* قراءات سابقة للكاتبة *
( غير مرئية ) نوڤيلا.
( عازف التشيلّو ) مجموعة قصصية.
---------------
* نظرة على الغلاف *
( ليلى ) تغزل لنفسها خيوطاً حياتية بعيداً عن الخط المرسوم سلفاً لها ، فهل تنجح ؟.
لوحة بديعة بألوان زاهية بدون شك.
---------------
* المميزات / نقاط القوة *
- حبكة وجودية فلسفية بطعم الواقعية السحرية.
- تكنيك سردي مُركب ، متعدد الاوجه.
- نهاية تحمل التفاف ادبي - تويست - اكثر من رائع.
-----
* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *
- خلط بسيط في لغة الحوار بين الفصحى تارة والعامية تارة اخرى.
---------------
* رسالة الرواية *
التحرر من القيود لا بد وان يصاحبه الكثير من الندبات والجروح التي تترك أثراً ما يظل يقض مضجع ارواحنا المعذبة.
---------------
مراجعة الرواية:
( خيوط ليلى ) اشبه ما تكون بلوحة كتابة سحرية ، ما تقرأه على سطحها من سطور وكلمات لا يشبه ما يحمله مضمونها من عمق واسقاط.
دعونا لا نضيع الوقت وهيا نتعرف على خبايا تلك الكتابة المسحورة.
* الفكرة / الحبكة *
القصة تدور حول فكرة التحرر من قيود المجتمع التي تُكبل الأنثى وتضعها في اطار محدد لا يجوز لها الخروج عنه ، تناولتها شيرين فتحي من خلال حالة وسيطة بين الهذيان والواقع.
نساء مكتوبات على الورق تقرر واحدة منهن التمرد على واقعهن المكتوب سلفاً ورفض السلطة الادبية للكاتب التي يفرضها عليهن ويطوعها حسب ما يترائى له من مسار للأحداث ، بُغية الخروج بنص ادبي يكون جاهز للنشر.
صراع وجودي قوي تخوضه ( ليلى ) كي تتحرر من خيوط قصتها الأصلية سعياً وراء حقها في تقرير مصيرها. هناك ثمن لا بد من دفعه خاصة عندما تتكشف لها الكثير من الامور المطموسة عمداً من قِبل صانعها تجعلها في حيرة وتضعها بين مطرقة التشبث بحاضرها المضمون وسندان مستقبلها المُضبب.
* السرد / البناء الدرامي *
استخدمت شيرين اسلوباً سردياً يبدو مُربكاً بعض الشيء نظراً لتعدد رواته وتداخله الشديد بين العليم والمتكلم. قد ينغلق عليك الامر بعض الشيء في بداية القراءة لكن ستستشعر حلاوته لاحقاً عندما تندمج اكثر واكثر مع الحدث.
هذا الارتباك كان متعمداً من اجل اعطاء صورة ذهنية واضحة لحالة من الهذيان والاضطراب سنعرف سببها لاحقاً عندما نصل الى ختام الرواية.
البناء الدرامي اتخذ شكل نسيج اشغال التريكو المليئة بالغُرزات والعُقد. كلما حللت واحدة انكرت خلفها الاخرى الى ان يتفسخ النسيج تماماً ويعود سيرته الأولى كخيط من الصوف او الحرير وما شابه ، يمكن ان نعيد تشكيله ونسجه بطرائق اخرى متعددة.
* الشخصيات *
عدد محدود جداً يمثل ابطال حكايتنا الاثيرة.
بطلات من ورق. هذا هو الوصف الأدق نوعاً على الأقل في البداية. ( ليلى ) واخواتها بطلات قريحة الكاتب ( رشيد ) الذي لا ينفك ان يتركهن مهملات بعد كتابة بضع صفحات هي كل ما يمتلكن من حياة.
استطعن تجسيد حالة القهر والخضوع التي تصاحب الانثى عادة في مجتمعاتنا المشبعة بموروثات ثقافية معيبة وناقصة في العديد من الجوانب.
( رشيد ) هو المجتمع بخيوطه وقيوده التي تحركهن كعرائس الماريونت بلا ارادة.
الصراع بينهم شهد نوعاً من الشد والجذب انتاب تلك العلاقة المتوترة ، ما بين ارخاء الحبل الادبي لهن تارة وشده بعنف في احيان اخرى. حالة من الاضطراب والتشتت شملت الجميع ، بلغت أوجها عندما واجهت ( ليلى ) ما انغلق عليها فهمه عندما تسرب لها - بمعرفة الكاتب رشيد - شيئاً من الوجدان الجمعي لتاريخ أسرتها المفترضة. هو أيضاً يدخل في حالة من الضبابية تجعله يرغب في الخلاص من كل ما كتب بعد عجزه عن اخضاع بطلته الأثيرة !.
* اللغة / الحوار *
كعادة شيرين تأتي لغتها بسيطة في المفردات عميقة في التركيب. لغة تحمل سمتاً نفسياً من الدرجة الاولى يخرج ما بداخل شخوصها من قيح وصديد متراكم.
الحوار يميل الى الذاتية في معظم الاوقات ، والقليل منه جاء بالشكل التقليدي المعروف الذي شابه خلط بسيط بين العامية والفصحى وكان من الأفضل الاستقرار على نمط محدد وواضح في رأيي الشخصي.
* النهاية *
ما معنى الواقعية السحرية ؟
الاجابة:
لا مانع من التفاف ادبي - تويست - على الحدث. ألسنا امام لوحة كتابة ( سحرية ) ؟.
عليك الا تثق كثيراً فيما تقرأه فسحر شيرين الادبي لم ينتهي بعد والنهاية تحمل لك لمسة من ( الواقعية ).
---------------
* اقتباسات *
❞ ومن يا ترى قد يتمكنُ من إزالة الأوساخ التي تعلقُ بالروح وتتكوم عليها بفعل السنوات والزمن؟ ليتهم اخترعوا منظفًا ليزيل آثار السنوات من داخل أرواحنا. ❝
❞ أنا طوال الوقت لقمةٌ قذرة تسد الجوع ولا أحدَ يسد جوعي يا رشيد، لا أحد!. ❝
❞ الروائح وسيلةٌ للشعور بالأمان أو الفقد أو كليهما معًا، فنحن غالبًا نحِنُّ لروائحَ لم تعدْ موجودة. ❝

