طريق متسع لشخص وحيد > مراجعات كتاب طريق متسع لشخص وحيد > مراجعة دينا ممدوح

طريق متسع لشخص وحيد - أسامة علام
تحميل الكتاب

طريق متسع لشخص وحيد

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

الكتابة هي حالة المزج ما بين التجارب الحياتية وما بين الخيال، هذا ما يجعل لكل قصة فلسفة مختلفة، وكلما توسعت التجارب الحياتية للكاتب كان لهذا تأثير واضح على صبغ كل نص بتجربة مغايرة مع إضافة لمسة من الواقعية السحرية ولمسات من الخيال تجعلك ترى كل شيء مهما كان خيالي وكأنه حقيقة تستطيع لمسها، في المجموعة القصصية (طريق متسع لشخص وحيد) للكاتب (أسامة علام) استطاع أن يجسد هذا بصورة واضحة في كل من رحلاته التي أخذنا فيها داخل كل نص من نصوص المجموعة.

-تبدأ المجموعة بتقديم الكاتب محمد المنسي قنديل والذي يمكن اعتبار هذه التقديمة في حد ذاتها مدخل رائع للمجموعة لما تحتويه من وصف ومفردات جعلتني انسجم بها واتحمس لقراءة ما سيأتي تاليًا.

-تنقسم المجموعة لعدة مدن حول العالم 12 مدينة مختلفة ما بين باريس ومونتريال والقاهرة ونيويورك والشام وميامي وغيرهم، تتمشى ويمسك الكاتب أسامة علام بيدك لترى عالمه الذي يرسمه في كل مدينة من تلك المدن التي تكون مقسمة إلى حواديت صغيرة، يمكنني تسميتها (حواديت) لأنها تبدأ سريعًا تدخلك في أحداثها وتفاصيلها التي تنسجم معها وكأنك تعيشها، وتجدها انتهت سريعًا وتركت في داخلك مشاعر وأحاسيس لا تنتهي.

-في نيويورك كانت المحطة الأولى، القصص تعبر بشكل أكبر عن الوحدة والعديد منها كانت نهايتها غير متوقعة ومفاجأة، مثل في قصة (سوق البراغيث) ومن القصص الملهمة والمؤثرة هي قصة (مكالمات منتصف الليل اللذيذ) و(الجرامافون) وهم من القصص التي تشعر أنها بذرة لبناء رواية كاملة عليها على الرغم من إنها هنا مكثفة وفي موضعها تمامًا.

-تستمر الرحلة في المدن، وفي كل مكان تجد طابع خاص به، مثل البرودة في بعض المدن التي تتميز بطقسها البارد، أو القُرب والمحبة والاهتمام مثل في القاهرة، وعلى الرغم من أن في نيو جيرسي ذكر الموت والزهايمر والمرض ولكن في المقابل ذكر الحميمة والفراشات والروائح المطمئنة فشهرت أن زيارتها كانت قريبة من القلب.

بمناسبة الحديث عن الفراشات فالكاتب هنا استطاع أن يستنطق كل شيء قابلة ما بين جمادات وحيوانات وبشر، حتى في حالة الحديث على لسان الفتاة في قصة (حجرة الفراشات). كان لكل منهم أصوات مختلفة وواضحة مما جعلت القصص ذاتها تنبض بالحياة على الورق أمامنا.

-في بعض القصص كان الكاتب يعبر عن الفكرة بفانتازيا واضحة، فبدى لي أن الكاتب في كل تلك المدن كان يحاول البحث عن الونس وهو الاسم الذي اختاره لأحدى القصص ولكنه ينطبق عليها جميعًا، يعبر عن المشاهد والمواقف بطريقته حتى وأن كانت غير منطقية.

-في القاهرة والشام شعرت أن الكاتب تخلص من جزء الفانتازيا إلى حد كبير وكأنه في الأماكن العربية شعر أن قدميه على الأرض، أنه سيتخلص من كل الفانتازيا ويكتفي بالواقع الذي كان هو الأقرب لقلبه، لم يكن التزام بالواقع بشكل سيء ولكنه كان بشكل حميمي وطبيعي.

-شعرت أن هذه القصص في حد ذاتها كانت هي الأنيس الوحيد للكاتب في غربته، وكأنه كان يستخلص كل التجارب والمشاعر لكتابتها في هذه المجموعة، رحلة ممتعة وقريبة من القلب.

-أحببت الرسومات قبل كل مدينة والتي تعبر بشكل ما عن حال الكاتب في هذه المدينة أو عن إحدى القصص فيها أو كلهم مجتمعين، تشعر وكأن الرسومات حية وتتحدث كما تتحدث القصص.

**اقتباسات:

-تواجه الموت والدموع في عيون الجميع بحكمة أننا جميعًا موتى في انتظار لحظة الإعلان.

-أب وأسرة صغيرة ومحبة باتساع العالم، وغربة تشعرك طوال الوقت بأن جذورك في مكان ما ليس هنا.

-ماذا سيحدث لو أخبرتكم بأنني أحب الخيال أكثر مما أنتمي للواقع؟ أنني شخص يؤمن بأنه لا يعيش في بُعد واحد من الحقيقية، وأن وعيه يحتل جسده كرداء لحظي لا يمثل الدوام بأي شكل وأن كتابتي لقصص واقعية يرعبني بدرجة لا توصف؟

-كانت الصباحات المدرسية التي أهرب فيها إلى براح الحياة بلا رقابة انعتاقًا حقيقًا نحو الحرية.

-يأتي الجميع بالأحلام إليّ، لكنها قليلة هي الأحلام القديمة، أحلام كهذه تصيب أشخاص كتومين لا يفتحون فلوبهم للأخرين.

لا أعلم ما الذي جعلني أتذكر الحكاية كلها الليلة، ربما لأني أحتاج أن أكتب قصة ما، قصة تذكرني بأن الكتابة طريقة أخيرة للنجاة.

-في القاهرة مكان لكل الناس، لا أحد يفكر كثيرًا في الغد، هنا عليك أن تستمتع باللحظة الراهنة، تستطيع فقط أن تتابع الناس، أن ترى مرور سنوات عمرك في الاصدقاء الذين أصابهم الشيب أسرع مما تخيلت، أن تتلقى الأحضان الصادقة.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق