أطفال الشاي > مراجعات رواية أطفال الشاي
مراجعات رواية أطفال الشاي
ماذا كان رأي القرّاء برواية أطفال الشاي؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
أطفال الشاي
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Avin Hamo
كنتُ أظنّ أنني قرأتُ كل الحكايات التي يمكن أن تقال عن النساء، حتى فتحتُ رواية "أطفال الشاي" لمروى علي الدين. لم أقرأها، بل جلستُ أمامها كما تجلس طفلة على الأرض، تصبّ الشاي لجدةٍ تعرف كل الأسرار. لم أكن مستعدة لكل هذا الصدق.
سعاد، البطلة التي لا تبحث عن بطولة، تضع ظلّها أمامنا وتقول: خذوه كما هو، مجروحًا، صامتًا، متشظيًا. وظلّها ليس خيالًا في الضوء، بل جسدٌ موازٍ، عاشقٌ للهرب، يحمل كل الندوب التي لم تُقال. وحين تمشي سعاد في المدينة، لا تمشي على رصيف، بل تمشي على ذاكرة الجدة، على صوت أم تحذّرها من كل شيء، على كدمات ظهرت من حلمٍ ولم تختفِ في اليقظة.
مروى علي الدين لا تروي حكاية امرأة، بل تكشف طبقات كاملة من الإناث المخفيات في قلب كل امرأة. الجدة سكينة، العاملة رحمة، المثقفة زيزي، كل واحدة تقول لنا شيئًا عن معنى أن تكوني "أنثى" في مكان لا يريدك كاملة.
الرواية لا تصرخ، لا تقفز من حدث لحدث، بل تنقّط مشاهد كأنها تضع سكرًا في الشاي: حذرًا، بعناية، لكن الطعم يبقى في الذاكرة طويلًا.
وما إن وصلتُ إلى الجملة الأخيرة، حتى فهمت أن البطلات لم يغادرن الرواية بل انتقلن للجلوس على حافة قلبي.
السابق | 1 | التالي |