شق الريح
تأليف
أحمد أبو خنيجر
(تأليف)
"تدافعَ الخلق نحو الشَّط، الكل حريصٌ على ألا يفوتَه جزءٌ من المشاهدة، فهذا واحدٌ من المشاهد نادرِ الحدوث والتكرار، وسيبقى حديثًا حيًّا في ذاكرة مَن رأى؛ حبل الغطاسين علقَ بشيء ثقيلٍ وبدَا ساكنًا، الخطاطيف أمسكتْ به، حاولوا جرَّه وهزَّه أكثرَ من مرَّة، غير أنه ظلَّ ثابتًا، وراح أحدُ الغطاسين يتأكد من تمام لبسِه ومعدّاته قبل أن يقفزَ غاطسًا في الماء العميق للنهر، حبستِ الأنفاسُ على الشط، وتزايد القلق على وَجه الابن، وقال رجلٌ عجوز يُظلل عينيه بيدِه ويضيِّقهما بشدَّة: معقولة يعني.. البحر يبلع مَركب كبيرة بقلعها. وأنزلَ يدَه وضرب كفًّا بكف، قبل أن يعود لتَظليل عينيه".