كتابات هيكل بين المصداقية والموضوعية > مراجعات كتاب كتابات هيكل بين المصداقية والموضوعية > مراجعة نور إسماعيل

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

■ مراجعة عن كتاب "كتابات هيكل بين المصدقية والموضوعية"

■ تأليف: د/ يحيى حسن عمر

■ صادر عن: دار العربي للنشر والتوزيع

■ اللغة: لغة عربية فصحى راقية

■ عدد الصفحات: ٥٣٧ على تطبيق أبجد

---

■ نبذة عن الكاتب:

الدكتور يحيى حسن عمر هو مهندس ومؤرخ مصري، حاصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة عين شمس عام 1995، وماجستير الهندسة من نفس الجامعة عام 2000. كما حصل على دبلوم دراسات إسلامية من المعهد العالي للدراسات الإسلامية بالقاهرة عام 2001، ولديه ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2004، وماجستير في التاريخ من جامعة القاهرة عام 2017.

من بين مؤلفاته البارزة كتاب "كتابات هيكل بين المصداقية والموضوعية"، الذي نُشر عام 2019 عن دار العربي للنشر والتوزيع. يتناول الكتاب تحليلًا نقديًا لكتابات الصحفي المصري محمد حسنين هيكل، مسلطًا الضوء على مدى مصداقيتها وموضوعيتها. وقد أُقيمت ندوة لمناقشة الكتاب في مكتبة مصر الجديدة العامة في 15 أكتوبر 2019. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الدكتور يحيى حسن عمر عضوًا في اتحاد الكتاب المصريين، وله إسهامات بحثية وأكاديمية في مجالات الهندسة والتاريخ والإعلام.

---

■ فكرة الكتاب:

هي جزء من رسالة ماجيستير للكاتب الباحث والمؤرخ يحيى حسن عمر نوقشت في نوفمبر ٢٠١٧، وعنوانها "تاريخ مصر في كتابات هيكل".

وقد جمع الكاتب المادة العلمية عن طريق تجميع وتحليل مقالات الكاتب التي تتعرض للتاريخ المصري، وأرشيفات جرائد الأهرام والأخبار والهلال وروزاليوسف، ومادة شفهية من عدد من الشخصيات التي عاصرت هيكل، ومنهم قائد سرب طيران حرب أكتوبر وحسين كروم، له كتاب أيضًا عن هيكل، وعبدالرحيم نافع.

> "رغم الأهمية البالغة لكتابات هيكل التأريخية فإن المكتبة الأكاديمية العربية ظلت تعاني حتى الآن من ندرة الأبحاث الاكاديمية التي تتناول بالنقد والتقييم إنتاج هذا الكتاب".

---

■ حبكة الكتاب:

تركز الكتاب على عدد أربع فصول، تجول بنا داخلهم الكتاب بتنوع لا يثير الملل، فمثلًا تناول في البداية في الفصل الأول تسليط الضوء على حياة هيكل ونشأته ومسيرته وكتاباته عبر الحقب المختلفة.

أما عن الفصل الثاني فكان يتمحور حول الموضوعية ونسبتها ووجودها في كتابات هيكل، وقد تناول الكاتب هذا بشكل كبير بالبحث الدقيق والموضوعي دون تحيز في ١٤٠٠ مقال وتحقيق صحفي وحوار قدمه هيكل، و٥٦ كتابًا في عهد الملك فاروق، و٧ في عهد عبدالناصر، و١١ في عهد السادات، و٦ تجميع مقالات، و٣٤ كتابًا في عهد مبارك.

أما عن الفصل الثالث فقد ألقى الكاتب فيه الضوء على المصداقية في كتابات هيكل، حيث رصد المؤلف جمع المعلومات الرئيسية التي وردت في كل كتاب ومدى توثيقها داخل الكتاب ذاته، وقد بلغت تلك الدراسة ٦٧ صفحة، لذلك تعذر الكاتب في جمعها كلها لملاحق الكتاب، واكتفى المؤلف بضم ما يتعلق بالكتاب الأول الذي تعرضت له تلك الدراسة "بين الصحافة والسياسية".

وبالبحث أوضح الكاتب أن هيكل كان يتعمد تضخيم التأثير الإيحائي على القارئ لكتبه، لأن من اللافت أن نسبة الوثاىق قليلة الأهمية أكبر من الوثائق مرتفعة الأهمية.

وأوضح الكاتب أن كتاب "سنوات الغليان" أفضل كتب هيكل توثيقًا.

أما عن المصداقية في كتابات هيكل فقد شكك الكاتب في العديد منها عن طريق تقديم دلائل قاطعة، كنقد مرويات هيكل، كما حدث في اتهامه للسادات ومبارك بإغتيال الهادي المهدي، وهذه الرواية تخالف ما دأب عليه هيكل من إشادة بإستقامة مبارك في أول عهده، وأيضًا حينما روى أن عبدالناصر قام بتكليفه بكتابة تاريخه، وقد نفى هذا علي صبري وحسين الشافعي الواقعة، وعقب صبري بأن تاريخ ناصر لا يكتبه شخص واحد.

أما عن الفصل الرابع فقد تناول خصائص إسلوب الكتابة عند هيكل، وهنا قام الكاتب بمدح هيكل في طريقة كتابته على مر العهود بإنه قد جمع بين نشاط صحفي وذكاء سياسي متمرس وعذوبة صياغة أديب بارع.

وهنا يحدثنا الكاتب بالدلائل كعهده بتنوع خصائص كتابة هيكل بين تشبيهات بسيطة، وتشبيهات تكرارية، وتشبيهات مركبة، ومقابلة وطباق، وبراعة إستهلال، والتفكّه، والإستشهادات الأدبية والشعرية. فقد أوضح المهندس والمؤرخ يحيى حسن عمر بأن تداول بعض المحدثين عن الأستاذ هيكل مقولة هي إنه يحفظ الآلاف من أبيات الشعر العربي.

بالنسبة للخاتمة والملاحق والجداول فقد إستغرق الكاتب فيها بمثابة ٢٠٠ صفحة من الكتاب ككل في وضعهم، مما يدل على رحلة بحثية عميقة وقيمة وشيقة للكاتب.

---

■ رسالة الكاتب:

يُذكر أن الكاتب هنا لا يدين ولا يحكم حكمًا قاطعًا، فقد حاول أن يكون موضوعيًا ومحايدًا، بل الأمر مجرد كتابة نقدية، والحكم مفتوح ومتروك لكل قارئ يقرأ هذا الكتاب، حيث قام الكاتب بتوثيق دور هيكل على مر ٨ عهود سياسية منذ عهد الملك فاروق وحتى ما بعد ثورة يناير.

---

■ رأيي الشخصي:

من وجهة نظري، رأيتُ محمد حسنين هيكل وكتاباته بعينٍ مغايرة تمامًا لتلك الصورة التي استقرت في ذهني طويلًا عبر دراستي للصحافة والإعلام. فالكاتب هنا لا يكتفي بتقديم السرد المألوف، بل يزيح الستار عن جانبٍ معتم لا يعرفه كثيرون عن هيكل، مستندًا إلى دلائل قاطعة وحجج موثقة.

ورغم أن أسلوب النقد جاء قاسيًا ومتحاملًا في بعض فصول الكتاب، فإنه ظلّ نقدًا مقنعًا، لا يقوم على الانطباع أو الاتهام المجرد، بل على الشاهد والدليل. وهذا بالضبط ما خرجتُ به من قراءتي: رؤية جديدة، أكثر تعقيدًا وعمقًا، أزاحت البديهي وكشفت المسكوت عنه. لقد كانت القراءة أشبه برحلة فكرية هادئة، تنقلتُ خلالها في أروقة وجهٍ آخر من عالم محمد حسنين هيكل، وجهٍ لم أعتده من قبل، لكنه فرض حضوره بقوة المنطق وصرامة الحجة.

---

■ إقتباسات مهمة من الكتاب:

■ عندما توجه عبدالناصر لزيارة الحدود الشرقية عبر القارة الإسرائيلية على غزة كان نيكل هو الصحفي الوحيد في صحبته. "صفحة ٢٦"

■ ورغم ذلك كان يحيد عن الدقة في خلق روابط تاريخية معينة لأسباب سياسية، واسباب أخطاء الدقة عند هيكل في بعض الأحيان قلة الدراسة لبعض المراحل التاريخية التي يتعرض لها. "صفحة ٧٣"

■ ٢.٤.٢ إستخدام المبني للمعلوم والمبني للمجهول كطريقة للإظهار والإخفاء:

يستخدم أستاذ هيكل الاسلوب الصريح في الاخبار في الامور الإيجابية التي يريد أن ينسبها لأصحابها رفعًا لهم، وفي الامور السلبية التي يريد أن ينسبها لأصحابها وضعًا لهم، والعكس بالعكس، يستخدم المبني للمجهول حين يريد أن يتجنب نسبة نقيصة لمن يواليه، أو نسبة فضل لخصم سياسي. "صفحة ١٢٠"

■ أعترف على إستحياء إنني لم أتمالك نفسي ذات مرة حين سمعت إذاعة القاهرة تتحدث عن ترتيبات وصول الريس السادات إلى القدس مساء يوم ١٩ نوفمبر، وتقول أول ما تقول أن سربًا من مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي سوف يخرج للقاء طائرة الرئيس السادات، لم أتمالك نفسي فإذا أنا أغطي عيني وأجهش بالبكاء. "صفحة ٣٢٢"

#فنجان_ومراجعة_كتابات_هيكل

#مسابقات_فنجان_قهوة_وكتاب

#يحيى_حسن_عمر

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق