جمهرة المقالات : المجلد الثاني - في التراجم والسير
تأليف
عباس محمود العقاد
(تأليف)
أحمد رجب حجازي
(مراجعة)
عبد الرازق عيسى
(إعداد)
عاش الأستاذ العقاد حياته راهبًا في محراب الفكر؛ حيث رفض الزواج مؤثرًا التفرغ للقراءة والتأليف، فأخرج لنا عشرات الكتب وآلاف المقالات فى شتى فروع المعرفة ومختلف شعاب الفكر، كالتاريخ والفلسفة والأدب والسياسة والدين.
ومن أهم أبواب الكتابة التي عُني بها العقاد تراجم الأعلام، وقد أفردنا لمقالاته التي تندرج تحت هذا الباب مجلدًا خاصًّا، وأما المقالات التي يضمها هذا المجلد فهي -وإن كانت عن تراجم الأعلام أيضًا- تختلف عن كتابات العقاد عمن ترجم لهم في مقالاته الأخرى؛ لأنها تتمحور حول من التقي بهم العقاد وعرفهم معرفة شخصية، فهي تصوِّر لنا إذن جانبًا مهمًّا من ذكريات العقاد وسيرته، وفي الوقت نفسه تقدم مادة غزيرة عن هذه الشخصيات، وهي في مجملها مادة نادرة لا نكاد نقف على نظير لها في المصادر الأخرى؛ لأنها نتاج علاقات شخصية مباشرة، تتراوح بين علاقات العمل وعلاقات الصداقة الحميمة التي تتخللها بالضرورة مواقف شديدة الخصوصية .
لقد تحدث العقاد عن عدد من الشخصيات التي قابلها مثل الغازي مختار باشا القومسير العثماني فى مصر، وإميل لودفيج، وسعد زغلول الذي يرسم لنا العقاد بما كتبه عنه من مقالات لوحة متكاملة كانت نتاج لقاءات ومناقشات معه. وحين يتحدث العقاد عن المازني، فإنه يحكي مواقف وطرائف حدثت بينهما، وكثير منها غير معروف لجمهرة القراء، وهي أيضًا مادة خصبة تساعد فى دراسة المازني وشكرى وأحمد حافظ عوض وعزيز أباظة وغيرهم من الأعلام الذين ارتبط بهم العقاد ارتباطًا وثيقًا.