ما الفرق بين أن تعرف وألا تعرف ؟ .. الفارق الوحيد أن من يعرف يظل يتألم
هدوء القتلة
نبذة عن الرواية
بيده اليمنى يقتل "سالم" -القاتل المتسلسل الغائب في رؤاه- ضحاياه، ليكتب بيده اليسرى قصيدة جديدة مع كل ضحية.. تاركا سطورا من الدماء تحيا بامتداد المدينة. ومدفوعا بيقين غريب، يعثر "سالم" على مخطوط عتيق لناسك قديم مجهول، يصير نبيه الشخصي، يقود روحه، ويتخذ من مخطوطه كتابا مقدسا يدير له حياته الخاوية. "هدوء القتلة" رواية هي مزيج من الواقع والخيال في عيني فرد متوحد لم يعد يملك من العالم سوى بقايا حبر ودماء. وهي -على جانب آخر- نص "القاهرة" التي تبدو هنا أشبه بمدينة تحيا حلم يقظة شاسع، بما يجعلها مكانا متخيلا بقدر ما هو قائم متاح. القاهرة هنا خلاء يحيا أشباحه على هامش الصخب، بوحدة مضاعفة، حالمين ومعزولين ومغمورين بضوء فوق واقعي: "ليل" الإسكافي العجوز والقاتل المتقاعد، "جابر" الشبح ذو الساق الصناعية، "سلمى" التي تُقتل مرتين، "سوسن" الأرملة الوحيدة التي تحيا مع بقايا ملابس حبيب من قرن مضى، وغيرها. عالم غرائبي يرصده "طارق إمام" في عنفه وصوفيته، عبر راو يدير الوجود بمطواته تحت يقين أنه نبي ضد.. بينما يحيا صراعا آخر تديره يداه اللتان تكاد إحداهما أن تفتك بالأخرى. إذا اكتملت القصيدة بين يدي "سالم" سيكتمل العالم بفنائه الشخصي.. هذا هو رهانه المستحيل في حياة لا تُطلع المرء على جانب من وجهه، إلا لتترك فيه نُدبة.عن الطبعة
- نشر سنة 2016
- 95 صفحة
- ISBN 13 9789774903724
- دار العين للنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية هدوء القتلة
مشاركة من فريق أبجد
اقتباس جديد كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
شكري الميدي أجي
أجمل ما في هذا الكتاب أنه دائماً أنت تشارك في تكوين الصورة. الكاتب لا يفرض نفسه ولا حتى الراوي. هامش احساس أنه كتاب جماعي يشرح بضبط منطقة لا تُرى عادة إلا في الأفلام المولعة بالتفاصي الجانبية أكثر من المشهد الكلي. في النهاية يتضح أن كل الشخصيات تتحرك في الأمور التي يحاولون الإبتعاد عنها. كالورقة النصف الجنيه في الصغر والتي تحرك اليد. كالبائعة الورود التي تحاول أن تتخلص من الأوراق المجعدة والبحث عن الفكة.
كتابة بطيئة تمنح المتعة كاملاً.
متعة أثمة.
-
Mohamed Osama
#ريفيوهات
"هدوء القت.لة...... المدينة المركبة"
❞ كنتُ أريد أن أقول لهناء: ماذا لو فتحنا كل النوافذ؟ كنت أريد أن أجيب: لن يحدث شيء. سنظل أسيرين لتلك الغرفة، كقدرٍ مكتمل لا تعنيه مصادفات العالم غير المنتهية.. وسيحتضر الضوء ونكنس الكائنات بمقشة، ولكننا سنرى وجوه بعضنا البعض بوضوح ❝
لو صدقنا رأي بعض القراء في كونها نقل حي لتخيلات شخصية الرواية "سالم" ففي أغلب الأمر يعيدنا إلى توجه لبعض الكتاب في اللعب بين الواقع ونظرياته والخيال بسلطانه فيمزجهما معا، وبما أن لكل شيخ له طريقة، فالكاتب هنا تميز في طريقته سواء في الواقع "رغم تحفظي على بعض التعبيرات" أو في تشكيل هوية الخيال، ليكون ذلك كله مرآة لمدينة تهوى أن تتمازج بالشيء وضده
- مختتم الشيء معرفته
تسير معظم الشخصيات خبرتها عن فساد الشيء إذا ما عرف حقيقته، فسالم يحافظ على قوقعته دون الحديث عن فلسفة أفعاله، والعجوز تحافظ على عشقها بحركاتها الآلية دون أن تفكر في جدواها، وعندما فكرت كان نهايتها، وكذلك جابر في بحثه عن أبناءه، حتى المدينة الشاسعة فهي لا تعرف مزيجها من طوفان الناس والجماد، فالمعرفة إذن هي طريق النهاية، ليركز الكاتب على نقطة الانتباه لدى الناس "فإذا ماتوا انتبهوا" وقد تشكلت لديهم الصورة الكاملة والوجوه الأصيلة وهية الأشياء، فنقف أمام حقيقة واحدة "لا جدوى لحياة عارف"
-روائح الصوفية
تتجلى في مخيلة "سالم" بعض المشاهد والأقوال التي تعكس بعض من رؤى الصوفية عن الروح والذات وإن كانت مختلفة قليلا، فمثلا في مشهده مع الفتاة في الجبل، يحاول فيه صنع صراع الروح مع الشهوة في مرة والتواؤم معها في مرة أخرى كما في ربطها لأبيات "عمر بن الفارض" هو شرح لمسألة العشق بين كليهما في نظري، ومحاولته لتحرر روحه من أغلالها أيضا تحاول تحقيق السمو، وبرؤية غرائبية يرى أشباهه نفسه، ويرى أن الزهد أساسه التخلي فهو يصنعه بطريقته في صفاء وهدوء، وبين الناسك كذلك وبينه كما بين الشيخ ومريده باختلاف الصورة، وأيضا عندما يقول أنه مقاد لا يدري لا يفعل فهو يضع بعض الآراء بين التخيير والجبر، أو كما في رواية نزيف الحجر للكاتب إبراهيم الكوني عن تناسخ الأرواح وحلول الناسك فيه .
- دوران متعاكس
لتبيين تركيب المدينة وما بها من تناقض، ترى صراعات قائمة حول "سالم" على نفس الأساس، من العملتين التي تنتقل من يده إلى يده مرة أخرى محملة بذكرياتها بعد قضاء دورة لا بأس منها، مرورا بالعجوز سلوى وزمنها والحاضر، إلى طرف جابر وذراعيّ سالم
-وبحسب الوصف ترى دائما أن القوي غريب عن أصله يحتفظ على بقائه "كقدم جابر القوية وقدمه العادية الهزيلة" وبالمثل نرى مقاومة يد سالم اليسرى لليمنى لإثبات عدم ضعفها رغم أنهما يكملان بعضهما، ومنها ترى أن الصراع بين قابيل وهابيل أو الخير والشر يتواطئ لأن يستمر فتدور الحياة إلى حين أن يخمل إحداهما أو يجبر على الخمول.
-تؤأميات مستقبلية
لا يخفى عليّ "وعليكم كذلك" ارتباط بعض الأحداث برواية ماكيت القاهرة "غالبا تمهيد لها" كالحديث عن المانيكان وكسره جماده وانغماس شخصيتي سالم وبلياردو في إلباسه روح أصلية، وأيضا فكرة الإصبع صاحب الرصاصة واليدين في الإرادة المستقلة رغم ترويضها، وفي آخر الأمر عرضه لتركيب المدينة بين الروتين والمميز، ويتفقا كذلك في نفس روحها ورؤيتهم لناسها بنظرة الغرباء أحيانا، وحتى متعة النقص والفقد في عين بلياردو وقدم جابر، لكن الماكيت اتجه قليلا لتشريح المدينة بينما هدوء القت.لة اهتمت بتشريح النفس ونزاعاتها
-
Hamdy Bayoumy
هدوء القتلة
حيث تبني مدنياتك الخاصة وأحلام يقظة وهمية، تصنع عالما بداخل عالم يتوهمه عالمك، حيث لا تفرق بين إنسان ومانيكان، لأن كلاهما جسد؛ واحد ينبض قلبه وتسري الدماء في عروقه وآخر مصمت وكذا سيكون حال الأول، المدينة عبارة عن ضباب يتخلله ضباب يبتلع كل ما هو حي حتى الطيور، الأنفاس لا تلهث لأنها في الحقيقة غير موجودة، في هدوء القتلة... اضطراباتك النفسية حيث كل شيء مباح فلك أن تنعم بما تريد وتخاف مما تشاء.
رواية مشوشة تماما كما أفكارك تماما كما حياتك اليومية المريرة المسطحة ولكنك تجعل منها معنى بخيالك داخل عقلك المحدود بجسدك ولكنه يحلق بعيدا حيث تمتزج الأرواح مع فانيها.
هل حقا الحقيقة تكمن في الحياة أم في عيشها؟ أظن أن الإجابة ليست في نهاية الطريق وليست في الرحلة، لأنه كيف ستكون هنالك إجابة لسؤال لم تود طرحه ولكنك أرغمت عليه حتى تصنع لحياتك معنى ما... هدفا ما... رحلة لم تخوضها بإرادتك... لذا قررت أن تخوض واحدة على ذوقك.
هدوء القتلة هي رواية كل هادئ ولكنه مضطرب تكتم المدينة على أنفاسه كما كاتبها وراويها وكما نحن في حياتنا.