رواية مكتوبة بعناية بغض النظر عن وجهات النظر السياسية التي تم تمريرها من خلال النص. قد يتفق القارئ مع جزء منها وقد يختلف مع جزء آخر. الصحيح أن مناير و هدى هما أجمل ما في الرواية. الشخصيتان اللتان يتعاطف معهما القارئ إنسانيا. أضيف أيضا فاطمة.
نواف، عامر، نادية؛ لا أحد منهم يدعو إلى التعاطف. لا شيء يبرر الخيانة حتى لو فقد الحب، ولاشيء يبرر القتل حتى لو أثبتت الخيانة. المعضلة التي لا تفهم هو أن نواف قتل زوجته فورا دون أن يسمع منها و لم يقدر على قتل عامر حين التقى به أثناء الحرب. شعور بامتلاك الزوجة وبالاستحقاق الذي يخول له قتلها دون سؤال.
لا توجد مبررات كافية ل نادية. شخصية سطحية. عشر سنوات من فقدان الحب من طرفها إلى الإقدام على الخيانة. امرأة تغادر فراشها في منتصف الليل وتترك ابنتها إلى بيت رجل تحبه وتريد اعترافا بحب مضى عليه أكثر من عقد، مغامرة ومقامرة دون شعور بأدنى ذنب.
الرواية جميلة لأنها تفسر أثر الفراشة. كيف يكون هناك تصرف صغير غبي يؤدي إلى انهيار منظومة كاملة. والضحية على مدار الرواية كانت مناير.
نواف تبنى دور المغدور وبرر لنفسه الانسحاب دون أن يتعافى. عامر تاه في حلقة الشعور بالخزي و الذنب وأصبح مجهول المصير و كأنه لم يكن.
ومن المؤكد أن غياب الوازع الديني عند الشخصيات المحورية كان سببا في تردي أحوالهم، فقدان القدرة على الغفران، والتشبث بأحادية الرؤية لكل شخص على حدة.
