اقتباسات من رواية إيراث : رحم الطين

‫ الطِّيـنُ يتجمَّعُ، يتكثَّفُ، يلتفُّ حول نفسِه، إلى أنْ بدأتْ أطرافٌ بشريَّةٌ تنبثقُ منه، أيادٍ تتشبَّثُ بالمجهولِ، عيونٌ تنفتحُ بلا رؤية

‫ الطِّيـنُ يتجمَّعُ، يتكثَّفُ، يلتفُّ حول نفسِه، إلى أنْ بدأتْ أطرافٌ بشريَّةٌ تنبثقُ منه، أيادٍ تتشبَّثُ بالمجهولِ، عيونٌ تنفتحُ بلا رؤية

‫ فجأةً ظلامٌ، ظلامٌ دامسٌ، ويرون الأرضَ، لا شيءَ عليها، لا عشبَ، لا ظلَّ، لا أنفاسَ، فقطِ الطِّينُ يتقلَّبُ تحْتَ قدمَي الماردِ.

الأرضُ نيِّئةٌ، بدا طينُها يهتزُّ مثْل صدرٍ يحتضرُ، والرِّيحُ لمْ تزل وليدةً، تتعثَّرُ بين الصُّخورِ، والماءُ يهمسُ في جوفِ التُّرابِ، والسَّماءُ وحدها تصيحُ، تئزُّ، تزأرُ، والرَّعدُ يكسر السّكونَ كفأسٍ تنهال على جذعِ شجرةٍ، والبرقُ ينشب مخالبَه في جسدِ اللَّيلِ، يشقّه نصفيْن، يسكب منه نورًا خامدًا كدمعةٍ متحجِّرةٍ.

فكان في الظُّلماتِ ثلاثًا: ظلمةُ الطِّينِ، وظلمةُ السُّقوطِ، وظلمةُ الصَّمتِ.

(الآنَ أدْرَكتُ، أنا رَحِمُ الأرْضِ، أنا الامْتِدَادُ الذي كُنتمْ تفتَقِدونَهُ، أنتمْ البِذرةُ، وأنا الشَّجَرةُ. مِنَ الآن، لَنْ تَحتاجُ الأرْضُ حُفْرةً لتَخلِق الحَياةَ، فأنا الحُفْرةُ، وأنا الحَياةُ).

‫ باسْمِك يا باسطَ المُعْجزاتِ،

‫ نَكتبُ ما لمْ يُكتَب مِنْ قبْل.