اقتباسات من كتاب رسائل من التابعين

وإنَّ رِفقةَ السَّفيهِ الجاهل في قصرٍ يجعله قبراً،

‫ وصحبته في فضاءٍ واسعٍ يجعلك كأنَّما تتنفَّسُ من خرم إبرة!

قال الإمام أحمد: إنَّ لِي إخواناً ما ألقاهم في السَّنة إلا مرَّة،

‫ أنا أوثقُ في مودَّتهم ممَّن ألقى كلَّ يوم!

فقولُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: من لزِمَ الاستغفار،

‫ جعل الله له، من كلِّ همٍّ فرجاً، ومن كلِّ ضيقٍ مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب!

في كتابِ عيون الأخبار لابن قتيبة:

‫ قالتْ عليَّة بنت المهدي أخت هارون الرَّشيد:

‫ نحن نساءٌ مع رجالنا، رجالٌ مع غيرهم!

صعد إلى السَّماء السَّابعة ثمَّ عاد إلى الأرض،

‫ بقي يحلب شاته، ويخصِف نعله، ويجالس المساكين!

‫ والوضيع إذا دُعي إلى مؤتمرٍ تعالى على النَّاس كأنَّه كان عند العرش!

قال ابنُ تيمية في كتابه جامع المسائل:

‫ واللهِ إنَّ المسألة تُغلقُ في وجهي،

‫ فَأستغفِرُ اللهَ ألفَ مرَّةٍ، فتُفتح لي!

وقد تبلغُ المحبَّةُ بين المحبِّين أن يتألم أحدهما بتألم الآخر!

‫ يا صاحبي: وهلِ الحبُّ إلا صدى قلبٍ لقلبٍ؟!

‫ أن يُشاكَ حبيبُكَ بشوكةٍ في قدمه فتشعر بها في قلبكَ!

‫ وأن يحزنَ فتسْوَدَّ الدُّنيا في عينيكَ

قال الإمام الشّافعيُّ: أظلمُ النّاسِ لنفسِه، من رغبَ في مودَّةِ من زهِدَ به!

قال ابنُ الجوزيِّ في كتابِه صيد الخاطر:

‫ ينبغي أن تكتمَ بعضَ حُبِّك للولد، لأنَّه يتسلَّطُ عليك، ويُضيِّع مالكَ،

‫ ويُبالغ في الدَّلال، ويمتنِع عن التَّعلم والتَّأدب!

‫ يا صاحبي: إنَّما يُعرفُ العقلاء بالمعارك التي يتفادونها،

‫ لا بالمعارك التي يخوضونها!

ما جاهد الإنسان عدواً أشرسَ من نيَّته!

إنَّ اللِّسان ليس فيه عظمٌ، ولكنَّه يكسر العظم!

‫ ووقعُ الكلمة في النَّاس أشدُّ وجعاً من وقع السَّيْفَ،

‫ على أنَّ جرح السَّيف يبرأ، وجرح الكلمة يبقى ينِزُّ!

‫ كم كلمةٍ قيلت مزاحاً، فلم ينم من قيلت له ليلته تلك،

‫ وكم كلمةٍ قيلت على سبيل التندُّر وكسرتْ خاطر إنسان،

‫ وكم كلمةٍ حلوةٍ قيلت بقي أثرها في القلب أبدَ الدَّهر،

وقال لطفلٍ صغير يسأله عن عصفوره: يا أبا عُمير ما فعل النُّغير!

‫ النُّزول إلى مستويات النَّاس من أدب الأنبياء!

كان عمر بن الخطاب يقول: لو كُشفت حُجب الغيبِ،

‫ ما اختار العبدُ لنفسِه غير ما اختاره الله له!

قال الإمامُ الشَّافعيُّ: يُرسلُ اللهُ بعضَنا لبعضٍ رحماتٍ!

يا صاحبي: العبادات كهف اللهِ فمن دخله فقد أمِن!

‫ الأذَكار تِرسٌ يردُّ عنك الحسد!

‫ والصَّدقةَ خُوذَةٌ تمَنعُ عنك الشَّرَّ!

‫ والتَّسبيح سَعَةُ الضِّيق، ولولا أن كان يونس من المسبِّحين لهلك في بطن الحوت!

‫ والعقيدة الصَّحيحة خندق حَامٍ!

الأولادُ لا يسمعون ما نقول وإنَّما يرون ما نفعل!

‫ لهذا فإنَّ التربية الصَّحيحة تكون بالقدوة لا بالتنظير!

‫ بِرَّ أبويكَ أمام أولادك، يبرُّكَ أولادُك!

إنَّ أهل الصَّلاح منشغلون بطاعاتهم لا يعرفون غيرها،

‫ وأهل الآثام منشغلون بآثامهم لا يعرفون غيرها،

من أراد الرَّاحة،

‫ فليُخرجِ الخلقَ من قلبه حتَّى يستريحَ!

يا صاحبي: من ظنَّ أن يسلم من النَّاس فإنَّه لا يعرفُ النَّاس!