المؤلفون > عزة رشاد > اقتباسات عزة رشاد

اقتباسات عزة رشاد

اقتباسات ومقتطفات من مؤلفات عزة رشاد .استمتع بقراءتها أو أضف اقتباساتك المفضّلة.

عزة رشاد

عدل معلومات المؤلف لتغيير تاريخ الميلاد أو البلد

اقتباسات

كن أول من يضيف اقتباس

  • ينتفش بفمي خبز القمح الناعم الذي تقطعه أمي إلى أرباع صغيرة لا تملأ فم واحد من أخوي محشوة بجبن الفلامنك الذي أغرق البقالات رغم أنه بلا طعم، فيدور لساني يبحث عن الذرات اللذيذة الخشنة لخبز الذرة، الذي كانت جدتي توصي جارتها القديمة بخبزه لنا، نغمسه في اللبن الرائب أو نحشوه بجبن القريش، الذي تضيف له الزلعة نكهة الفخار المريحة.

    أغمر نفسي بالماء في حوض حمامنا الجديد فتفاجئني رائحة البحر مختبئة بروحي، تربكني الذاكرة العنيدة بهجمة الطعوم والروائح والنكهات، أتلفت حولي، لا أعرف أين أنا؟

    مشاركة من Mohamed Osama ، من كتاب

    ذاكرة التيه

  • من أرض إلى أرض، ومن بيت إلى بيت، حسبما تقذف بي الريح أرسو.

    مشاركة من Mohamed Osama ، من كتاب

    ذاكرة التيه

  • أتسلل في غيابه إلى الغرفة المسكونة بالرهبة والغموض ستارة معتمة وإضاءة خافتة كأنها تتعمد أن تخبئ شيئاً بالتواطؤ مع جدران عالية مغطاة بصناديق الكتب، ومكتب قديم أحيط بصور وقصاصات أوراق تدفع بالمساحة الصغيرة إلى اتساع الأزمنة البعيدة، يداهمني التاريخ بطعمه الحاد وسطوته الطاغية..

    أرى دولاً تنهار وأمجاداً تندثر في سلسلة من المطامع والمكائد، التحالفات والانقسامات والمساومات التي يضيع فيها وجه الإنسان عبر أنفاق وجسور وسرادي،ب معارك ودماء وخارطة تتشظى. في ذلك الوقت كنا أقوى الأمم، وفي آخر بدا الانهيار محققاً، هكذا في تبادل هزلي للأدوار عبر التاريخ، يفتح أمامي البوابات اللانهائية للتساؤل حتى أحس رئتي كثيفتين بذرات غبار أزلي فانزع قدمي بجهد لأبتعد، خشية التورط في متاعب أبي، خشية أن يصيبني ما أصابه.

    مشاركة من Mohamed Osama ، من كتاب

    ذاكرة التيه

  • أغلق عليّ باب حجرتي وأبقى أستمع إلى مسامرتهم في الخارج، في خارج ذاتي، ثم أحاول أن أنساهم، صاروا يمرون بي ولا أراهم، أسترق النظر نحو شرفة جارتنا ذات الثوب الشفاف فأجدها مغلقة، أرفع رأسي للصفاء السماوي أتابع سرب النجوم الذي تعرفت عليه حين كنا نتسلق سلالم الخدم إلى الأسطح العالية لنراقب الظهور المباغت للنجوم، فيشير منتصر إلى سرب صغير متردد كطفل ضل طريقه مطلقاً عليه "النجوم الأكثر ألفة" التي نبقى نتأملها ونحدثها بأمانينا لفترة قبل أن نعتلي في الظلام ظهور الأفاعي المسكونة بالرعب لتعود من حيث أتينا. النجوم الأليفة تبدو الآن سربا من الغائبين.

    مشاركة من Mohamed Osama ، من كتاب

    ذاكرة التيه

  • تأتي ابنة عمي لزيارتنا بفطير وجبن وكرانيش كبيرة من الدانتيلا المفرغة على صدرها، تحدثني عن لحظات الحب المختلسة تحت الأشجار الوارفة وخلف عرانيس الذرة، ثم تهديني عطر زهور الحناء الذي يتلاعب بالقلوب ويجلب الحب.

    ابنة خالي تحمل لي مجلات الأزياء الحديثة وجونلة قصيرة ناعمة - لم ألبسها أبداً - وتفاجئني بألوان صاخبة على وجهها، وقصص من أحبوها وسقطوا عند قدميها، ثم تهديني العطر الفرنسي الذي يفتك بالقلوب ويجلب الحب.

    استفيق على خوائي.. لا أجد لي عطراً خاصاً.. ولا حكايا، خطواتي قصيرة، تنتهي قبل أن تبدأ، لِمَ لا يصبح قلبي قادراً على المنح لا المنع؟ على الأخذ لا الصد؟ أهرب من ضآلتي بأعينهما و أصيح:

    - الحب كلام فارغ شوفوا العالم تعرفوا الأهم.

    مشاركة من Mohamed Osama ، من كتاب

    ذاكرة التيه

  • جدتي لم تكن تميل لذلك الغناء، كانت تحب أن تسمع غريب الدار من فم جارتنا أخت عم سعد البوسطجي التي ما كانت تجد السلوى بعد رحيل زوجها سوى في الغناء والثرثرة مع جدتي. لعم سعد وجه بشوش وأسنان بيضاء تكشف سمرة بشرته وطيبة قلبه، السمع صوته فأجري أحملق بوجهه في المرات التي يكون لديه شيء لي، أراه جميلاً.. فرحا وفخوراً بنفسه وبمهنته، حتى أرغب في القفز لأتعلق بعنقه لولا الخجل و.. عيني جدتي، أما في المرات الأخرى فأراه يشيح بعينيه عني، يغالب إحساساً بالخجل وقلة الحيلة.

    مشاركة من Mohamed Osama ، من كتاب

    ذاكرة التيه

  • تراني جدتي منحنية على ثروتي الشحيحة من الكلمات أفرغها من الصندوق الذي احفظها به كل فترة لأعيد قراءتها وتحري تواريخها، فأكتشف أن السنين تمر .. دونهم، واكتشف غضبي، لأنهم نسوني وراحوا. تراني جدتي متجهمة فلا تربت ظهري بحنان كما كانت تفعل أمي لا تطبطب على لتواسيني، ولا تلومني حين تراني أنزع الأزرار الملونة من الثياب الجديدة التي كانوا يحضرونها لي في إجازاتهم القصيرة، ربما كانت تدرك أن بي حاجة حقيقية لأصد شيئاً يخصهم.

    مشاركة من Mohamed Osama ، من كتاب

    ذاكرة التيه

  • خط أمي متعرج، ثقيل الحبر يرهق عيني، رسائلها القصيرة كانت تحمل وصاياها التي تكررها في كل مرة كأنها لم تكتب لي سوى رسالة واحدة خلال تلك السنوات:

    - لا تتكلمي كثيراً، إياك أن تعصي جدتك، لا تضيعي الوقت. لا تفعلي، لا تفعلي. وتنسى أمي أن تذكر لي ما يجب أن أفعل، أبقى أسيرة لرغباتي الجامحة في التجريب.

    مشاركة من Mohamed Osama ، من كتاب

    ذاكرة التيه

  • كان اسمها فرح، أو هكذا كنت أسمي تلك البنت المفلوجة الأسنان التي لا تكف عن الضحك مخفية صوتها بوضع يدها فوق فمها حين يفاجئنا صوت خشن لأحد الكبار ومبقية على بهجة عينيها المكابرتين كانت في مثل طولي نتسلق انحناءة الشارع الصاعد كي تصل للجزار ، البقال والمكوجي. أعطيه المريلة الكاكي ثم ننحرف يمينا في طريق عودتنا نحو العطار لنشتري النشوق لجدتي ونعود بأحمالنا الثقيلة.. وبقايا التعليقات المدهشة التي سمعناها من الباعة والمارة تضحك وهي تمد يدها لتأخذ بعض الأكياس من يدي التي تنوء بحملها سريعاً، أغتاظ من ضحكها.. هي الأصغر والأقوى مني ثم أعود لمحبتها حين أحس بارتياح يدي.

    مشاركة من Mohamed Osama ، من كتاب

    ذاكرة التيه

  • افلت يدي من يد أمي، أهرول لأتمرغ فوق الرمال الساكنة، تبتلعني ثم تلفظني برفق، يمنحني الأفق اللامتناهي وفرة من الأمان تستعصي على الفهم لمن لا يرى في البحر سوى الأمواج الهادرة. في أذني وشوشة الريح، تهدهد روحي، استمر في العدو وراء طائرتي الورقية فينشلح ثوبي القصير المنفوش، تضحك أمي ولا ينثني عزمي عن متابعة الطيران في مركز دائرة يشكل سرب النوارس البيضاء محيطها البهي.

    مشاركة من Mohamed Osama ، من كتاب

    ذاكرة التيه

  • ❞ ربما أحتاج لقلبٍ شابٍ غض، قلبٍ أبيض نظيف بدلاً من هذا المحتقن بالنيكوتين والانفعالات، وجراحة لن تستغرق سوى بضع دقائق، سوف أنجح إثرها، في الغالب، في تمديد عمري قليلاً حتى أبصق غضبي ونقمتي وقنوطي في وجه العالم، أو في مؤخرته، ما دام عمري كله لم يمنحني برهانًا على أن هناك من يستحق الحب، فأموت لأجله.. «راضية». ❝

    مشاركة من Mohamed Osama ، من كتاب

    حائط غاندي

  • ❞ منح الأديب «يحيى حقي» بطله لمصلحة البريد التي حمَّلته الأمانة في حقيبة صغيرة، يُعلِّقها على كتفه ويجوب بركوبته القرى والكفور، يوزع أظرفًا مغلقة، لكن بمجرد تسليمها للمرسل إليه، يدرك «البوسطجي» من ملامحه وأفعاله ما كان يحمله له: هناك جوابات تُفرح الناس، وأخرى تفعل العكس، يتنهد البوسطجي وربما يتفكه بما على الأظرف المتبقية من أغلاط الإملاء والعناوين متمتمًا: الحقيبة أكبر من حجمها، الحقيبة مستودع أسرار… ❝

    مشاركة من Mohamed Osama ، من كتاب

    حائط غاندي

  • تمنحها حرارة الجو التي دفعت الناس للاحتماء بجدران بيوتهم الفرصة لكي تمشي وحدها وتشعر أنها تمتلك هذه الشوارع بهوائها الحار وأشجارها اليابسة وأبوابها المغلقة، لاترغب في العودة إلى البيت الآن، تحب هذه الساعة الأخيرة من النهار، قبل هبوط الليل وصحو المخاوف من الاصطدام بعساكر الإنجليز المسلحين في أول الليل، السكارى في آخره، وفيما عدا ذلك فهي لا تخاف شيئًا في الشوارع التي تعرفها كما تعرف ملامح وجهها، فمنذ بلغت الخامسة من عمرها وهي تجوب الأسواق بدلاً من أمها، أو من أبيها، وصولاً إلى السنوات التي امتلأت فيها الشوارع والناس بالهتافات: عاشت مصر حرة مستقلة ..

    مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

    شجرة اللبخ

  • بعد شهرٍ واحد وجدت نفسها تحت هذا الرجل، في فراشِ عطره بالورود، تدخل كلمات غزله الصارخة أذنها اليمنى وتخرج في الحال من اليسرى لاصطدام عينيها بضلفة الدولاب التي علق عليها بندقية وبلطة وسكينًا معقوفًا، وغيرها من أدوات لا تعرف اسمها لكنها تفزعها، إضافة إلى أن الطبنجة الميري التي تطل من سرواله الذي خلعه على السرير بجوارها لاتنفك تدفع برائحة البارود إلى أنفها، تلتفت وتتوسل الأمان من صندوق صغير كانت قد جمعت فيه بوحها للورق بحبها ولوعتها وصدمتها في همّام، كي لا تمنح الفرصة لمدكور ليسلبها كينونتها في فراش فرّت منه الورود، لقد تعلمت الدرس ، صدت كل محاولاته لجذبها، فظل تواصله من طرفٍ واحد ...

    مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

    شجرة اللبخ

  • "تُصغي لدور "كنت فين" لعبده الحامولي، بصوت عدنان، فينحفر في وجدانها، صارت تحمله وتهرب إلى ممرات البيت الخاوية، أو تسرع إلى المطبخ وتصر على تقطيع البصل كي تتخذ من رائحته النفاذة مبررًا لتحرير دموعٍ تهفو للانعتاق وتخشى المساءلة، يحملها اللحن قوف أجنحة الوجد، فتهيم بخيالاتٍ عن حياةٍ لم تجرؤ على الحلم بها من قبل، ترسم بيوتًا مشرعة للسماء ترتفع من داخلها الضحكات وأنَّات الفرح .."

    مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

    شجرة اللبخ

  • تُصغي لدور "كنت فين" لعبده الحامولي، بصوت عدنان، فينحفر في وجدانها، صارت تحمله وتهرب إلى ممرات البيت الخاوية، أو تسرع إلى المطبخ وتصر على تقطيع البصل كي تتخذ من رائحته النفاذة مبررًا لتحرير دموعٍ تهفو للانعتاق وتخشى المساءلة، يحملها اللحن قوف أجنحة الوجد، فتهيم بخيالاتٍ عن حياةٍ لم تجرؤ على الحلم بها من قبل، ترسم بيوتًا مشرعة للسماء ترتفع من داخلها الضحكات وأنَّات الفرح، عالمًا دون جدران تنزع داخلها التعاسة، صارت تقضي النهارات في حالة متلبّسة بين الوجود والغياب، في انتظار وصول رضوان وامتلاء القاعة بضيوفه، تقترب على مهلٍ وتُصغي: ترى ماذا سيغني لي هذه الليلة؟

    مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

    شجرة اللبخ

  • ذلك هو سري معهم،

    ذلك هو شبهي بهم،

    أولئك الذين يجافيهم النوم ويبقون عالقين في سماوات الحلم البعيدة،

    لأنهم يمقتون أن يكونوا صوراً أو ظلالاً،

    لأن كل منهم يحاول أن يجد مساره الخاص،

    حتى لو ألقت به حقيقته الخاصة إلى أكثر الطرق وعورة،

    لأنهم يدركون أنهم ليسوا من العباقرة،

    ولا يمتلكون أية مزايا خارقة،

    مشاركة من فريق أبجد ، من كتاب

    ذاكرة التيه

1