اقتباسات نورا ناجي

التخلي عن كل شيء يمنع الخوف من التسلل إلى القلب

التخلي عن كل شيء يمنع الخوف من التسلل إلى القلب

كلنا نسخ مكررة لهاجس واحد.

كلنا في النهاية، مجرد أسماء تنتظر قوائمها.

ثمَّة إنسان مات في كل مكان على هذه الأرض، كل حجر، كل ذرة تراب، كل رصيف وكل شارع وكل بيت وغرفة ودرجات سلم وشرفة، كل حيِّز صغير، مات فيه شخص ما في زمان ما. كيف نفرُّ من أماكن الموت؟ وكيف نتجنب الخطو فوق بقعة تحمل ثقله؟

للموت ثقلًا لا يختفي

هل دمي الذي غطى بلوفر مصطفى طاهر أيضًا؟ هل سينسى مصطفى مشهدي وأنا أهوي؟ سينسى تعبيرات وجهي وهي تتجمد، ونفسي وهو ينقطع؟ ورائحتي وهي تتلاشى شيئًا فشيئًا؟ هل ستنساني مها؟ تنسى شكلي في أول لقاء بيننا وأنا أركض في مكاني داخل كرة شفافة كبيرة؟ بالتأكيد بدا منظري مضحكًا. فيم كنت أفكر؟ في التعبير عن رأيي؟ تعبير كلفني ساعات من عمري القصير قضيتها داخل غرفة مغلقة أتأمل السماء من شباك مفتوح على الرغم من أنه كان بالنسبة لي مغلقًا بطبقة لزجة شفافة، طبقة عازلة، عزلت مشاعري وعزلت أفكاري، وعزلتني عن قوتي، عن فني، وعن كل ما تمنيتُ التعبير عنه.

ما الذي سيتغيَّر في حياة أحبائي؟ ستظل مها ترتدي الأسود، وربما تستبدل أمي الأسود بالأزرق، وربما تسأل عني ليلى فيخبرونها أنني في مكان أجمل. سيكتئب مصطفى قليلًا ثم سينشغل بمشاريعه ومعارضه، ربما يهدي معرضه القادم لي، سيكتب على كتيب العرض إلى روح سعد البيومي. ربما سيظل يتذكرني كلما عكف على مشروع جديد، لكن في الحياة ما الذي سيتغير؟ لن يتغيَّر شيء سوى غيابي. وأنا لن أشعر به، على العكس، اليوم، أشعر بحضوري أكثر من أي وقت مضى.

الأسود لون الأغاني، لأن الحزن فيها غالب على الفرح. تتضارب جميع الأحاسيس في الأسود، لأنه قادر على تلويثها ببطشة واحدة، مثلما يغيِّر الألوان الصريحة بنقاط قليلة، يغير الأصفر إلى زيتي، والأزرق إلى نيلي، والأبيض إلى رمادي، والصراحة إلى ملاوعة. يكره الجميع الأسود وتحبه المرأة الراغبة في التلاشي، تختاره الفتيات في بداية مراهقتهن لإخفاء أنوثة خجلى، ويختبئ داخله القتلة في الليل، الأسود لون الإخفاء، ولون الفقد، ولون القلوب التي توقفت عن النبض وهي لا تزال على قيد الحياة..

أنظر حولي في كل مكان، كل شارع ومقهى وقاعة درس وبيت، وأرى ما خلف الأقنعة الزائفة. ثمَّة دموع متجمدة في عيون البشر، ثمَّة دموع خفية في الجو، دموع متبخرة ربما، نستنشقها لتتحول إلى دموع جديدة كل يوم.

كل من حولنا يملكون أسبابًا للحزن، وكلنا نسير في صمت وكأننا لا نشعر بشيء، لكننا نشعر بكل شيء.

أنت تعرف الجملة الدائمة التي يخبرونك بها عن الكتب، كيف أنها نافذة تحملك لعوالم أخرى. جملة صادقة فعلًا. كانت الكتب طريقي للهرب، ملاذي إلى عالم مثالي، بعيدًا عن هذا العالم

كان كل شيء مختلفًا، العمارات القبيحة تحيط بالكورنيش، الذي لم يعد كورنيشًا، تساءلت أين البحر؟ لم أره من المتاريس المحيطة به، أسوار عالية، وكازينوهات تغلق الرؤية.

صارت السماء بعيدة جدا، ملامحي لم تعد كما كانت، وبشرتي الشاحبة صارت أكثر شحوبًا.

❞ أبي مجرد رجل أحمق ووغد أتمنى أن يموت محترقًا وانتهينا، لا يمثل لي أكثر من ذلك. ❝

❞ أبي مجرد رجل أحمق ووغد أتمنى أن يموت محترقًا وانتهينا، لا يمثل لي أكثر من ذلك. ❝

❞ أبي مجرد رجل أحمق ووغد أتمنى أن يموت محترقًا وانتهينا، لا يمثل لي أكثر من ذلك. ❝

نحن كُتبٌ مُغلقة خادعة الأغلفة، كتابي كان بغلاف مُلون صاخب، لكن صفحاته كانت رمادية كئيبة، تُمرِض مَن يقرؤه.

‫ يأتي الموت فجأة لينتزع من نُحبهم من وسطنا قبل أن نخبرهم بكل شيء.

عطب الروح يحدث من كلمة واحدة، من فعل واحد، من موقف، ربما يمر مرور الكرام وقتها، لكنه يظل هناك كامنًا، ليخرج هكذا، في ميلة رأس على عنق، في موتٍ مفاجئ.