كتابات هيكل بين المصداقية والموضوعية > مراجعات كتاب كتابات هيكل بين المصداقية والموضوعية > مراجعة Sherehan Attia

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

كتاب : كتابات هيكل بين المصداقية والموضوعية

دار النشر: Al Arabi Publishing and Distributing العربي للنشر والتوزيع

الكاتب: د. Yehia Omar

وأنا بقرأ كتاب «كتابات هيكل بين المصداقية والموضوعية» للكاتب يحيى حسن عمر، كان إحساسي الأساسي إني قدّام محاولة نضيفة وشجاعة (وده نادر)، مش علشان تهدّ تمثال محمد حسنين هيكل، ولا علشان تقول "كل اللي فات ده غلط"، لكن علشان تسأل السؤال اللي طول عمرنا بنهرب منه: هو إحنا صدّقنا كلام هيكل زيادة عن اللزوم؟

محمد حسنين هيكل -ودي حقيقة محدش يقدر ينكرها-، مش مجرد صحفي شاطر أو قلم مؤثر، ده راجل شارك – بموافقة تامة من السياسات في عصره– في تشكيل وعي أجيال كاملة، خصوصًا في لحظات مصيرية عدّت على مصر والمنطقة. وعلشان كده بالذات، الكتاب ده مهم. لأنه مش مهتم قوي بسؤال: هيكل قال إيه؟ قد ما هو مصرّ يزعجك شوية بسؤال أصعب: طب نصدّقه قد إيه؟

د. يحيى داخل مشروعه ده بنفس طويل جدًا (حوالي 500 صفحة،بجد مش بهزر كتاب طويل ومحتاج قراءةهادية)، وبيتتبع كتابات هيكل من الأربعينيات لحد آخر أيامه. وده مش تتبع سطحي أو استعراض أسماء كتب وخلاص، لأ، ده شغل تقيل ومعتمد على مقالات، كتب، وثائق، شهادات، ومقارنات دقيقة. أكتر حاجة شدتني – ويمكن دي أهم نقطة قوة في الكتاب – إن الكاتب ما اكتفاش بنقد النتائج، لكن راح ورا المصادر نفسها… وده دايمًا الامتحان الأصعب.

وهنا بقى تظهر المشكلة الكبيرة: هيكل كان بيعتمد كتير جدًا على مصادر لا يمكن التحقق منها. شهود ماتوا، شخصيات "كانت موجودة بس مش موجودة"، ومعلومات خاصة جدًا (زيادة عن اللزوم) معرفش كان بيجبها منين الصراحة، من النوع اللي القارئ مضطر ياخدها بثقة عمياء. والأسلوب ده، زي ما الكتاب بيوضح، فتح باب واسع للانتقاء، وأحيانًا لإعادة تشكيل الوقائع بشكل يخدم رؤية سياسية معينة أو نظام بعينه… من غير ما القارئ يحس إنه بيتساق.

ورغم كل ده، الكتاب مش عدائي لشخص هيكل الله يرحمه. ودي نقطة تحترم وتحسب للكاتب . الكاتب لا يكدبه ولا يصدقه، ولا بيصفي حسابات، ولا داخل بفكرة "كشف المستور". بالعكس، فيه هدوء منهجي واضح، كل ادعاء قدامه وثيقة، وكل رواية قدامها رواية تانية. الإحساس العام إنك قدّام باحث، مش خصم. وده اللي مخلي النقد هنا تقيل ومزعج… بس مقنع.

وهنا لازم نرفع القبعة للكاتب بجد ❤️👏

الكتاب كمان ما بيغفلش موهبة حسنين الأدبية، ودي حاجة لازم تتقال. الراجل كان بيعرف يكتب، ويشد، ويخليك تعيش اللحظة (وأحيانًا تنسى تسأل). لكن في نفس الوقت، بيكشف إزاي الجمال اللغوي ده اتوظّف أحيانًا لتلوين الوقائع حسب المصلحة 🙈، أو إعادة صياغة حوارات، أو تأويل وثائق بشكل أوسع من معناها الحقيقي. وهنا السؤال الخطير: فين الحد الفاصل بين الصحافة، والأدب، وكتابة التاريخ؟ ومين بالظبط اللي بيكتب التاريخ وهيكل كان أديب ولا صحفي ولا مؤرخ ولا .......؟

في الآخر، الكتاب ده لا جاي يهدم هيكل، ولا يرفعه تاني على قاعدة أعلى. هو ببساطة بيحطه في مكانه الأنساني الطبيعي: شاهد قريب من السلطة، شهادته مهمة، بس مش مقدسة. مؤثرة، بس مش محايدة بالكامل. وده في حد ذاته درس مهم لأي قارئ: إن أخطر الأفكار مش اللي بتكذب صراحة، لكن اللي بتقنعك وانت مش واخد بالك.

.وخلي بالك كمان مافيش آلهه بتقدس السلطة والحكم 😔😁

كتاب ضروري تقرأه لو سبق وقرأت لهيكل، أو حتى لو بس حابب تفهم أكتر إزاي كانت ماشية الحياة السياسية والأدبية والصحفية في عصره، مين كان قريب من مين، وإزاي الكلمة كانت أحيانًا بتبقى أقوى من القرار.

وأنا بجد بعد ما خلصت الكتاب، لقيت نفسي بسأل سؤال صريح ومربك شوية:

هل هيكل، كصحفي ومؤثر للدرجة دي، كان فعلًا يستاهل إن دكتور يحيى يضيع سنين من عمره في البحث المضني ده ورا كتاباته؟ ولا المشكلة مش في هيكل نفسه قد ما هي فينا إحنا، لما اتعاملنا مع كلامه على إنه تاريخ نهائي، مش شهادة بشر محتاجة دايمًا تتقري بعين مفتوحة، وشك يمكن ان يكون صحي، ومسافة أمان بين الإعجاب والتصديق؟

السؤال ده، في رأيي، هو أهم حاجة الكتاب يسيبهالك بعد ما تخلصه 😁😁

#فنجان_ومراجعة_كتابات_هيكل

#مسابقات_فنجان_قهوة_وكتاب

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق