الشاعر والطفل والحجر
تأليف
فتحي عبد السميع
(تأليف)
وأنت تقرأ هذا الكتاب لابد وأن تشعر في كل صفحة، بل وكل فقرة، أن هناك طاقة شعرية متدفقة تتخلل هذا النص، وتنتشر عبر صفحاته وأفكاره وسطوره، وكأنه يكتب هنا نصا موازيا لكتاباته الشعرية الخالصة، أو أنه يكتب نصا يمزج بين إبداعاته الشعرية، وكتاباته وأطروحاته النظرية أو البحثية عن الثأر والقربان والمقدس والمهمشين.
يكتب فتحي عبد السميع عبر هذا الكتاب من خلال لغة متدفقة فيها الكثير من التأويلات والإشراقات والاستبصارات والاستبطانات والخبرات المتراكمة، فيجمع في كتابته بين طزاجة الطفولة وعفويتها ورصانة الحكماء وبعد نظراتهم، ويذهب إلى ما وراء الواقع المعطى المباشر، إلى عوالم بكر لم تكتشف بعد، إلى آفاق لا محدودة وقارات مجهولة داخل الوعي أو اللا وعى الإنساني، الفردي والجمعي على حد سواء.
هذا كتاب جميل وشديد العميق، يصعب تلخيصه أو حصره في كلمات أو صفحات قليلة، وهو شديد المتعة والفائدة بالنسبة لهؤلاء الذين يهتمون بديناميات عمليات الإبداع من الدارسين والنقاد والقراء عامة، وهو أشبه أيضا بشهادة إبداعية طويلة مفعمة بالحيوية والمرونة والحرية والصدق والإرادة واللا إرادة، والثقافة.
د شاكر عبد الحميد