اقتباسات محمد توفيق

يعلّق الخال ساخرًا: «هو في حد عاقل يروح يجيب لنفسه رئيس؟ إذا كان رئيس الوحدة اللي كنت فيها طلع هو اللي مبلّغ عني مباحث الأمن!».

يأخذون خبرًا بأن الشيخ محمود سيصلِّي بهم التراويح أو أنه سوف يلقي عظة قبل صلاة فإنهم يهرولون ويملؤون المسجد؛ فقد كان صوته رخيمًا به غُنَّة وأصداء، وكان القلب يرتعش حين يستمع إليه -على وصف الخال الأبنودي- فلم يكن يهدد المصلين بجهنم وبئس المصير، ولم يكن يتوعدهم بكل عقاب أليم، وإنما كنت تحب أن تستمع إليه، فتكتشف أن الإسلام دين السماحة والحق والعدل، وأن أبواب التوبة لا تُغلَق أبدًا، وكيف تغلَق أبواب الغفور الرحيم؟!

‫ كان صوته في الخطابة رنانًّا ذا أصداف وأمواج، وكانت قراءته القرآن وترتيله كالتغريد الغنيّ بإيمان عميق وتصديق حقيقي.

ليس مَن يحيا خارج السجن كمن هو داخله.

‫ إن السجين يظل يفكر في الانتقام ممن وَشَوا به أو زجُّوا به في هذا المأزق الذي لا يبدو أن لزمنه نهاية.

لو كان الله أعطاني الفحولة الهائلة وضخامة البدن التي وهبها لحامل الترس الأعظم، زعيم التروسة، جدي الأعظم، لما كنت ارتميت على صدر الشعر الذي أُمُّه الرِّقة وأبوه الرغبة في الدفاع عن النفس

«المبدع بطبيعته يملك عقلًا حرًّا، ولا يمكن أن تضعه في قالب ثابت؛ لذلك يأتي له الحساب مثل (عفريت العلبة)، كله مربعات على مثلثات ورموز مش مفهومة، ويدخلك في عالم هندسة مقفول وأنت العالم بتاعك حر، وتجد الشاطر في الحساب مايعرفش حاجة غيره، أما العربي فبراح، وفيه لا تؤمن بأن واحدًا وواحدًا يساويان اثنين على الإطلاق».

إن الشعر أنقذني من السجن المدني لكنه قبض الثمن حين زجَّ بي إلى زنازين السجن السياسي»!

مهنة الرعاة هي مهنة الأنبياء -مثلما يصفها الخال- «يا تطلع منها نبي يا تطلع شاعر»! لكثرة ما فيها من تأمل للطبيعة والناس.

وانا صبي..

‫ ساعات باقول الحكمة مايقولهاش نبي

‫ وساعات غبي

‫ تلميذ.. وبُكرة.. آه يا بُكرة..

‫ حابْقَى فيك أستاذ

‫ وباشِبّ واطْلَع والحبيبة ف إيدي.. والسِّلِّم قِزاز.

وانا صبي..

‫ ساعات باقول الحكمة مايقولهاش نبي

‫ وساعات غبي

‫ تلميذ.. وبُكرة.. آه يا بُكرة..

‫ حابْقَى فيك أستاذ

‫ وباشِبّ واطْلَع والحبيبة ف إيدي.. والسِّلِّم قِزاز.

وانا صبي..

‫ ساعات باقول الحكمة مايقولهاش نبي

‫ وساعات غبي

‫ تلميذ.. وبُكرة.. آه يا بُكرة..

‫ حابْقَى فيك أستاذ

‫ وباشِبّ واطْلَع والحبيبة ف إيدي.. والسِّلِّم قِزاز.

أنه يرى أن الشاعر الحق لا بد أن يمر بثلاث تجارب رئيسية هي: أن يعيش أجواء الحرب، ويدخل السجن، ويأنس بالحب.

هيَّ البطولة تعيش اسمك

‫ ولا البطولة أنك تعيش؟!

بدا أن الجميع قد أتى ليودِّع خاله، وليس الشاعر الكبير؛ فالشاعر لا يموت، والشعر لا يسكن القبر.

فقد صنع عبد الناصر ما لم يصنعه حاكم عربي آخر، فهو مزيج بين فكر ورؤية محمد علي، وثورية أحمد عرابي، وزعامة سعد زغلول، ومحبة مصطفى النحاس، لكن الظروف العالمية وقفت ضده وأجهضت مشروعه.

السجن لم يجعل الأبنودي يفقد صوابه مثل كثيرين، ولم يجعله يكره سجانه.

‫ ظل متصالحًا مع هذه التجربة بل يرى أنه كان لا بد منها حتى يكتمل البناء الشعري له، فهو يرى أن الشاعر الحق لا بد أن يمر بثلاث تجارب رئيسية: أن يعيش أجواء الحرب، وأن يدخل السجن، وأن يأنس بالحب، وقد مر بالثلاث.

فاكر يامنة.. وفاكر الوش؟

‫ إوعى تصدقها الدنيا

‫ غِشّ ف غِشّ!!

‫ إذا جاك الموت يا ولدي

‫ مُوت على طول

‫ وانا صبي..

‫ ساعات باقول الحكمة مايقولهاش نبي

‫ وساعات غبي

‫ تلميذ.. وبُكرة.. آه يا بُكرة..

‫ حابْقَى فيك أستاذ

‫ وباشِبّ واطْلَع والحبيبة ف إيدي.. والسِّلِّم قِزاز.

-مثلما أكد هربرت شيللر- لأنه لكي يكون التضليل ناجحًا لا بد أن يشعر المضللون بأن كل شيء على طبيعته وأن يؤمن الشعب الذي يجري تضليله بحياد مؤسساته.

قال الفيلسوف الأمريكي جورج سنتيانا: «الذين لا يقرؤون التاريخ هم فقط المحكوم عليهم بتكراره».

‫ وأيضًا ما قاله موشيه ديان بعد هزيمة 67 عندما سُئل: «لماذا هُزم العرب؟»، فأجاب: «لأنهم لايقرؤون»

قال الفيلسوف الأمريكي جورج سنتيانا: «الذين لا يقرؤون التاريخ هم فقط المحكوم عليهم بتكراره».