الأعوام الحلوة والسنوات المرة : مذكرات برزان التكريتي
تأليف
برزان التكريتي
(تأليف)
رجعت مسرعاً متوجهاً الى بيت الرئيس..
وصلت، فوجدت أبا عدي جالسا في الصالون يرتدي ملابس سبورت .. قال لي: هل تعرف ما حصل؟ قلت: لا!!، قال: جاء هذا المجنون (عدي) الى الرضوانية، وكان يؤشر بأصبعه نحوي قائلاً: اذهب الى زوجتك، يقصد أمه (أم عدي) . لقد كان تصرفه وحركته مهينة أمام الحماية، ولكن، لحسن الحظ، لم يكن المسدس في حزامي وإلا قتلته.. كانت أمه جالسة والأخوات سهام ونوال وبنات الرئيس، ووصل وطبان كذلك.. في هذه الأثناء دخل قصي يركض وهو يصرخ: لقد وصل، لقد وصل، استفسرت من ؟ أجاب: لقد وصل عدي من الرضوانية!!، قلت: أخبره لكي يدخل لنضع حدًا لهذه التصرفات، فأردف قصي قائلا: لكنَّه كان يحمل بيده بندقية ويريد أن يضرب بابا؟
خرجت مسرعاً ولحق بي وطبان، وجدناه أمام الدار الذي يسمى قصر القادسية، وبيده بندقية كلاشنكوف، اقتربنا منه محاولين أن نأخذ البندقية منه، ولكنه شعر بذلك، فتراجع للوراء وصوَّب البندقية نحونا، وعندما استمررنا بالمشي نحوه، أطلق عدة إطلاقات تحت أقدامنا، تكلمت معه بأسلوب ومفردات لا أذكرها لأنني كنت منزعجًا، بعد ذلك بدأ يبكي ورمى البندقية جانباً فأخذناه للداخل، وعند مدخل البيت شهر قصي مسدسه محاولاً ضرب أخاه، ولكنني نهرته وقلت له: إنك منافق وانتهازي وتحاول استغلال الفرصة، دخلنا للصالون الذي كان الرئيس يجلس فيه، طلبت من عدي أن يعتذر من أبيه ويقبِّله، فقام بما طلبت منه، وجلسنا... كان الوضع كتيبًا جداً، النساء يبكين طبعاً، عدنان خير اللّٰه لم يتحرك من مكانه ولم يتكلم بكلمة واحدة؟ ساد الجوَّ صمت فظيع... بعد ذلك بعشر دقائق او أكثر، تكلم الرئيس مخاطباً عدي: بعد ما حدث سوف لا اعتبرك ابني، وقال: إنك قاتل، وعليك تهيئة نفسك لتذهب الى مركز الشرطة لتسليم نفسك، لأن هذا هو الحل ..
عن الطبعة
- نشر سنة 2018
- 400 صفحة
- [ردمك 13] 9781773225838
-
دار سطور
تحميل الكتاب