حطاب ولقمتي جمرة
تأليف
علي العمري
(تأليف)
أوضاعي هذه الأيامَ آخذةٌ في التَّحسُّنِ، على الرغمِ من أنَّ مخاوفي كثيرةٌ لا أكاد أحصها: فأنا أخافُ أن يطرق بابي نذلٌ آخرَ ليلٍ وأنا مشغول بجَردِ خسائري. أخافُ من استكانةٍ أفرطتْ في عبوديتِها. أخافُ من فهمي الذي يزدادُ سوءاً كلَّ يوم. أخافُ من طولِ إقامتي على هذه الحافةِ التي بدأتْ تَنْشَطرُ كفَمِ هاوية. أخاف من الساعةِ التي لابدَّ أن تقوم. أخاف من أن أنتهي مخبولاً يطارده الصبيةُ بالحجارة. أخاف من ضغائني وقد صرتُ مسموماً. أخاف من الصوتِ الذي يُغرِني لأكونَ دجالاً، والآخرَ الذي يتمنَّى لو يجعلُ مني مَسْخَرةً. أخاف على عقلي إذا تشدَّدَ مُتَسلِّحاً ببراهينَ واهية. أخافُ من هُمودِ روحي الذي قد يصبح موتاً. أخاف من أن أكونَ الحَفَّارَ الذي لن يجدَ قبرَه. أخاف، ومع ذلك فأوضاعي هذه الأيامَ آخذةٌ في التَّحَسُّن.