اقتباسات من رواية دفتر اليعسوب

كُرهنا للأشياء لا يعني -أبدًا- استعدادنا لمفارقتها.‏

كُرهنا للأشياء لا يعني -أبدًا- استعدادنا لمفارقتها.‏

كُرهنا للأشياء لا يعني -أبدًا- استعدادنا لمفارقتها.‏

فلو علمتِ ما هو مصيركِ كيف ستتحرَّكين في سبيل حصده؟!‏

لكن أن تُعاد صياغة الأحداث وفق أهواء الشخصيات والذين صرتُ أنا واحدةً منهم يجعلُ مصيري في هذا المكان مجهولًا.‏

فهمتُ لماذا ملامح وجهي تبدو في صورةٍ متكاملة لم تكنها قط في الحقيقة؛ هذا لأننا -معشر الكتاب- نبالغ في وصف أبطالنا، نهبهم جمالًا لم ينَله بشريٌ أبدًا

أعطيتها كل شيء لكنني لم أعطها الحياة! ومن ذا الذي يقدر على إحياء أبطال قصصه؟ الأمر برمَّته ضربٌ من ضروب الجنون بلا شك..

ترى غائبيك مرّةً أخرى بعد موتهم أشبه بدخولك الجنة

من عادة الأميرات الطاعة، لكنكِ نسيتِ أن من عادة المحاربين المقاومة!‏

ولم أعهد للحبِّ سوى مشاعر خاصة جدًا؛ كتلك التي شعرتُ بها ذات يوم تجاه هارون!‏

هكذا اعتدتُ من قلمي خلال فترة الكتابة على أيّة حال؛ فهو بارعٌ في تسيير الأحداث والشخصيات وفق هواه هو… وأنا لا أعصي كلمةً لقلمي!‏

ثلاثة أشهر في عرف الكتابة وأهلها فترة قصيرة جدًا لإنهاء مسودّة عمل أدبي، لكن في عرفي أنا كانت تكفي وتفيض؛ فأنا فتاة مريضةٌ بالكتابة، معجونةٌ بها، تلاحقني الكلمات، وتطاردني الجمل حتى داخل أحلامي. ربَّما حظيتُ بعقلٍ يعمل بطاقةٍ مجنونة تفوق الحد الطبيعي، الأمر الذي يجعلني أتخلّص من حمولة أفكاره الزائدة على هيئة قصص لن يقرأها أحد سواي.‏

ومنذ متى يملك الإنسان حيلةً على قلبه؟‏

عند التفكير في العودة، جذبت أنظاري لافتةً موضوعةً أعلى محلٍ بجواري: "مكتبة العهد الجديد"، وكم كان عنوانها حلمًا بعيدًا لبائسةٍ مثلي! "عهد جديد؟ ليت لي عهدًا جديدًا به أبدأ قصتي مرّةً أخرى"!‏

يقال أن هناك بعض البشر يستطيعون الشعور باقتراب أجلهم، وبصراحة، منذ مدة، وأنا أشعر أنَّ تلك الأنفاس التي تسكنني لا تخصني، وأنني قريبًا سأتركها لمن يرثها من خلفي.‏

- ربما كان رحيلكم نعمةً لكم، لكنَّ المؤكد لديَّ أن بقائي حيَّةً ليس سوى لعنة كبيرة، انظروا إلى حالي وأطلقوا حكمًا عادلًا على وضعي دونكم.. أنا ميتة، لا تغتروا بهذا النفس الخادع الذي يسكنني، لقد رحلتُ منذ رحلتم، وجسدي العالق بهذه الحياة المملة يؤرِّق راحتي المنشودة في الحياة الآخرة.. لمَ لم يأتِ أحدكم لاصطحابي إلى اليوم؟ لمَ تأخرتم عني كل هذه المدة؟! أحتاجكم، أقسم أنني أحتاجكم وبشدة

فأن تسأل كاتبًا لماذا تكتب، مثل سؤالك لطائرٍ لماذا يطير؛ أنا طائرٌ مشاغبٌ كثير الرّفرفة، وطالما وهبني الخالق أجنحةً، فمؤكّدٌ -إذن- أنني بحاجةٍ ماسّةٍ لاستخدامها، ولا أتوقّع أنَّ سؤال أحدهم لي عن سبب طيراني إذ ذاك سيكون شيئًا منطقيًا.‏

أعلم أنّني أجيد الكتابة، وأنها تسكنني دون رغبةٍ منّي حتّى، وأنني سأخلع ثيابي الآن، وأتناول وجبتي، ثم أركنُ إلى مكتبي وأباشرها كأنني لم أرَ تلك الرسالة قط. إنّها مرضي الذي يرافقني منذ كنتُ صغيرة، ولا أجد له شفاءً.‏

الدروب التي أقطعها طويلة.. طويلةٌ جدًّا، لا لشيءٍ سوى لأنني أمضي فيها وحيدة.‏

"الشيء الوحيد الذي يدفعني للجنون أكثر من الكتابة، ‏

‫‏هو عدم الكتابة"‏