اقتباسات من رواية الأقدام السوداء

أصحاب «الأقدام السوداء» موجودون فـي كلِّ بلادنا، مع اختلاف سمتهم ومُسمَّيَاتهم وخُططهم لكلِّ بلد، وغيرهم من أعوان الدجّال -ذوي «الأقدام السوداء» أيضًا- الذين لا دين لهم ولا ديدن،‏ سوى السعي فـي الخراب وفعل الشر، وطمس النقاء والفطرة البيضاء بسواد خُطاهم. ألا تبًّا لمُفرقي الجماعات!

(الأقدام السوداء) أو ‏(Pides Noirs)‏،‏‏ أولئك الأوروبيون الذين ولدوا وعاشوا فـي «الجزائر» إبَّان الاحتلال الفرنسي، ويَدَّعُون أنَّ «الجزائر» إرثٌ للجميع، وأنَّهم يمتلكون فيها كما نمتلك نحن، ويطالبون بالعودة إليها وهم من «فرنسا» و«إيطاليا» و«أسبانيا» ومن «أوروبا الشرقيَّة» أيضًا، وأعدادهم هائلة، تفوق المليون فـي «فرنسا» فقط، وهم قوة ضغط كبيرة، يطالبون بعودة مَنْ يريد منهم وتعويض مَنْ لا يريد، وللعلم ففيهم مَنْ ما زال بيننا حتى الآن

الاحتلال الفرنسي هو أبشع أنواع الاحتلال، كان يعمل على طمس واستئصال اللغة والدين من قلوب الجزائريين، وسَلَكَ فـي ذلك شتَّى السبل وأقذرها من تعذيب وإبادة جماعيَّة كما تعلم، ومن تلك السبل وقف التعامل باللغة العربيَّة تمامًا، فـي شتى مناحي الحياة، فـي المدارس والمصالح الحكوميَّة والمُراسلات الرسميَّة، كان آباؤنا يُجبرون على تعلم الفرنسيَّة بمنتهى العُنف والقسوة، حتى أنَّهم كانوا يبيدون قُرىً ومُدنًا عن بَكْرَةِ أبيها، لو وجدوا رفضًا من بعض أهلها، نجحوا فـي زرع لغتهم على ألسنتنا وفـي أسمائنا وأوراقنا الرسميَّة، حتى أنَّهم كانوا يُكَنون العائلات بأسماء يضعونها هم بأيديهم فـي شهادات الميلاد، أسماء ما أقبحها!

الاحتلال الفرنسي هو أبشع أنواع الاحتلال، كان يعمل على طمس واستئصال اللغة والدين من قلوب الجزائريين، وسَلَكَ فـي ذلك شتَّى السبل وأقذرها من تعذيب وإبادة جماعيَّة كما تعلم، ومن تلك السبل وقف التعامل باللغة العربيَّة تمامًا، فـي شتى مناحي الحياة، فـي المدارس والمصالح الحكوميَّة والمُراسلات الرسميَّة، كان آباؤنا يُجبرون على تعلم الفرنسيَّة بمنتهى العُنف والقسوة، حتى أنَّهم كانوا يبيدون قُرىً ومُدنًا عن بَكْرَةِ أبيها، لو وجدوا رفضًا من بعض أهلها، نجحوا فـي زرع لغتهم على ألسنتنا وفـي أسمائنا وأوراقنا الرسميَّة، حتى أنَّهم كانوا يُكَنون العائلات بأسماء يضعونها هم بأيديهم فـي شهادات الميلاد، أسماء ما أقبحها!

لقب (أستاذ) لا تُقال هنا إلا للمتعلمين من عِليَة القوم، وكذلك لقب (سي) يقال للاحترام العظيم.‏

فالأماكن كالبشر لها أرواح تَهِيم وقلوب تَنبِض، منها ما تسكُن إليه وتألفُه روحُك بلا سببٍ واضح، ومنها ما تنفُر منه نفسك ولا ترتاح معه بلا سببٍ أيضًا.

فجموح الخيال هو القاسم المشترك بين ثلاثتهم، الموسيقى والقراءة والجيولوجيا.

علَّمتني كيف أقرأ وأكتب، فمنذ نعومة أظفاري لم تكن لترضى عني، إلّا عندما تجدني مُمسكًا بكتاب أو خاطًّا بقلم، أفضفض لها وأحكي، وتسألني ثُمَّ تُعَقِّب وتنصح، وعندما ننتهي، أجدني مُسارعًا لكتابة قصة أو قصيدة أو أغنيَّة، كانت الكتابة وسيلة أدون بها وأُسَجِّل ما يَعتمل فـي نفسي، وما يُؤثِّر فيها ويُحرِّكها،

فكلُّ مُجِدٍّ واصل، وكلُّ واصل مُكافَأ.

‏ألَا تبًا لمُفَرِّقي الجماعات.‏

فَبِهم من الدهاء والمكر، ما يجعلهم ينزعُون عن وجوههم أقنعة الجديَّة والشراسة، حالما يخفقُون فـي الوصول إلى مقاصدهم، ليرتدوا بَدلًا منها أقنعة الهدوء والطيبة الزائفة، كوسيلة أخرى من وسائلهم العديدة لتحقيق مآربهم. ‏

‫‎***‎

وكَمْ من حُكَّام وسَاسَة اعتلوا مناصبهم وظلوا فيها من خلالنا!، لأنَّهم يسيرون على نَهجِنا ويحققون أهدافنا.

تستطيع معنا إن كنتَ فنانًا، موسيقيًا أو رَسَّامًا أو نحاتًا أن تكون الأشهر فـي بلدك وبين عشيرتك، وأن يعرفك العالم كله، حتى لو كنت محدودَ الموهبة، ما أيسر هذا علينا، نستطيع فعلها بإيماءة!

لقد نَسِيَ «دوف» أنَّه أدَّى القسم المقدس، وأنَّ من يحنث بالقسم إنَّما يُعَرِّض نفسه، لخطر ينتظره حتى آخر لحظة من وجوده، هذا لو بَقِيَ على قيد الحياة من الأساس.‏

قوة واحدة، واحدة فقط تُعِين المرء على حُلفاء الشيطان هؤلاء، هي القوة الروحيَّة، تلك التى أستمدها من شيئين لا ثالث لهما، الدين والحب

وحدها -ولا سواها- هي آليَّات النجاح المُؤكَّد، الذكاء المُتمثل فـي العقل، والقوة المُتمثلة فـي المال، والسلاح المتمثل فـي العلم والمعدات والآلات، حالما تستخدم كلّ هؤلاء فـي التوقيت المثالي، فحتمًا ستصل إلى مَأرَبك، هكذا تعلَّمنا وبهذا نعتقد

عندما غادر «إدوين» المَبنَى، لم يكن يتوقع أنَّه سيكون بَطلًا على مسرح أحداث ستدور فصولها فـي الشهور المُقبلة، أحداث سَتَحمِل معها مفاجآت عظيمة، مفاجآت سيسري صداها بقوة فـي العالم بأسره، والأهمُّ من هذا؛ أنه سَيَفْتَح -بغير عَمدٍ- الباب على مصراعيه لأيد خفيَّة وقُوَى آثمة، قُوَى تتعاطى كل الرذائل، وتتفرغ تمامًا لفعل الشر، ستكون تلك المفاجآت إيذانًا لها كي تَستفحل، وتسيطر أكثر وأكثر؛ لتجوب بخُطاها أرجاء المعمورة قاطبةً، تَعِيثُ شرًّا وفسادًا… إنَّها «الأقدام السوداء».‏

فـي تاريخ مُنظَّمَتِنَا منذ نشأتها من قرون، سنسيطر بها على العالم أكثر وأكثر، بل سنملكه فـي يَدِنا كالخاتم فـي الإصبع، سنُوجِّهُ الجميع إلى حيث نريد، وبشتى الوسائل سنستقطِب الكل، علماءً، حكَّامًا، كُتَّابًا، فَنَّانِينَ، حاخَامَاتٍ، كَهَنَةً، رُهْبَانًا وشُيوخًا، الجميع سيَذْعَنُ، بإرادته أو بغير إرادته، بعلمه أو دون أن يعلم، ينبغى علينا أن نكون سادةً فـي كلِّ مكان وإلّا فلن نأمن فـي أيِّ مكان، هذا بالتأكيد من أجلِ تآخِي البشريَّة ورفاهيتها. أيُّها البَنَّاؤون عقيدتنا وأخلاقنا تبني ولا تهدم، تُنير العالم ولا تُظلمه، نحن النورانِيُّونَ، لدروب النور نسعى؛ وفيها نسير.‏

فلم تكُن تتوقع أو تتخيَّل، أو يَرِدُ حتى فـي أحلامها، أنَّ مَنْ تجلس من أجله وتترقَّبُه، سيكون سببًا رئيسًا فـي ثورة، ثورة حقيقيَّة تتغير بها أمور الدنيا جِذْرِيًّا، وتنقلب بها موازين الكوكب، ويتغيَّر معها شكل الحياة تمامًا، بالكليَّة إلى أن تقوم الساعة! ‏

ذوو «الأقـدام الســوداء» بدأوا مع بداية الخلق -دجّالون تعاطوا كل الرذائل، وتفرغوا تمامًا لفعل الشرِّ- ولكن بداياتهم تتجدد، وألاعيبهم تتحدَّد فـي كلِّ مرة، ألاعيب مُتنوعة وعديدة، بل لا حصرَ لها، لكلِّ زمن بداية جديدة ومُختلفة، بآلياتٍ جديدة ومُبتكرة، ولكلِّ بداية أسباب وقِصَّة خاصة، قِصَّة مُركَّبة ومُعقَّدة، ذوو «الأقدام السوداء» سيَهلكون، يقينًا سيهلكون، ولكن….. ‏

‫ ‏ليس قبل أن ينتهي العالَم. ‏