اقتباسات من كتاب رسائل من التابعين

إنَّ الصّداقة بالمودَّة لا بالمدَّة، وبالنّقاء لا باللقاء!

فاللهمَّ زيِّن لنا عطاءك بالشُّكر، ومنعكَ بالصَّبر!

يا صاحبي: كما تمشي على رؤوسِ أصابعك كي لا تزعج نائماً،

‫ امشِ على رُؤوس كلماتكَ كي لا تكسر خاطراً!

قال ابنُ القيِّم في كتابِه مدارج السِّالكين:

‫ يأبى اللهُ أن يُدخلَ النَّاس الجنَّةَ فُرادى،

‫ فَكُلُّ صُحبةِ يدخلون الجنَّة سويّاً!

‫ واقرأ قوله تعالى: ﴿وَسيقَ الَّذينَ اتَّقَوا رَبَّهُم إِلَى الجَنَّةِ زُمَرًا﴾

من النُّضجِ أن تعلم أن بعض المعارك ربحها في خسارتها!

قال ابنُ القيِّم في كتابه عُدَّة الصَّابرين:

‫ علامةُ موتِ القلبِ ألا تُؤلِمُه جِراحات الذُّنوب!

لكلِّ شيءٍ ثمن، فلا تطمحْ للحصاد ما لم يكن لكَ زرع!

قالَ ابنُ القيِّم في كتابهِ مدارج السَّالكين:

‫ من النَّاس من طبعه طبع خنزيرٍ، يمرُّ بالطَّيِّبات فلا يلتفت لها،

‫ ويرى المحاسن فلا يحفظها ولا ينقلها،

‫ وإذا رأى سقطةً أو كلمةً عوراء وجد بُغيته وجعلها فاكهته!

يحسبُ العصاة أنَّه إذا سَلِمَ رزقهم فقد سَلِمُوا!

قال الإمامُ القُشَيرِيُّ: لم يكن يعقوبُ يصبر على فراقِ يوسف،

‫ ولكن أذِنَ لإخوته بأخذه لعلمه أنَّه يأنسُ باللَّعب،

‫ هكذا المُحبُّ يُؤثرُ راحة محبوبه على راحته!

‫ الودُّ بالودِّ، والزُّهد بالزُّهد!

❞ سبحان من جعل للقلوب أسراراً لا يدركها العقل،

⁠‫وللمشاعر أسباباً لا تخضع للمنطق! ❝

نحن لا نُعاتب إلَّا الذين نريد بقاءهم،

‫ الذين لا نريد بقاءهم أقلُّ شأناً من أن نعاتبهم!

النّبيلُ يكتبُ إحسانه إلى النَّاس على الرِّمال ليُمحى!

‫ ويحفرُ إحسان النَّاس إليه على الصَّخر ليبقى!

سمع المأمون أبا العتاهية يُنشِد:

‫ وإنِّي لَمُشتاقٌ إلى ظلِّ صاحبٍ، يروقُ ويصفو إن كَدِرتُ عليه!

‫ فقال له: خُذْ مني الخلافة، وأعطِني هذا الصَّاحب!

أسهلُ شيءٍ على الإنسان أن يتحدَّث عمَّا في قلوب النَّاس،

‫ وأصعب شيءٍ أن يتحدَّث عمَّا في قلبه!

وقديماً قالت العرب: لا تأمن لأحدٍ حتَّى تُخاصِمَه!

‫ فإن خاصمتَه فلم تهُن عليه فهذا هو صاحبُك!

‫ وإن خاصمتَه ففجرَ في الخصومة فهو لم يكن يوماً صاحبُكَ!

قال الإمام الشّافعيُّ: أظلمُ النّاسِ لنفسِه، من رغبَ في مودَّةِ من زهِدَ به!

لولا الهجرُ ما أَنِسَ المُحِبُّون بِلَذَّة الوصل،

الإخوان يُعرفون عند الحوائج، لأنَّ كلَّ النَّاسِ في الرَّخاء أصدقاء،

‫ وشرُّ الإخوان هو الخاذلُ لإخوانه عند الحاجة!

‫ يا صاحبي: ما قيمةُ الصُّحبة إذا احتجتُكَ فلم أجدكَ؟!

‫ ما قيمة أن نضحك معاً، ثمَّ تتركني أبكي وحدي؟!

‫ ما قيمة أن تشاركني لحظات الصَّفوِ، ولا تشاركني لحظات الكَدر؟!