كتابات هيكل بين المصداقية والموضوعية > مراجعات كتاب كتابات هيكل بين المصداقية والموضوعية > مراجعة Youssef Elsayed

هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

«محمد حسنين هيكل… بين الأسطورة والحقيقة» – يحيى حسن عمر

نادرًا ما اسم صحفي يتحول لوحده إلى حالة كاملة، مش مجرد توقيع تحت مقال. محمد حسنين هيكل كان كده. اسم لما يتقال، يستدعي زمن كان فيه القلم له وزن، والكلمة بتدخل غرف القرار، والصحفي مش واقف يتفرج من بعيد، لكنه واقف جوه المشهد، أحيانًا في قلبه.

كل حاجة حوالينا بتقول إن هيكل كان الصحفي الأقرب للسلطة، شاهدها المفضل، ومؤرخها شبه الرسمي. الراجل اللي كتب تاريخ مرحلة كاملة وهو قاعد جنب صُنّاعها. بس السؤال اللي دايمًا بيطفو:

هل اللي كتبه كان التاريخ فعلًا؟ ولا رواية ذكية متفصلة على مقاس موقعه؟

هنا بييجي كتاب يحيى حسن عمر، مش علشان يكسر التمثال، ولا علشان يلمّعه أكتر، لكن علشان يحطه بهدوء على ترابيزة الفحص، ويقرب العدسة.

الكتاب ضخم – أكتر من 500 صفحة – وده مش استعراض عضلات، قد ما هو نتيجة شغل طويل النفس. الكاتب ما بيكتبش بانطباع، ولا بروح خصومة، لكنه شغال بمنهج شبه التحقيق:

بيلاحق كل ما كتبه هيكل تقريبًا،

يراجع كل اللي اتكتب عنه،

يقارن النصوص بالوثائق،

ويفكك الروايات واحدة واحدة، ويسأل: مين قال؟ وإمتى؟ وليه؟

من الزاوية دي، صعب تتجاهل المجهود، وصعب كمان تنكر إن الكتاب ده مرجع مهم لأي حد عايز يشوف تجربة هيكل برا الهالة المعتادة، وبعيد عن خطاب التقديس السهل.

الهجوم الحقيقي هنا مش على هيكل الكاتب، ولا هيكل الصحفي الشاطر، لكن على هيكل المؤرخ.

يحيى حسن عمر بيقول، من غير لف ولا دوران، إن:

توثيق هيكل في كتب كتير أضعف بكتير من سمعته

اعتماده المتكرر على شهادات منسوبة لشخصيات ماتت أو غابت، يخلي المراجعة مستحيلة

فيه انحياز واضح لأنظمة وشخصيات بعينها، خصوصًا في مرحلة عبد الناصر وما بعدها

وبعض الوثائق اتترجمت أو اتأولت بطريقة تخدم الحكاية اللي هو عايز يحكيها

وعلى مدار مئات الصفحات، الكاتب بيفصّص نصوص هيكل تفصيص بارد، مش عصبي، بس قاسي. أحيانًا مُرهق، وأحيانًا مستفز، لكنه ماشي بخط مستقيم: كشف اللي شايفه إعادة ترتيب للتاريخ، مش تسجيل محايد ليه.

ورغم كل ده، الكتاب مش محاكمة أخلاقية رخيصة.

على العكس، فيه اعتراف واضح بموهبة هيكل:

أسلوبه العالي

قدرته على شد القارئ

حسّه الدرامي اللي خلّى السياسة تحكي

واستخدامه الواعي للتخييل الجمالي وهو بيحكي عن وقائع صلبة

كمان بيحلل إزاي هيكل اتحرك من الصحافة الخبرية لكتابة تاريخ بنَفَس أدبي، وده جزء كبير من سر جاذبيته. القارئ كان بيصدق لأنه كان مستمتع… حتى لو النص محمّل بانحياز ذكي.

الدفاع الضمني هنا مش بيبرّئ، لكنه بيوضح:

هيكل ما كانش مؤرخ أكاديمي بقدر ما كان راوي تاريخ من موقع الشاهد القريب. المشكلة مش في الرواية نفسها، قد ما هي في تقديمها باعتبارها الحقيقة الكاملة.

الخلاصة؟

الكتاب ده مش للي:

عايز يعبد هيكل

ولا للي داخل يشيله من على العرش

لكنه مهم جدًا للي:

عايز يفهم إزاي الأسطورة الصحفية بتتخلق

وإزاي القرب من السلطة ممكن يكون قوة… وفخ في نفس الوقت

وإزاي أسلوب عبقري يقدر يخبّي تحته انحياز ناعم

الكتاب طويل، قاسي، وأحيانًا متعب، بس ضروري.

وإذا كان هيكل كتب التاريخ بقلم المنتصر،

فيحيى حسن عمر بيحاول – بوعي أو من غير – يكتبه بقلم المراجع.

وفي المسافة بين القلمين…

يمكن ما نلاقيش الحقيقة كاملة،

بس أكيد نلاقي نسخة أقل تزويرًا منها.

#فنجان_ومراجعة_كتابات_هيكل

#مسابقات_فنجان_قهوة_وكتاب

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق