اقتباسات من كتاب أمل دنقل: الأعمال الكاملة

ومن سوف يخطبُ ـ في ساحة الشهداءِ ـ‏

‫سوى الجبناءِ؟‏

فالذي يحرس الأرض ليس الصيارف‏

‫إن الذي يحرس الأرض ربُّ الجنود‏

فالذي يحرس الأرض ليس الصيارف‏

‫إن الذي يحرس الأرض ربُّ الجنود‏

اذكريني!‏

‫فقد لوثَّتني العناوينُ في الصحفِ الخائنةْ!‏

‫لَوّنَتني.. لأنِّي منذ الهزيمةِ لا لون لي‏

‫(غير لون الضياع)‏

أنا نَدَمُ الغِد والبارحه‏

أنا نَدَمُ الغِد والبارحه‏

إنني أولُ الفقراء الذين يعيشون مُغتربينَ..‏

‫يموتون مُحتسبين لديَّ العزاءْ‏

هذه الأرضُ حسناء.. زينتُها الفقراءُ.. لهم تَتَطَّيبُ..‏

‫يعطونها الَحُبَّ.. تعطيهم النسلَ والكبرياءْ‏

ويُوَرِّثُ أبناءهَ دينه.. واسمهُ.. وقميص الفتَنْ‏

هل يبذر الملحَ‏

‫من يرتجي القمح حين يدورُ الزمنْ‏

أصبح الحبُ ملكًا لمن يملكون الثمنْ‏

يرقى السجينُ إلى سُدَّة العرشِ..‏

‫والعرشُ يصبح سجنًا جديدًا وأنتَ مكانكَ. قد‏

‫يتبدل رسمك واسمكَ. لكن جوهركَ الفردَ‏

‫لا يتَحوَّلُ. الصمتُ وشمكَ. والصمتُ وسمكَ‏

‫والصمتُ ـ حيث التَفَتَّ ـ يرين ويسمكُ‏

الشمسُ (هذه التي تأتي من الشرق بلا استحياء)‏

‫كيف تُرى تَمُرُّ فوق الضفة الأخرى..‏

‫ولا تجيء مطفَأه؟‏

‫والنسمةُ التي تَمُرُّ في هُبوبها على مخيَّم الأعداء ‏

‫كيف تُرى نَشُمُّها.. فلا تسدُّ الأنفَ؟‏

‫أو تحترقُ الرئهْ؟‏

تبكين؟ مَنَ تبكين؟‏

‫وأنتِ طولَ العمر ـ تَشْقَيْنَ.. وتحصدينْ..‏

‫مرارةَ الخيبهْ‏

‫وأنتِ ـ طولَ العمرِ تبقين وتنُجبينْ..‏

‫مقاتلين فمقاتلينَ.. في الحَلَبَهْ‏

يا ساقيةً دائرةً ينكسر الحنين..‏

‫في قلبها.. ونيلُك الجاري على خدِّ النجوع‏

‫مَجْرَى دموع‏

‫ضفافه: الأحزانُ والغربهْ..‏

العَلَمُ المنسوجُ من حلاوةِ النصر ومن مرارة النكبهْ‏

‫خيطًا من الحبِّ.. وخيطين من الدماء‏

‫العَلَمُ المنسوج من خيام اللاجئين للعراء‏

‫ومن مناديلِ وداع الأمَّهاتِ للجنود:‏

أموتُ والأعداءْ..‏

‫تدوسُ وجهَ الحقْ‏

‫«وما بجسمي موضع إلا وفيه طعنةُ برمحْ»‏

‫.. إلا وفيه جرُحْ..‏

‫إذَن‏

‫«فلا نامت عيونُ الجبُناء»‏

‫نقتُلُ.. أو نُقْتَلْ‏

‫هذا الخيَارُ الصعبْ‏

‫وشلنا بالرعبْ..‏

‫والغائبون في ترابِ الوطنِ ـ العدوْ‏

‫لايَرْجعون للبلادْ..‏

‫لا يخلعون معطفَ الوحشةِ عن مناكبِ الأعيادْ!‏

الظَّفْرُ لا يجدى..‏

‫ولا يجدي الدواء!‏

‫جَرَبٌ أوغلَ حتى الأفئده!!‏