ذاكرة التيه > اقتباسات من رواية ذاكرة التيه > اقتباس

أتسلل في غيابه إلى الغرفة المسكونة بالرهبة والغموض ستارة معتمة وإضاءة خافتة كأنها تتعمد أن تخبئ شيئاً بالتواطؤ مع جدران عالية مغطاة بصناديق الكتب، ومكتب قديم أحيط بصور وقصاصات أوراق تدفع بالمساحة الصغيرة إلى اتساع الأزمنة البعيدة، يداهمني التاريخ بطعمه الحاد وسطوته الطاغية..

أرى دولاً تنهار وأمجاداً تندثر في سلسلة من المطامع والمكائد، التحالفات والانقسامات والمساومات التي يضيع فيها وجه الإنسان عبر أنفاق وجسور وسرادي،ب معارك ودماء وخارطة تتشظى. في ذلك الوقت كنا أقوى الأمم، وفي آخر بدا الانهيار محققاً، هكذا في تبادل هزلي للأدوار عبر التاريخ، يفتح أمامي البوابات اللانهائية للتساؤل حتى أحس رئتي كثيفتين بذرات غبار أزلي فانزع قدمي بجهد لأبتعد، خشية التورط في متاعب أبي، خشية أن يصيبني ما أصابه.

مشاركة من Mohamed Osama ، من كتاب

ذاكرة التيه

هذا الاقتباس من رواية

ذاكرة التيه - عزة رشاد

ذاكرة التيه

تأليف (تأليف) 4.2
أبلغوني عند توفره