اقتباسات من رواية الحب في المنفى

فعلمت أنه مثلي.. يتشبث بيقينه لكي لا ينتهي عالمه. لكي لا يضيع الحلم الذي دفعنا فيه ثمنا عمرا بأكمله!

أقصد إن كنت لا تستطيع أن تساعد غريقا فلماذا تتظاهر بأنك تمد إليه يدك؟ لماذا تعجل بغرقه؟ ولماذا تكرر هذا التظاهر مرة ومرتين ومائة مرة حتى تجعل منه حرفة؟

لماذا؟ ومتى بدأت الكلمات تصبح مجرد كلمات؟ الثورة والعروبة والاشتراكية والعدل؟ كلمات للمقالات والندوات ولكنها ليست للحياة! لم أفعل سوى ما كان يفعله غيري! أن نقنع الآخرين بكلماتنا. بالعدل والمساواة والثورة والتضحية، ولكننا نعيش مع ذلك كله في درجة أرفع

أظن أني ضيعت عمري أبحث عن واحدة تجمع بين كل المتناقضات ولم تخلق بعد...

‫ـ أو ربما كان يلزمك شيء من التواضع.

يتغير الإنسان في السجن. العواطف المشبوبة في خارجه تنطفئ داخل أسواره. كانت رسائلها إليَّ، على قِصَرها، ملتهبة بالحب والشوق، وكانت السطور التي أكتبها إليها خابية كالرماد، فاترة كأداء واجب ثقيل.

بدا أنها نسيت هذه الأشياء تماما وظللت أتساءل إن كانت هزيمة في الحب يمكن أن تفعل ذلك بالإنسان؟

نحن من بيروت مأساة ولدنا بوجوه وعقول مستعارة.

‫تولد الفكرة في السوق بغيا ثم تقضي العمر في لفق البكارة.

ولكني لما بدأت أشتهيها أصبحت ثرثارا. كنت أتحصن وراء جدار الكلمات لكي لا أفتضح، تتدافع كلماتي الفارغة جرارة ومسلية ومتتابعة، مثل شرنقة دودة عراها جنون الغزل فلا تستطيع أن تكف.

على الإنسان أن يحاول على الأقل أن يتصرف على أنه مخطئ لا أن يواصل الخداع.

كل شيء يمكن غفرانه إلا أن تكذب على نفسك وتكذب على الناس عن عمد

وظللت أتساءل إن كانت هزيمة في الحب يمكن أن تفعل ذلك بالإنسان؟

#A_A

أذهلتني ليلتها وفي الليالي الأخرى قدرتك على الحب: رغبتك في أن نقضي الليل كله ساهرين وفي أن نفعل كل شيء بعمق وكأنه لن يأتي أبدا أي غد كأن علينا أن نقتنص الفرحة لأننا لو لم نفعل الآن فستضيع إلى الأبد: كنا نتحاب وتصرين على أن أقرأ لك شعرا وتقرئين أنت لي ونخرج في عمق الليل لنتمشى في الشوارع الخالية الباردة متعانقين ثم نرجع لنستأنف كل شيء من جديد ولم أكن أصدق أنني معك، يمكن أن أكون فعلا دون عمر ولكني كنت أكثر حرصا منك على ألا تضيع لحظة واحدة من عرسنا الليلي المستمر.

لم تعد تقرأ غير الكتب التي تثبت لك أنك على حق وأن كل الآخرين على خطأ. ولكن احذر، احذر لأن كل الشرور التي عرفتها في الدنيا خرجت من هذا الكهف المعتم. تبدأ فكرة وتنتهي شرا: أنا على حق ورأيي هو الأفضل. أنا الأفضل إذن فالآخرون على ضلال.

أقصد إن كنت لا تستطيع أن تساعد غريقا فلماذا تتظاهر بأنك تمد إليه يدك؟

لماذا تعجل بغرقه؟ ولماذا تكرر هذا التظاهر مرة ومرتين ومائة مرة حتى تجعل منه حرفة؟