رواية خضراء كالليمون – للكاتبة سلمى سامح شمس الدين
هذه أولى قراءاتي للكاتبة سلمى سامح شمس الدين، وقد عرفتُها من خلال كتاباتها في الحب والرومانسية التي اعتدتُ مطالعتها في خواطرها عبر صفحتها على فيسبوك، إذ رأيتُها لأول مرة على منصّات التواصل الاجتماعي. اخترتُ هذه الرواية أملاً في الفوز بالمسابقة التي أطلقتها شركة أبجد للقراءة الإلكترونية بمناسبة عيد الحب في شهر نوفمبر الجاري، كما شجّعني على اختيارها عدد صفحاتها القليل الذي يناسب أوقات فراغي. وكانت قراءة سريعة في جلسة واحدة بعد عودتي من القراءة الإلكترونية.
الرواية جميلة ومختلفة، خفيفة في مسارها، وتعكس عنوانها خضراء كالليمون من خلال مزج اللون الأخضر بفاكهة الليمون الحامض في رمزية ترتبط بالسرد الروائي وما يحمله من حساسية مفرطة وأفكار متباينة وصراعات نفسية عميقة بعد الصدمات، خلال مرحلة النجاة من حادث استمر عامًا كاملًا. كما أنّ الغلاف الرائع يستحق القراءة بحدّ ذاته، إذ بدا وكأنه لوحة فنية أصيلة.
إلا أن نقطة مهمة لم تُعجبني إطلاقًا هي المبالغة في وصف الأحداث اليومية العادية ضمن إيقاع هادئ، وإضافة بعض العبارات المصرية العامية المستخدمة في كلامنا اليومي، مما أثّر – إلى حدّ ما – في جودة اللغة العربية في الرواية، وجعلها بين المتوسطة والجيدة.
الهوس والتعلّق العاطفي بالرجل الذي تحلم به البطلة في أحلامها وخيالاتها ليسا فكرة جديدة، بل تكرّرا في أكثر من عمل، وبعض الجزئيات بدت مستوحاة من الطعام والألوان كالليمون الحامض، مع شعور دائم بالذنب يلاحق الندم.
وقد شعرتُ أنها تشبه فيلمًا دراميًا تنجو بطلته من حادث بعد أن تعيش بقلب جديد، وتبدأ محاولاتها للبحث عن الحقائق والأسرار، بينما تظل بعض التفاصيل المهمة ناقصة، ويزداد التركيز على الأحاسيس، مما يجعل الرواية تسلك مسارًا مختلفًا، حتى اسم البطل بدا مستوحًى من جدّ الكاتبة سلمى.
ومع ذلك، فإن السرد الروائي ممتاز، مليئًا بالمشاعر المتناقضة والأفكار والبحث عن الحب واحتياجاته العاطفية.
كانت هناك ملاحظات كان من المفترض أن تكون أكثر وضوحًا من وجهة نظر البطل شمس أو إبراهيم، لتوضيح المقارنة بين الآراء والأفكار. كما أن رحلة البطلة بعد نجاتها من الحادث اتّسعت على نحو كبير، مما جعل الرواية – رغم قصرها – مائلة إلى بعض الملل بسبب التفاصيل الزائدة.
ومع ذلك فهي رواية قصيرة تُقرأ بسرعة، وربما كان يجب أن نعرف كيف ستنتهي النهاية دون أن أُصدر حكمًا قاسيًا، لكنني رغبتُ أن أكون صادقة في نقدي.
أرى أن الرواية تناسب شباب الجيل الألفي، لكنها لا تناسب كثيرًا من هم أكبر سنًا ممّن وُلدوا في الثمانينيات أو التسعينيات، مثلي.
عادةً لا أضع تقييمًا للروايات التي أقرؤها، لكنني اضطررتُ هذه المرة إلى وضع التقييم بعد الانتهاء من القراءة: ⭐⭐
وأخيرًا لم أتخيّل أن تكون النهاية مؤلمة، وكانت تحتاج إلى مزيد من التفاصيل خصوصًا في ردود الفعل في الصفحات الأخيرة. الرواية تحتاج – في بعض المواضع – إلى بعض التطوير وزيادة التماسك بين الأجزاء كي تكتمل الصورة دون نقص، وأختم هذه القراءة الخفيفة بشكرٍ صادق للكاتبة سلمى على روايتها الجميلة.

