اقتباسات من كتاب منتصف الليل

لا تفسر نواياك

أو غموض خطاك

لا تفسر رضاك

ستحتاج إلى عمرين كاملين

كي ترضي عابسًا واحدًا

حين تُلام

خذ طعنة اللوم بابتسامة قوية

والذين تُحِبُّهُمْ،

‫ستراهم مُتَقابِلينَ مع مَوْتِهِمْ،

‫كَتَقابُلِ الأَزْرارِ والعُرى

‫على صَدْرِ القَميصْ!

"أيها الراكض الأبدي ..

أيها الراكض نحوها

ما أطول المسافة !

كلما اقتربت من خط النهاية

أبعدوه عن دمعة إنتصارك

وغيروا مكانه

كأنك خلقت من تعب

كأنك خلقت للتعب

من عتبة الشمس

حتى شرفة القمر"

«هذا ما يَحْدُثُ عادةً،

‫ بعضُ السفن تَغْرَقُ قبل الإبحار.

‫ وبعض البداياتِ،

‫ نِهاية»!

لأن العالم لا تعجبه كل ملامح سكانه

ستسمى غرفتك العالم!

أحب نفسك حتى الغرور!

أيها الأعداءُ، "شيءٌ ما" يُثيرُ الشكَّ فيكُمْ،

ما الذي يَجْعلُكُمْ، في ذُروةِ النَّصْرِ عَلَيْنا،

خائِفِين؟!

خُذيني أنتِ إلى شُباّكِ نهارِكِ

‫كي نَنْظُرَ منهُ مَعاً

‫فأرى الطُّرُقاتِ أَقَلَّ غُباراً

‫وجَهَنَّمَ أكثَرَ أنْهاراً وكَمَنْجاتٍ

‫وزرابيَّ مُلَوَّنَةً تَتَّكِئينَ عليها

‫قولي إِسمي لأُحِبَّ اسمي!

‫تُعْجِبُني رائحةُ السَّرْوِ المفروكِ بصوتِكِ

‫تعْجِبُني قَفْزَتُكِ الآن من الكُلِّ

‫إلى نَفْسِكِ، يا بِنْتُ خُذيني!

ما رِعْشَةُ الأملِ الذي كانت

‫يداكَ تَجُرُّهُ

‫كالزَّوْرَقِ المدفون تحت الرمل

‫إن كنا سَنَسْتَثْنيكَ مِن مينائِنا

‫ويَعِزُّ أن نَسْتَرْجِعَكْ؟

‫ما نوبة الصَّحَيانِ

‫في أبراجِ هذا السورِ

‫إن لم نستطع أن

‫نَسْمَعَ الرأيَ المُغَطّى بالزهورِ

‫ونَسْمَعَكْ؟

ما أطْوَلَ المَسافة!

‫كلما اقتربتَ مِن خَطِّ النِّهايَةِ

‫أَبْعَدوهُ عن دَمْعةِ انتصارِكْ

‫وغَيَّروا مَكانَهْ!

‫كأنك خُلِقْتَ من تَعَبْ،

‫كأنك خُلِقْتَ للتَّعَبْ،

ستحتاجُ إلى عُمْرَيْنِ كامِلَيْنْ

‫كي تُرضيَ عابساً واحداً!

حنانُك يبدأ من خُطاك،

‫مِن حِذائِكَ المَلْهوفْ

‫الضحكةُ تَبْدَأُ مِن عَيْنَيْكْ

‫الغَضْبَةُ تَبْدَأُ مِن

‫رَغْبَتَكَ الأصليَّةِ في الغُفْرانْ!

أيها الراكضُ الأبديّ،

‫أيها الراكضُ نحوها،

‫ما أطْوَلَ المَسافة!

‫كلما اقتربتَ مِن خَطِّ النِّهايَةِ

‫أَبْعَدوهُ عن دَمْعةِ انتصارِكْ

‫وغَيَّروا مَكانَهْ!

‫كأنك خُلِقْتَ من تَعَبْ،

‫كأنك خُلِقْتَ للتَّعَبْ،

‫مِن عَتَبَةِ الشَّمْس

‫حتى شُرْفَةِ القَمَرْ

أيها الأعداءُ، «شيءٌ ما» يُثيرُ الشكَّ فيكُمْ،

‫ما الذي يَجْعلُكُمْ، في ذُروةِ النَّصْرِ عَلَيْنا،

‫خائِفِين؟!

أيها الأعداءُ صارَ الانتصارْ

‫عادةً يوميةً كالخُبزِ في أَفْرانِكُمْ

‫فلماذا هذه الهستيريا؟

‫ولماذا لا نَراكُمْ راقِصِينْ؟

‫كم مِن النَّصْرِ سَيَكْفيكُمْ لكي تَنْتَصِروا؟

يا صاحبَ السِّرِّ

‫لا تَشْرَحِ السرَّ فيكَ،

‫فما حاجةُ الغَيْمِ

‫أن يَشْرَحَ البَرْقَ والرَّعْدَ فيهِ

‫إذا كان عمّا قليلٍ

‫سَيَنْشُرُ أَوْصافَهُ حيثُ شاءَ!

‫كيف يا جائعَ الرّوحِ تبدو، أمامَ تكالُبِهِمْ

‫مُشْبَعاً بِرِضاك؟

‫كيف تبدو أَمامَ العِطاشِ الَّلحوحينَ

‫مُرْتَوِياً كالمجاديفِ في الموجِ!

‫لا تشتكي مِن أَحَدْ!

‫ولا تشتكي لأَِحَدْ!

سَيَظَلُّ نِصْفُكَ فَوْقَ هذي الحافَّةِ العُظمى

‫ونِصْفُكَ في العِناد

‫الريح لَكْ.

‫والموتُ لَكْ.

‫والهاوية

‫لو أنها نَطَقَتْ

‫لقالتْ (وهي تمسح جفنَها)

‫هذا فتىً، بين الهَلاكاتِ العديدةِ،

‫قد يَموتُ مِن الأَمَلْ!

نشتاق للموتى كما نشتاق للأَحْياءِ

‫يَكْذِبُ من يُكَذِّبُ قلبَهُ:

‫لا شيءَ يَعْدِلُ ساعَةً أُخرى مَعَكْ!