطين فقط هي القوة المهيمنة في كل مكان، فإن القوة الموازية والمصححة لذلك التوجه ستكون "الفردية" المؤكدة أكثر فأكثر لهؤلاء الذين يقفون في أعلى سمو فكري. في تلك الظروف، على وجه الخصوص، لا بد من تشجيع الأفراد الاستثنايين، بدلا من إعاقتهم، ليتصرفوا على نحو مختلف عن الجمهور

    إن الأشخاص العباقرة هم أكثر فردية من الأشخاص الآخرين، هؤلاء القلة، هم ملح الأرض ملح الأرض وبدونهم تصبح الحياة الإنسانية مستنقعاً راكداً لا غير

    ويجب أن لا ننسى أبداً أن تقاليد الآخرين وعاداتهم هي، إلى حد ما، دليل على ما علمته إياه تجربتهم الخاصة، ولكن:-

    1. قد تكون تجربتهم ضيقة جداً؛ أو قد لا يفسرونها بشكل صحيح

    2. قد يكون تفسيرهم للتجربة صحيحاً، ولكنه غير ملائم بالنسبة للوقت الراهن

    عادة ما تكثر الفرادة حيثما وحينما تزداد قوة الشخصية؛ كما أن مقدار الفرادة في مجتمع ما يكون في الغالب متناسباً مع مقدار العبقرية والحيوية العقلية، والشجاعة الأخلاقية التي يحتوي ذلك المجتمع عليها. ولذلك فإن وجود عدد قليل جداً اليوم من الذين يجرؤون على التفرد إنما يدل على خطر كبير في زماننا

    ____________________

    حول حدود سلطة المجتمع على الفرد:-

    ما من أحد يعيش ككائن منعزل؛ من المستحيل بالنسبة للشخص أن يفعل شيئاً مؤذياً لنفسه بشكل جدي أو ثابت، دون إزعاج يصل في العادة إلى صلاته القريبة على الأقل، وكثيراً ما يصل إلى من هو أبعد من ذلك، ولهذا تتلخص سلطة المجتمع على حرية الفرد عندما يدخل دائرة شخص آخر ويسبب له الأذى

    قانون العقاب ودرجته يحددها القانون الخاص بكل مجتمع. قد يعاني الشخص من عقوبات قاسية جداً على يد الآخرين، نتيجة لأخطاء لا تخص أحد سواه بشكل مباشر، ولكنه "يعاني" من تلك العقوبات فقط عندما تكون التبعات الطبيعية للأخطاء نفسها، وليس لأنها تنزل به بقصدية من أجل العقوبة ليس إلا ، وهذه نقطة مهمة في جدوى العقوبة من عدمها. من "المفترض" أن يمتلك المجتمع سلطته المطلقة على أفراده وخصوصاً في الجزء المبكر من وجودهم، إذ أنه يمتلك كل فترة الطفولة والمراهقة التي يحاول فيها أن يرى فيما إذا كان بإمكانه أن يجعلهم قادرين على السلوك العقلاني في الحياة تحديداً لرفع الضعفاء من أعضائه إلى معياره الاعتيادي للسلوك العقلاني، أما الانتظار "فقط" حتى يفعلوا شيئاً طائشاً ومن ثم معاقبتهم عليه قانونياً أو أخلاقياً هو المصيبة بعينها وستكون النتيجة أن لا جدوى من العقاب

    هناك نقطة مهمة أخرى وهي الحريات الفردية الغير منافية للقوانين ولكنها غير مقبولة اجتماعياً، هذا النوع من الحريات أعتقد أنه يحدث كثيراً هذه الأيام بسبب ما يسمى بالعولمة أو حتى بدونها على نطاق أضيق داخل المجتمع نفسه، بطبيعتها يجب أن نعترف أنها موضوع مثير للجدل دائماً. ذكر المؤلف هنا جمله سأكتفي بها لأني وجدتها عبقرية، حل بسيط بدون الإساءة أو إهانة الشخص المقصود وهي أن "لدينا الحق في تجنبه ولكن ليس في استعراض التجنب" ... أعتقد لا داعي للتوضيح أكثر من ذلك

    ____________________

    و... أيضاً إضافة أخيرة:-

    يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:- (نحن امة أعزنا الله بالإسلام فان ارتضينا العزة بغيره أذلنا الله)، مصيبتنا الأساسية في انحدار "قيمة" الدين لدينا وبالتالي الذلة التي نعيشها هي الدين الميكانيكي، أقتبس من المؤلف هذا القول الذي وإن تحدث عن ديانة أخرى لكنه يتفق بالمعنى مع العديد من الأشياء وإن اختلفت العناوين، يقول المؤلف:- (هنالك ميل كبير لدى أفضل المعتقدات والممارسات للانحدار إلى الميكانيكية؛ وما لم يكن هنالك تتابع من الأشخاص الذين تقوم أصالتهم المتكررة بمنع أسس هذه المعتقدات والممارسات من أن تصبح مجرد أسس تقليدية، فإن هذه القضية الميتة لن تقاوم أي صدمة) .. وأي صدمة وصدمات نعيشها اليوم بسبب الدين الذي لم يتجاوز كلمة أنه 'موروث' ، أحد الحلول الفعالة تجاه هذه المشكلة هي إدراك الإنسان لأهمية العقل واستخدامه. ما نحن إلا بشر خلقنا الله على هذه الأرض وأكرمنا بالعقل وأذللنا أنفسنا بتسكينه وتهميشه وحصر وظيفته في الاستقبال فقط، يقول المؤلف أيضاً:- (عادة ما نسمع معلمي كل المذاهب وهم يندبون صعوبة إبقاء الاستيعاب الحي للحقيقة التي يدركونها بشكل دقيق، في عقول المؤمنين، لكي تتخلل الوجدان، وتكتسب سيطرة حقيقية على السلوك. لم يشتكِ أحد من مثل هذه الصعوبة عندما كان المعتقد لا يزال يصارع من أجل بقائه ..... ولكن أصبح معتقداً وراثياً، وصار يقبل على نحو سلبي وليس إيجابي عندما لم يعد العقل يُجبر، كما في أول الأمر، على ممارسة قواه الفعالة في القضايا التي يقدمها له معتقده، سيكون هناك ميلاً تقدمياً نحو نسيان المعتقد برمته ما عدا الشكليات، أو إعطائه موافقة مملة وبليدة، كما لو أن قبوله على أساس الثقة استغنى عن ضرورة إدراكه في الوعي، أو اختياره من خلال التجربة الشخصية، إلى أن يكف عن ربط نفسه بالحياة الداخلية للإنسان بشكل مطلق ..... ويبقى المعتقد كما لو أنه خارج العقل، فتغطية وتحجّره ضد قوته من خلال عدم تعريضه لأية قناعة حية وطازج للدخول، ولكنه نفسه لا يفعل شيئاً للعقل أو القلب، ما عدا وقوفه كحارس عليهما لأجل إبقائهما فارغين)... ليس هناك ما يقال أكثر مما قيل

    *** ** *** ** ***

    و.... أخيراً وجهة نظر معينة قد تتغير يوما ما:-

    في بدايات مراجعتي وضعت اقتباسه تقول أن:- (إن الجزء من سلوك أي فرد، والذي يطيع فيه المجتمع، هو ذلك الذي يتعلق "بالآخرين" أما في الجزء الذي يخصه هو فقط، فإن استقلاله مطلق بحق، أي أنه سيد على نفسه، وعلى جسده، وعلى عقله) .. وأيضاً اقتباسه جديدة تقول (هنالك العديد من الأفعال التي لأنها مؤذية بشكل مباشر للعملاء أنفسهم فقط، لا ينبغي أن تُحرّم بشكل قانوني، ولكنها، إذا ما تم فعلها بشكل علني، تُعد خرقاً للأخلاق الحسنة، لذا فهي تأتي ضمن صنف الإساءات للآخرين، وهذه يجب أن تمنع وباستحقاق) فبين الاقتباسيين هنالك شيء مشترك وهو الحرية المطلقة للفرد مع نفسه طالما أنها لم تخرج للعلن أو تتعلق بإيذاء شخص آخر، هنا تساؤل لا بد منه وهو نظرة الإسلام لهذا النوع من الحرية، هل يوجد حرية مطلقة للفرد لنفسه مع نفسه بأن يفعل ما يشاء طالما أنه بالخفاء؟! هل الدين نوع من أنواع القيود؟!

    مثلاً الزنا طالما أنه لم يتحوّل لدعارة، الشرب طالما أنه بكميات قليلة لا تذهب العقل والقمار طالما أنه في شكل خاص بين مجموعة من الأشخاص وليس كمؤسسات كبيرة، الماشوزية {مثلاً التلذذ برؤية الدم بجرح الشخص لنفسه}، وووووو.... كلها أشياء مسموح بها بكونها لم تخرج للعلن، هل منعها في ديننا الإسلامي هو حجر للحريات؟!

    هنا أعتقد هو جوهر الاختلاف في مفهوم الحرية "الخاص" في الإسلام، المفهوم العام للحرية فيما قيل في أغلب المراجعة تتفق عليه أغلب المعتقدات والمجتمعات، بالطبع هذا الفرق يُكسب نظرة الدين الإسلامي للحرية مرتبة أعلى من النظرة المتعارف عليها، لأنها نظره بالأساس هدفها الرقي بالنفس الإنسانية. ولكي أوصل وجهة نظري بشكل صحيح سأستعين "بالرافعي" ومقتطف من كتابة "وحي القلم":- (الدّين حرية القيد لا حرية الحرية، فأنت بعد أن تقيد رذائلك وضراوتك وشرّك وحيوانيتك – أنت من بعد هذا حر ما وسعتك الأرض والسماء والفكر، لأنك من بعد هذا مكمِّل للإنسانية، مستقيم على طريقتها) وكلما شغَّلت ملكة العقل في هذه الجملة ازدادت جمالاً وازددت بها اقتناعاً

    مرة أخرى يقول الرافعي:- (هي ثلاث بها نظام النفس، ونظام العالم، ونظام اللذات والشهوات: أن تكون لك تقوى، ثم يكون لك فكر من هذه التقوى، ثم يكون لك نظر إلى العالم من هذا الفكر ما اجتمعت هذه الثلاث في إنسان إلا قهر الدنيا وإبليس) .. عند استقبال معلومة معينة يجب أن تمر بمرحلة مهمة وهي معالجة المعلومة وتحليلها وبعد ذلك ستنتج قناعة، وما الحرية إلا مفهوم يجب أن لا تستقبله عقول البشر فقط لا غير

    Facebook Twitter Link .
    5 يوافقون
    15 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    3

    عن الحرية الحرية هي كنز لا يقدر بثمن بكل تاكيد ولذلك فاكثر العقوبات قسوة هي تلك السالبة للحرية

    الكتاب هو بيجسد المذهب الليبرالي لكل من اراد معرفته حقا في رايي ورغم سوء الترجمة للكتاب لكن في افكار قدرت اخرج منها بعد قراءة الكتاب وهي ان كل الافكار قابلة للنقاش حتى المسلم بيها وخصوصا الافكار الدينية المقدسة

    2- ان الفرد ليس مسئولا عن افعاله تجاه المجتمع طالما تخص اي شخص غيره اي ان المجتمع لا يحاسب الفرد عن افعاله طالما انها لا تضر الاخرين بمعني انت حر مالم تضر

    3- انه الحرية الفردية المطلقة هي ساس الرفاه للمجتمع بمعنى حرية الفرد في التعبير عن رايه وفي اختيار طريقته في ممارسة حياته

    وباعتبار الحرية الفردية تساهم في التطور لكن حرية الراي معرضة لقيود زي مثلا مش من حق الاب انه يمنع ابنائه من التعليم وانه مثلا مينفعش انه يتقال ان الناس من حقها تهاجم التجار زي تاجر الذرة مثلا ( رجال الاعمال ) حسب التعبير المعاصر يعني دي النقاط اللى قدرت اخرج منها

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    2 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    3

    حرية الفكر انا افكر بحرية فانا انسان عضو فاعل في مجتمعي حتي الان يتحدث الكاتب في فصله الثاني عن حرية الراي والتعبير عنه مهما قيل عن ان الراي هذا خطا فلسنا معصومون من الخطا وان علينا ان نطرح كل الاراء والمسلمات التي توارثناها فليس كل ما تعلمناه وعرفناه قد يكون صحيحا كما ان الراي العام السائد في اي موضوع كان ليس على صوابا دائما وقد لايكون على صواب اطلاقا وان وجود اراء متعارضة ومتتعده تفيد في رقي العقل البشري اي ضرورة وجود مناقشة حقيقية في المجتمع لكني رغم ذلك اعترض على ان مناقشة المسلمات الدينية في في رايي مقدسة ومحال اخضاعها لاي مناقشة او لوجود راي وراي اخر

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    كنت أبحث عن كتاب يُسكِرني

    فوجدت هذا الكتاب... أوافيكم بمراجعة موضوعية بعد إنهائه

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    3 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    3

    الفردية باعتبارها احدى عوامل الرفاه ابرز فكرة او عنوان خرجت بيها من الفصل ده هو عن ضرورة الاختلاف بين البشر في الاراء والميول والافكار حتى وان كانت ارائهم ضد التطور وان التطور والحرية ليسا كلمتان بمعنى واحد بل ممكن يكون فيه تعارض ما بينهم وان اللى بيميز المجتمعات المتاخرة عن التطور هو وجود اشخاص او طبقة بتتكلم باسم المجتمع كله

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    1
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون