جريمة في الجامعة > مراجعات رواية جريمة في الجامعة > مراجعة Hesham Wahdan

جريمة في الجامعة - عز الدين شكري فشير
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

* قراءات سابقة للكاتب *

قرأت كل رواياته بلا استثناء.

( مقتل فخر الدين ) ، ( أسفار الفراعين ) ، ( غرفة العناية المركزة ) ، ( أبو عمر المصري ) ، ( عناق عند جسر بروكلين ) ، ( باب الخروج ) ، ( كل هذا الهراء ) ، ( حكاية فرح ).

-------------------------

* نظرة على الغلاف *

غلاف على طريقة روايات الجريمة الشهيرة.

الضحية وحولها دلائل وادوات استخدمت للقتل متناثرة هنا وهناك بداخل مكتبها بالجامعة ، بخلفية حمراء دموية الطابع.

-------------------------

* المميزات / نقاط القوة *

- حبكة سياسية ، مُجتمعية بغطاء من الجريمة.

- اسلوب سردي مُحكم ، سريع الايقاع بلا اطناب او اسهاب.

- بوتقة ممتعة من شخصيات براجماتية ونفعية ترفع شعارات رنانة زائفة.

- نهاية ترضي جميع الأذواق.

----

* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *

- الاطار العام للجريمة مستوحى من رواية شهيرة لأجاثا كريستي.

- لغة الرواية عملية جداً بلا جماليات. ليست بالشيء الجديد على كتابات فشير بشكل عام.

- الحوار يحتوي على الفاظ خارجة. ( ملاحظة لا علاقة لها بالتقييم النهائي لكن وجب التنويه لمحبي الأدب النظيف ! )

-------------------------

* فلسفة الرواية *

كلنا في ( الفتة ) شركاء. اما ان تغرف نصيبك منها ونمارس سوياً لعبة الاوميرتا الشهيرة او تكون انت الكبش الذي تُطبخ على مرقته ( الفته ) اذا اخذتك حماسة الشجعان !.

-------------------------

مراجعة الرواية:

لا اخفي سراً اذا افصحت اني من موريدين كتابات ( عز الدين شكري فشير ). اعشق جرأته ، اقتحامه لأعشاش الدبابير وضربه - كرسي في الكلوب - كما يقول المثل الشعبي المأثور.

لم يخب ظني مع ( جريمة في الجامعة ). الرواية وان اتخذت سمت الجريمة الجنائية هذه المرة على طريقة من فعلها الشهيرة ، لكنها اعمق مما يبدو على السطح.

ما بين السطور يشي بالكثير من عوالم الفساد الخفية داخل اروقة منظومة التعليم الجامعي بشكل عام سواء كان اجنبيا او محلياً. الكل سواء طالما حضرت الشخصية المصرية النفعية والوصولية ، التي تُصر على رفع شعارات زائفة وترديد عبارات رنانة عن القومية والوطنية والاخلاقيات ، وهي ابعد ما تكون عنها عندما يمس الأمر مصلحتها المباشرة سواء مادياً او اكاديمياً.

رحلة ادبية يسبر بها فشير اغواراً جديدة من الفساد المُقنن الذي يرتدي هذه المرة اردية العلم والبحث العلمي.

هيا بنا نتعرف عليها بشيء من التفاصيل.

* الفكرة / الحبكة *

القصة تدور حول الفساد. هذه المرة داخل اروقة واحدة من ارقى الجامعات الاجنبية واكثرها شهرة. كعادة الكاتب لا يقدم لك موضوعاته بشكل مباشر.

جريمة قتل لواحدة من اساتذة الجامعة وتدور من بعدها سلسلة من التحقيقات مع جميع المشتبه بهم من اساتذة وطلبة وبعض الاداريين.

الاطار العام للجريمة مستوحى بشكل واضح من رواية ( جريمة في قطار الشرق السريع ) لأجاثا كريستي مع اختلاف التفاصيل بكل تأكيد. الكل له مصلحة في ارتكاب الجريمة نتيجة لعلاقاتهم المتشعبة مع المجني عليها. هذا هو وجه التشابه الذي اقصده مع الرواية المذكورة.

التحقيقات تفتح ملفات ما كان لها ان تظهر على السطح لولا حدوث تلك الجريمة. ومن هنا تدخل مع فشير داخل منظومة فساد متكاملة ، الكل فيها مستفيد والكل يرفع رايات النزاهة والشرف ولا بأس من بعض الوطنية والعروبة الخ.

حرب باردة هادئة يمارسها الجميع انقلبت بين عشية وضحاها الى مواجهات مباشرة وصريحة وعلى الكل ان يعيد حساباته بما يتفق وصالحه الشخصي فقط.

* السرد / البناء الدرامي *

ما يميز كتابات عز الدين هو اسلوبها السردي البعيد عن الاسهاب. هو دائماً يرفع شعار السهل الممتنع. لا يضع رتوش لازمة للتجميل ولا يتفرع بك كثيراً بعيداً عن القضية المطروحة.

اتبع اسلوب الراوي العليم كامل الرؤية والمحيط بكل التفاصيل من البداية وحتى كلمة النهاية. هو فقط يعطيك الجرعة السردية المناسبة مع كل فصل من احداث الرواية بما يسمح لك بامتصاصها سريعاً والاستعداد لما هو قادم.

ايقاع الرواية من اسرع ما يكون ويمكنك ان تنهيها في جلسة واحدة ان اردت. شخصياً امضيت معها وقت ممتع ودافىء على مدار يومان وسط اجواء باردة كئيبة لا احبها على الاطلاق.

* الشخصيات *

كوكتيل ادبي من الشخصيات النفعية والوصولية. صراع بارد على طريقة الحرب الباردة بين اساتذة الجامعة وبعضهم البعض وبينهم وبين الادارة الجديدة الراغبة في التغيير. الجميع يتشارك في صفة اصيلة ؛ انا ومن بعدي الطوفان. بيد انهم يلتزمون فيما بينهم بميثاق نفعي بحت تحت عنوان: شيلني واشيلك الشهير.

المعتاد في شخصيات فشير الروائية انه يقدمها للقارىء بحقيقتها بلا مواربة ، حتى لو كانت تظهر بالشكل المزيف مُجتمعياً. هذا الامر يَبين بشكل واضح من خلال معاملات الاساتذة بين بعضهم البعض وطريقة الحوار المتبعة.

الخلفيات الثقافية والفكرية والبناء الشكلي للشخصية يتعرف عليهم القارىء تباعاً عند مواقف او احداثاً بعينها. لا توجد مقدمات مملة للوصف والشكل بالطريقة التقليدية المتعارف عليها.

* اللغة / الحوار *

لغة الرواية كما ذكرت اعلاه تتسم بالعملية ولا مجال للجماليات الادبية والتركيبات اللغوية المقعرة. هذا ليس بغريب بالطبع لمن يتابع كتابات عز الدين وله خبرة سابقة بها.

لغة السرد جاءت بالفصحى البسيطة والحوار كان بالعامية ويحتوي على العديد من الألفاظ الخارجة والتي اثارث احيانا ضحكي عند تخيل الحدث الذي يدور حوله الحوار. لمسه ساخرة محببة كالشطة الحريفة على الطعام.

اللغة بشكل عام ركزت على الجانب الفاسد من القضية المطروحة وهذا هو بيت القصيد.

* النهاية *

ختام يرضي الجميع. سنعرف من فعلها حتى لا يظل القارىء في حيرة. من جهة اخرى سنتشارك مع الاساتذة الجامعيين والاداريين اوميرتا الصمت الشهيرة وايضاً لا ننسى:

انا لو وقعت مش حقع لوحدي !.

تحياتي لك دكتور عز الدين وفي انتظار رواية جديدة في قادم المواعيد والسلام ختام.

-------------------------

* اقتباسات ذات دلالة *

❞ هو لا يريد المواجهة ، فقد علمته خبرته الطويلة أن كل المواجهات خاسرة. القابض على السلطة له اليد العليا في أول المطاف وآخره. ❝

❞ لم تكن مجتمعات العالم الثالث على وشك تحقيق طفرة في أي مجال وأجهضها الاستعمار. لم تكن مجتمعات قوية وقادرة على مواجهة الاستعمار لكنها تعرضت لحادث أليم فوقعت في قبضته الغادرة. كانت مجتمعات منحطة وفاشلة وبدائية في معظمها ـ مع بؤر مضيئة هنا وهناك يطمسها التخلف العام ـ ولهذا لم يكن أمامها أي فرصة لمقاومة الغزو الاستعماري. ❝

❞ انت مش شايف احنا عايشين فين؟ مفيش قدامك غير حاجة من اثنين: يا تعوم على وش الفتة مع اللي بيعوموا يا تغرق في طاجن الفتة وتتاكل. اختار حاجة من الاتنين وانجز. تعيش وتقب على وش الدنيا ولا تغرق وتداس؟ ❝

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق