كناسة الدكان > اقتباسات من كتاب كناسة الدكان

اقتباسات من كتاب كناسة الدكان

اقتباسات ومقتطفات من كتاب كناسة الدكان أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.

كناسة الدكان - يحيى حقي
أبلغوني عند توفره

كناسة الدكان

تأليف (تأليف) 3.6
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


اقتباسات

كن أول من يضيف اقتباس

  • نحن في الشرق مصابون بهوس تصيد الحكمة وتقنينها والتفنن في صياغتها، نقولها ونحن نهز الرؤوس - دراية وخيلاء، ونسمعها بمصمصة الشفاة - إقرارًا واستحسانًا واعتذارًا.

    مشاركة من Alshiii
  • كان احتفال البيت كله ــ الأب والأم والأولاد والصغار ــ بزجل جديد لبيرم ــ بالعامية ــ لا يقل ــ وهم من عشاق الفصحي ــ عن احتفالهم بقصيدة جديدة لشوقي. وصول الصحيفة اليومية التي نشرت القصيدة ــ بالتشكيل ــ في صفحتها الأولي (فلشعر شوقي دون بقية الشعراء مكان الصدارة مهما كانت الحوادث والأخبار)، أو المجلة الأسبوعية التي نشرت الزجل ــ بدون تشكيل طبعًا ــ في صفحة داخلية (لم تكن الصحف اليومية تنشر بعد شيئًا بالعامية. تركتها لبعض المجلات، فعصر صلاح جاهين كان لا يزال في عالم الغيب) يا لها من لحظـة مضيئة في حياتهم. إنهم تربوا علي حب الكلمة، سواء مكتوبة، سواء منطوقة، والإعجاب بقدرتها حين تنزل منزلها الحق والمبتكر معًا علي إمتاع الذهن والروح معًا.

    الأيدي تتخاطف الصحيفة أو المجلة والحجة إما مقام الكبير أو دلال الصغير، خطف يعرض الورق للتمزق، ولكنه خطف في نطاق الود لا العداء، فهو مصحوب بالضحك والمعابثة. إن كان هناك غضب عند الهزيمة، فهو مصطنع، سريع الزوال، ينتهي بالمهادنة، لا يكفيهم أن يقرأها كل منهم بعينه، ولنفسه بنفسه، لابد لهم بعد ذلك أن يتحلقوا حول من هو بينهم أكثرهم تمكنـــًا من اللغة وإجادة للإلقاء وهيامًا بالشعر إلي حد أن تأخذه الجلالة، ليتلو النص عليهم ملتزمًا نغمة الإنشاد وحركة الخطيب، لتشترك الأذن أيضًا في المتعة.

    مشاركة من د.صديق الحكيم
  • نقلت من جدة إلي استامبول سنة 1930، وهناك أتيح لي أن أرقب من قرب تلك التجربة الخطيرة التي قام بها مصطفي كمال حين حول دولة شرقية إسلامية إلي دولة علمانية حديثة ينفصل فيها الدين عن الدولة، وقد قرأت عن مصطفي كمال كثيرًا والتقيت به أكثر من مرة وربما أتيح لي أن أكتب عنه يومًا.

    وفي استامبول ارتديت القبعة لأول مرة، وتعلمت أن للقبعات علمًا وأصولاً، وأن ما يصلح للنهار أو الرحلات لا يصلح للمساء أو السهرة، وأن لكل زي القبعة التي تتناسب معه واضطررت ــ بحكم الوظيفة ــ إلي شراء ستة أنواع مختلفة من القبعات بالإضافة إلي الطربوش.

    وبذهابي إلي تركيا، عدت إلي الأرض التي هاجر منها جدي وعثرت هناك علي أقرباء لنا سكنت عندهم، كما تعلمت التركية علي كبر وأتقنتها.. فلم تكن اللغة التركية تستخدم في بيتنا إلا للسباب في لحظات الغضب.. كل ما تعلمته منها في مصر لا يزيد علي كلمات مثل: أدب سيس، خرسيس، سكتر بره.

    وبعد أربع سنوات حافلة قضيتها في تركيا نقلت إلي روما، فانتقلت من ديكتاتورية أتاتورك إلي فاشستية موسوليني، وكما تعلمت التركية تعلمت الإيطالية، وأقبلت علي الأدب الإيطالي أغترف منه.

    في تلك السنوات بدأ اتصالي المباشر بالحضارة الأوروبية، وأخذت موقف التلميذ في الموسيقي والتصوير والمعارض والمتاحف والمسارح.

    مشاركة من د.صديق الحكيم
  • كنت أنا الابن الثالث بين إخوتي.. ولدت في 7 يناير سنة 1905 بحارة الميضة وراء مقام السيدة زينب في بيت ضئيل من أملاك وزارة الأوقاف. ورغم أننا غادرنا حي السيدة وأنا لا أزال طفلاً صغيرًا، فهيهات أن أنسي تأثيره علي حياتي وتكويني النفسي والفني، فما زلت إلي اليوم أعيش مع الست «ما شاء الله» بائعة الطعمية، والأسطي حسن حلاق الحي، وبائع الدقة.. ومع جموع الشحاذين والدراويش الملتفين حول مقام «الست».

    كانت والدتي شديدة التدين، مغرمة بقراءة القرآن الكريم وكتب الحديث والسيرة النبوية، وكانت تختار أسماء أبنائها من صفحات القرآن، فإذا اقترب موعد الوضع فتحت المصحف علي أي صفحة واختارت أول اسم يقابلها. وكثيرًا ما كانت تقرأ علينا صفحات من البخاري والغزالي ومقامات الحريري.

    وكان أبي مفتونــًا بالمتنبي يحفظ كثيرًا من شعره ويلقيه علينا في جلساتنا المسائية.. وكان مغرمًا بالقراءة إلي أبعد حد حتي أنه كان يقرأ وهو يسير في الطريق.. ومازلت أذكر كيف عاد لنا ذات يوم وجبهته مبطوحة قد نبتت فيها حبة زرقاء، فقد صدم عمود الترام وهو سائر يقرأ في صحيفة!

    وهكذا نشأت في بيئة تعشق القراءة.. والدتي وأبي.. وكذلك أخي الأكبر إبراهيم الذي يعرفه جميع باعة الكتب في مصر، جديدها وقديمها.. لقد كون لنفسه مكتبة عربية وإنجليزية كانت أول معين استقيت منه.

    مشاركة من د.صديق الحكيم
1
المؤلف
كل المؤلفون