اقتباسات نورية تشالاغان

الحبُّ شيءٌ لا يحبُّ الكلام… الحبُّ هو الامتنان للوجود… طلب الشكر…

Nuriye Çeleğen

الحسد من ضعف الإيمان. يقوم الحسد على أساس الاعتقاد بعدم إعطاء النعمة لصاحبها الحقيقيِّ.

‫ لم يمرَّ وقت طويل حتَّى بدأت نار الحسد تشتعل ما بين علماء بغداد. طالما أنَّ النفس موجودة، فلا بدَّ أنَّ الحسد سيكون موجوداً.

‫ «اللَّهُمَّ إنَّا نَعوذُ بوَصْلِكَ مِنْ صَدِّكَ، وبِقُرْبِكَ مِنْ طَرْدِكَ، فاجْعَلْنا مِنْ أهلِ طاعَتِكَ ورِفْدِك، وأهِّلْنا لِشُكْرِكَ وحَمْدِك، يا أرحمَ الرَّاحمين».

لا يمكن التفكير في أنَّ قلوب الناس سليمة، في وقتٍ كانت فيه الفوضى منتشرة في بغداد والعالم الإسلاميّ إلى هذا الحدِّ. فإذا كانت الفوضى منتشرة في مكانٍ ما، فهذا يعني أنَّ الفوضى موجودة في قلب الإنسان وفي إيمانه. كان يجب ضبط القلوب أولاً، فالتصحيح يبدأ من المكان المعطوب. إذا وُجد تعفُّن في القلب، فإنَّ الرائحة تخرج من الدائرة السياسيَّة.

‫ أولئك الذين لا يحبُّون آلامهم لا يمكن أن يصلوا إلى الحبِّ… العبد مَن يحبُّ امتحانه…

كان الطفل موسى وحده في مياه النيل، وقد بكت الأمُّ على طفلها الذي احتضنته المياه، إلى جانبها، من دون أن تُظهر ذلك لأحد. ومريم كانت بمفردها في بيت المقدس، والأبواب مقفلة عليها. ثمَّ خرجت من الكهف منفردة بعد أن ولدت طفلها، عيسى اليسوع، وحملته بين ذراعيها.

‫ كانت الوحدة بئراً عميقة، وكان كلُّ أولئك الذين دخلوا تلك البئر قد خرجوا أشرافاً.

لأنَّ قيمة الإنسان في قربه من ربِّه تتمثَّل في نَوْح قلبه، وبكاء عينيه.

كان العشق يتدفَّق من العينين البريئتين الخاليتين من الخطيئة، إلى القلب. كان العشق مكافأة للعينين المحافظتين المحتشمتين. كان تدفُّق العشق - من قلبينا، البكر - مع عبد الله بلا خطايا، ومن أعيننا البريئة مثل الماء البارد…

أن تكوني بنتاً عروساً يعني أنَّكِ تكبرينَ مع الولادة وهدهدة الأطفال. العروس يُراد لها أن تذهبَ معَ الدّعاء، لكنَّها حينما تغادر تصحبها الدّموع أيضاً. تكون العروس سعيدةً وحزينةً…تبكي من ناحية، وتغادر من ناحية أخرى. ومع ذلك كلِّه يظلِّلها جمال ساذج حتَّى في بكائها. تكون الدموع في عينيها، والسعادة في قلبها.

حينما تأتي إلى مرتبة الحمد - أعلى مرتبة من مراتب التوحيد - يتجلَّى الصمت؛ لهذا، كانت مريم صامتة… الشكر ينتهي إلى الصمت، والشاكر لا يعترض. كنَّا في لحظات الطاعة… كان هناك نور يتسلَّل إلى قدرنا…

❞ أنَّ الحبَّ نار أوقدها الله، لكنَّها نار تطفئ المعصية. الحبُّ إكرام للقلب النقيِّ. ❝

❞ كانت العزلة سرَّ النبيّ؛ ألم يكن جدُّنا إبراهيم - عليه السلام - وحيداً في النار؟ أوَلَم يغضب نوح من قومه فاعتزلهم؟ ويوسف، ألم يكن وحيداً في البئر، ويعقوب في الشوق، وعيسى في السماء، وزكريا تحت المنشار؟ ❝

الموت الذي لا حياة فيه هو موتي عن جنسي من الخلق فلا أراهم في الضرِّ والنفع. ‏وموتي عن نفسي وهوائي وإرادتي ومنائي في الدنيا والآخرة، فلا أحسّ بجميع ذلك ولا أجد. ‏وأمَّا الحياة التي لا موت فيها، فحياتي بفعل ربِّى عزَّ وجلَّ بلا وجودي فيه، والموت في ذلك وجودي معه عزَّ وجلَّ، فكانت هذه الإرادة أنفس إرادة أردتها مُذ عقلتُ.

الإنسان مسافر، والحياة رحلة غريبة، وفي هذه الرحلة يوجد العديد من الحواجز والعوائق، سواء في العالم الداخليِّ أم العالم الخارجيِّ. تجاوزتُ الحواجز الموجودة في العالم الخارجيِّ كافَّة، ولم يبقَ لي أيُّ حاجز في عالمي الداخليِّ.

ومن خلال ترديد «لا حول» كنت أشعر بعجزي، وألجأ إلى ربِّي. كنت أعبِّر عن نقطة الاعتماد على ربِّي الموجودة في قلبي، ومن خلال هذا العجز، كنت أعتمد على ربِّي. بعد ذلك، أقول: «ولا قوَّة». أفهم وقتها أنَّ الذي يُبعد الشرور عنَّا هو فقط مَن يقدِّم لنا الخير. حينها أدرك سرَّ الفقر. تصبح نقطةُ القلب التي تطلب النجدة والمدد واضحة، وكنت أذكر هذه القوَّة مع المدد

بدأتُ حرباً حقيقيَّة مع الشياطين. وأمَّا السلاح الذي استخدمته في حربي هذه فقد كان:

‫ «لا حول ولا قوَّة إلَّا بالله العليِّ العظيم».

‫ تتغذَّى النفس بالطعام، وكلَّما أكل الإنسان أحبَّ نفسه أكثر. قلبُ النفس هي المعدة. وحينما تعمل هذه يتحقَّق حبُّ النفس. فالإنسان بحجم معدته، والمعدة هي أكبر مرحلة في الطريق المعنويَّة.

فبقدر قلب الإنسان يتجلَّى الصبر،

‫ وينفد صبر الإنسان بقدر هواه.

الكلمة التي تمسُّ القلب تصعد إلى العرش. كم يتشابه مصير الإنسان مع كلامه! لقد أتينا إلى حيِّز الوجود بوعد، وكان اختبارنا بوعد قد قطعناه، ولسوف يتشبَّث العالم الروحيّ بأيدي الكلام، ويتدفَّق… حمداً لله أن جعل ربِّي كلامه للقلب.