مقدمة هذا العمل شهادة ونقد شخصي وهو أيضاً لوح مزدوج لصور أدبية تُعقد معاً في إطار محكم ويتجه اللوح المزدوج نحو المستقبل؛ ويُعْقَد الإطارُ في صمتٍ وأمل. في البرولوج، أجادل أنَّ الأدب تبنّى موقفاً جديداً تجاه ذاته، وأنَّ الصمتَ استعارتُه- وفي حالة موت الاستعارة، سوف يصبح الصمتُ الحالةَ التي تميل إليها أنتروبيا اللغة والناتج أدبٌ مضاد والتوجّه الذي يعبّر عنه هذا الأدب حكمٌ على أنفسنا في زمن الانتهاك ورؤيا نهاية العالم شخصان نموذجيان هما هنري ميلر وصامويل بيكيت، يتمُّ اقتراحهما بوصفهما أستاذيْ الأدب المضاد. في القسم الأوّل، أخصّص ثلاثة فصول لمناقشة هنري ميلر وأحاول أن أظل قريباً
أدب الصمت - هنري هيلر وصامويل بيكيت
نبذة عن الكتاب
في البرولوج، أجادل أنَّ الأدب تبنّى موقفاً جديداً تجاه ذاته، وأن الصمت استعارته – وفي حالة موت الاستعارة، سوف يصبح الصمت الحالة التي تميل إليها أنتروبيا اللغة. والناتج أدب مضاد. والتوجّه الذي يعبّر عنه هذا الأدب حكم على أنفسنا في زمن الانتهاك ورؤيا نهاية العالم. شخصان نموذجیان هما هنري ميلر وصامويل بيكيت، يتم اقتراحهما بوصفهما أستاذي الأدب المضاد. في القسم الأوّل، أخصص ثلاثة فصول لمناقشة هنري ميلر. وأحاول أن أظل قريباً من سطح الرجل ومن عمله، لأن ميلر يكشف عن نفسه بطريقة أفضل على مستوى السطح. ولقد كرّرت المحاولة نفسها في الفصول الثلاثة حول صامويل بيكيت، التي تؤلّف القسم الثاني، إلَّا أنّ بيكيت كائن ينتمي للأعماق وتقتضينا إكراهاته أن نضيق أعيننا، وأن نحد أبصارنا.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 268 صفحة
- [ردمك 13] 9789922985947
- شهريار للنشر والترجمة
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب أدب الصمت - هنري هيلر وصامويل بيكيت
مشاركة من رجب البهوتى
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Abeer
يقول إيهاب حسن في خاتمة كتابه:
«كان هدفي مع ذلك أكثر تواضعاً: أن أدرج أدب الصمت ضمن الأهداف الأكبر للخيال المعاصر، وبذا أمنحه فضل خطأ أكبر أو أمل ثاقب يمكن تقاسمه بحرّية. »
تلخص الجملة دوافعه في تأمل أدب ما بعد الحداثة، وتحديدًا عند هنري ميلر وصامويل بيكيت، عبر عدسة “الصمت” كاحتجاج.
يرى إيهاب حسن أن الصمت تجربة وجودية نشأت عن فشل اللغة والعقل في احتواء كينونة الإنسان الحديث. فما عاد العقل يقود إلى المعنى، وما عادت اللغة وسيلة للنجاة. أمام هذا الانهيار، تبلور شكلان من أشكال الأدب:
-الأول عند هنري ميلر: يعبر عن الصمت عبر الانفجار والفوضى، من خلال لغة جسدية، شهوانية، تفيض بالحياة والغضب.
- والآخر عند صامويل بيكيت: على النقيض يمثل الصمت بالتلاشي، بالانكماش، عبر شخصيات منهكة عاجزة، تستمر في الثرثرة لأنها لا تعرف كيف تتوقف، تبحث في الكلام عن معنى.
هذا الصمت، بحسب إيهاب حسن موقفًا فلسفيًا ضد زيف اللغة وانهيار التواصل. وكلا الكاتبين ينتميان لعالم ما بعد الحداثة وهو عالم هُدم من الداخل، بلا يقين، أو مرجعية، أو مركز.
ويمتد التحليل إلى ما بعد ثنائية بيكيت/ميلر، حيث يُطرح الصمت بوصفه شكلًا جديدًا من الكتابة، يوازي بين الفراغ والاحتمال كمحاولة للمس أقصى درجات الصدق في عالم خاوي.
الكتاب فلسفي ويحتاج إلى قراءة متأنية لكن برأيي هو كتاب مهم لفهم أدب بيكيت وميلر.
«كان الصوفيون يعتقدون دائماً أنَّ طريق الهبوط هو أيضاً طريق الخروج، وبأنَّ نهايات الأشياء تنبئ أيضاً ببدايات جديدة؛ التجاوز السلبي، كما نسمّيه اليوم، هو شكل من التجاوز برغم ذلك. ومن ثمَّ، فإنَّ الصمت في الأدب لا ينذر بالضرورة بموت الروح.»