* قراءات سابقة للكاتب *
لا يوجد. هي العمل الروائي الوحيد له حتى الآن.
---------------
* نظرة على الغلاف *
يحمل الغلاف صورة لساعة كإشارة للعودة بالزمن للوراء في محاولة لمعرفة الكثير من المطموس عن سيرة وحياة المهندس/ أدريان دانينوس الأب الروحي لمشروع السد العالي.
---------------
* المميزات / نقاط القوة *
- فجوات التاريخ يملؤها الخيال الادبي في معظم الأحيان.
- مزيج متجانس من الشخصيات المُتخيلة والحقيقية.
- ختام جيد رغم توقعه بشكل كبير.
----
* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *
- السرد يميل للإطناب والإسهاب بشكل كبير.
- لغة الرواية لا تحمل بصمة ادبية مميزة.
---------------
* رسالة الكتاب *
التعريف بالأب الروحي لمشروع السد العالي ، المهندس/ ادريان دانينوس والذي ظلمه حاضره وطمسه التاريخ لاحقاً.
---------------
مراجعة الرواية:
كلنا نعرف الكثير عن مشروع السد العالي بدون شك ، لكن اغلبنا لا يعرف من هو صاحب فكرة بناؤه الأصلية والذي ذاق الأمرين حتى يخرج مشروعه للنور ، ورغم ذلك لم يوفى حقه الكامل في نسب المشروع له كالمعتاد في بلاد الفراعين. ( سلو بلدنا ) منذ فجر التاريخ وحتى تقوم الساعة فيما يبدو.
قدم لنا الكاتب الصحفي/ وائل السمري ما يمكن ان نطلق عليه سيرة روائية تسرد قصة حياة هذا المهندس الأصيل نتلمس فيها القليل من الحقائق والكثير جداً من الخيال الادبي.
* الفكرة / الحبكة *
عندما لا يتوافر ما يكفي من المعلومات والمصادر عن فترة زمنية ما او شخصية تاريخية معينة فما الحل ؟. لا يوجد سوى حل واحد هو الخيال. نلجأ اليه لسد الفجوات العميقة في خط سير الزمن مع تطعيمها بما لدينا من معلومات قليلة لنخلق تاريخاً موازياً ، يمكن من خلاله ان نتلمس طريقنا لمحاولة فهم ما طُمس علينا عمداً او حتى بحسن نية.
هذا ما نجده هنا بين دفتي ( لعنة الخواجة ) التي سردت لنا حياة الأب الروحي لمشروع السد العالي المهندس/ دانينوس وفيها نكتشف صراع وجودي على طريقة اكون او لا اكون. معركة حامية الوطيس ابطالها الأمل والعزيمة والاصرار واعدائها اليأس والظلم وغُبن الحقوق.
* السرد / البناء الدرامي *
غلب على عنصر السرد الاسهاب والميل الواضح لادخال القارىء في الكثير من الفرعيات كنوع من التعويض نتيجة قلة أو شح المادة المعلوماتية والمصادر التي يمكن ان ننسج منها حكاية متكاملة وواضحة.
هذا يبدو جلياً عندما استحدث الكاتب خطاً درامياً موازياً لحكاية دانينوس ، والذي تمثل في قصة حياة بطل الرواية الصحفي ناصر. هذا الخط استهلك الكثير جداً من جهد القارىء وتسبب في حالة من التشتيت والانفصال عن الخط الاساسي.
التنقل بين الخطين لم يكن في أفضل صُوره بسبب كثرة التقطعات التي اصابت حكاية دانينوس - طبعاً بسبب قلة ما نعرفه عنه تاريخياً - وأيضاً مع عدم ترتيبها زمنياً ليجد القارىء نفسه ينفصل عن معايشة الحدث الأهم ويعود له لاحقاً مع كثير من النسيان واين توقف سابقاً. هذه نقطة اولى.
نقطة ثانية تمثلت في اغراق القارىء في كثير من التفرعات في حياة الصحفي ناصر ومعاناته الحياتية والتي قدمها الكاتب كمحاكاة واضحة لمعاناة دانينوس قديماً كتعويض للقارىء عن فجوات قصة حياة الاخير.
كل ما سبق ادى الى ملامسة الرواية لعدد صفحات قارب السبعمائة وهو حجم اراه كبيراً بشكل مبالغ فيه وتسبب في عدم ثبات البناء الدرامي للرواية ككل وكان من الممكن اختزال الكثير ولم يكن هذا ليؤثر على جودة النص او احداثه.
* الشخصيات *
اجاد الكاتب في تقديم خليط متجانس بين شخصيات درامية خيالية وتاريخية بدون شك.
البداية مع الصحفي ناصر والذي اخذ حقه الوافي من التقديم والبناء مع الكثير من الحرص على ابراز معاناته اليومية بشكل مبالغ فيه بعض الشيء. هي شخصية تحمل الكثير من افكار النضال من اجل المعرفة وحرية النشر والدفاع عن حق المجتمع في معرفة الحقائق مما يسبب له الكثير من المتاعب بدون شك.
الشخصيات التاريخية وعلى رأسها دانينوس جاءت بما يمكن ان نسميه بصوت التاريخ الراوي والشاهد على احداث وصراعات ومواقف عديدة تخص كل ما يدور حول فكرة بناء السد العالي.
هناك القليل من الشخصيات المساعدة كان أغلبها لخدمة اغراض الحبكة الدرامية واستكمال النواقص وسد الفجوات.
بشكل عام سيستمتع القارىء مع ابطال الرواية ويتفاعل معها بشكل كبير.
* اللغة / الحوار *
ما يحيرني في تلك النقطة هو طبيعة اللغة وتطبيقها داخل النص. في رأيي الشخصي هي لغة هجين بين الكتابة الصحفية والكتابة الأدبية. هو مزيج ليس بالسيء وليس بالممتع. حالة وسيطة بلا مميزات جمالية واضحة.
هناك نقطة اخرى هي خلط بعض الجُمل بالعامية سواء في السرد او الحوار. هذا شيء لا احبذه شخصياً. إما ان يكون السرد والحوار بالفصحى او يكون السرد بالفصحى والحوار بالعامية. لا داعي للتهجين فهو يقلل من جمال النص ومتعة القراءة في رأيي المتواضع.
* النهاية *
يمكن القول ان النهاية متوقعة بشكل كبير. هذا لا ينفي انه ختام جيد لحكاية طويلة مليئة بالمعاناة والألم.
هل ينجح بطلنا الصحفي الهُمام في اعطاء دانينوس حقه المغبون ولو بنذر يسير يرد له اعتباره المعنوي على الأقل ؟.
اترككم لتعرفوا الاجابة بأنفسكم بعد القراءة.

